مرايا – أعلن في نيامي عن فوز محمد أبو العزوم (60 عاماً) مرشح حزب التجمع الوطني الديمقراطي الحاكم برئاسة البلاد.

وينحدر أبو العزوم (بازوم وفق المصادر الأجنبية) إلى «الميايسة» وهي من قبيلة أولاد سليمان العربية ذات الأصول الليبية، والتي تعود بدورها إلى قبائل «بني سليم» العربية العدنانية القيسية بنجد الحجاز وهاجرت بعض بطونها إلى شمال أفريقيا في القرن الحادي عشر للميلاد.

وتنتشر بعض بطون أولاد سليمان في شمال النيجر، إلى جانب القبائل البدوية الرحالة أو القبائل شبه البدوية من العرب، الفولاني والطوارق والكانوري والتوبو والذين يمثلون مجتمعين قرابة 20% من إجمالي سكان النيجر، فيما ينتمي أكثر من نصف سكان النيجر إلى جماعة الهوسا العرقية، وهي واحدة من أعرق الشعوب الأفريقية.

وبحسب النتائج التي أعلنها رئيس اللجنة الانتخابية إيزاكا سونا، فقد حصل أبو العزوم على نسبة 57,65% من الأصوات، فيما حصل مرشح المعارضة الرئيس الأسبق ماهاماني عثمان على 44.25%.
ويعتبر أبو العزوم أول عربي يصل إلى رئاسة النيجر، وهو مسلم سني، ويتحدث العربية، الهوسا، التوبو، الكانوري، الفرنسية والإنجليزية بطلاقة.

وتابع الليبيون بإعجاب التجربة الديمقراطية والتداول السلمي السلس على السلطة في جارتهم الجنوبية، وذكر رئيس المجلس الأعلى لقبائل فزان في جنوب ليبيا الشيخ على أبوسبيحة، بأن الملك أدريس السنوسي الذي حكم البلاد من العام 1951 إلى العام 1969 كان من أصول جزائرية وليس له إلا جد واحد مدفون في ليبيا، مضيفاً: «نبارك لأبو العزوم ولجيراننا في النيجر هذا النجاح وانتقال السلطة بطريقة سلسة وسلمية ونتمنى أن تسلك الأطراف العسكرية والسياسية في ليبيا هذا المسلك.. محافظة على وحدة هذا الوطن وتطوره وضمان مستقبل أجياله القادمة».

وأشار الناشط محمد عمورة من منطقة القطرون، جنوبي ليبيا، إلى أن «جمهورية النيجر، دولة أفريقية، يتجاوز تعداد سكانها 25 مليون نسمة، متعددة الأعراق والأجناس، معظم سكانها من السود، وغالبية سكانها ينتمون لشعب الهوسا، بالإضافة للزرما والفولاني والبربري، مع وجود أقليات من العرب والطوارق والتبو وغيرهم، واليوم أنتخب شعبها في عرس ديمقراطي وعبر صناديق الاقتراع محمد أبو العزوم ذو الأصول العربية والذي تعود جذوره إلى قبيلة أولاد سليمان الليبية».

وتابع: «بهذا الاختيار تكون النيجر الدولة الجارة الفقيرة قد تجاوزتنا بمراحل كثيرة، وبرهنت على اختيار المسار الديمقراطي السليم، وتغلبت على التحديات والعقد الاجتماعية، فلم يكن اختيار أبو العزوم مبنياً على اللون أو العرق أو القومية أو الجهة أو المناطقية، بل كان المعيار الكفاءة والقدرة، وبرنامج انتخابي قيّم، أقنع الناخب الذي أدلى بصوته وانتخب أبو العزوم».

أبو العزوم هو سياسي عربي نيجري، شغَل منصب رئيس الحزب النيجري للديمقراطية والاشتراكية منذ عام 2011م، عمل وزيراً للخارجية في حكومة النيجر من 1995م إلى 1996م، ومرّة أخرى من 2011م إلى 2015، ثم شغَل منصب وزير الدولة في رئاسة الجمهورية من 2015م إلى 2016م، وكان وزيراً للدولة للشؤون الداخلية بين 2016م، ومن صيف 2020م استقال للاستعداد للترشح للانتخابات الرئاسية 2020م وفاز في الجولة الثانية.

وأبو العزوم من مواليد نجورتي، في منطقة ديفا بجنوب شرق البلاد، التي كانت مسرحاً منذ عام 2015 لمعارك طاحنة مع جماعة بوكو حرام النيجيرية المسلحة.(وكالات)