مرايا – يعاني برشلونة في الوقت الحالي، من تراجع غير معتاد على مستوى النتائج، وينافس غريمه ريال مدريد في الظهور بشكل مخيب.

الوضع غير المعتاد الذي يعيشه ريال مدريد وبرشلونة، يفتح الباب أمام الكثير من المقارنات، فماذا لو تمكن قطبا الكرة الإسبانية من تبادل بعض العناصر فيما بينهما؟ هل يتغير الحال؟.

بافتراض أن هذا الأمر بات ممكنا على أرض الواقع، رغم أنه في الغالب لن يحدث، فكيف يمكن أن نرى برشلونة تحت قيادة زين الدين زيدان مدرب ريال مدريد، إذا تبادل مقعده مع رونالد كومان، المدير الفني للفريق الكتالوني؟.

في السطور التالية، تستعرض “العين الرياضية” 4 حلول يمكن أن يحصل عليها برشلونة، إذا اعتمد على زيدان في منصب المدير الفني بدلا من كومان، الذي لم يتمكن حتى الآن من إعادة البارسا للوضع الذي ينتظره المشجعون.

السر في الشخصية
إذا طرحنا سؤالا بسيطا: “هل يحظى كومان بحب لاعبي برشلونة؟”، من غير المرجح أن تكون الإجابة هي “نعم” بنسبة 100%، فالبرغم من عدم وجود خلافات علنية بين الطرفين، فإنه من السهل استنتاج وجود توتر في غرفة ملابس البارسا، وحتى إن كان المدير الفني الهولندي يحظى بتقدير نجوم الفريق، فلا يعني هذا بالضرورة أنه محبوب لديهم.

كومان لا يتردد قبل انتقاد لاعبيه وتحميلهم مسؤولية التعثر أو الظهور بشكل باهت، وظهر ذلك في تصريحاته بالمؤتمرات الصحفية في أكثر من مناسبة، وبالرغم من أنه يكون محقا في أغلب المرات، فإن هذه هي أسهل طريقة لخلق بيئة متوترة في فريق كرة القدم، لا سيما إن كان به نجوم كثر.

في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، دخل كومان أيضا فيما يشبه معركة إعلامية مع لاعبه الفرنسي أنطوان جريزمان، بسبب رغبة الأخير في اللعب بمركز معين يختلف عن مركزه تحت قيادة المدرب الهولندي.

على جانب آخر، فإن زيدان يملك ذكاء بدرجة أكبر في التعامل مع اللاعبين، ورغم امتلاكه شخصية لا تقل قوة عن كومان، فإنه يستطيع تحقيق التوازن وجمع اللاعبين حوله دون أن يضطر للدخول في صدامات أو أن يقدم الكثير من التنازلات.

الأمور في غرفة ملابس ريال مدريد تبدو أكثر حميمية من برشلونة، ومن النادر أن يخرج زيدان بتصريح ينتقد فيه لاعبيه حتى في أحلك الظروف وأسوأها، وهو ما يجبر نجومه على احترامه وتحمل المسؤولية أحيانا، وتقديم كل ما لديهم من أجل عدة اعتبارات، على رأسها رد الجميل.

فن المداورة
قد لا يتميز زيدان بقدراته التكتيكية الهائلة، لكن المدير الفني الفرنسي الذي بدأ مسيرته التدريبية قبل أقل من 7 سنوات، يمتلك العديد من البصمات البارزة، على رأسها قدرته على المداورة، التي كانت سلاحه الأقوى في فترته الأولى مع ريال مدريد (2016-2018).

صحيح أن “زيزو” تخلى عن المداورة في فترته الحالية، لكن في ظل امتلاك برشلونة عناصر أفضل نسبيا، لاسيما في الخط الأمامي، قد يكون قيامه بالتبادل بين اللاعبين مع الفريق الكتالوني أسهل من الريال، وأفضل مما يقوم به كومان في هذا الشأن.

التعامل مع الضغوط
في الحقيقة يمتاز المدربان بإجادة العمل تحت الضغط، وفي عالم كرة القدم حاليا، لا يوجد ضغوط أكبر من قيادة عملاقين مثل ريال مدريد وبرشلونة في مثل هذه الظروف.

في الوقت ذاته، فإن زيدان يبدو أكثر قدرة من كومان على تحمل التقلبات المتكررة، ولا ننسى أنه تولى تدريب ريال مدريد مرتين كمدرب طوارئ في منتصف الموسم، لإنقاذ الفريق بعد تراجعه بشكل مخيف، ونجح في المرتين في إعادته لجادة الصواب، مع اختلاف بعض التفاصيل والنتائج.

لا نجم.. لا مشكلة
بعد رحيل كريستيانو رونالدو من ريال مدريد إلى يوفنتوس في 2018، انخفض مستوى الفريق المدريدي، ولا يزال يعاني من تذبذب أداء الهجوم، الأمر الذي ينعكس بشكل سلبي على النتائج.

عودة زيدان في آذار 2019 لم تصلح ما أفسده رحيل رونالدو تماما، لكن الفريق أظهر بعض التماسك معه، كما حصل على لقب الدوري والسوبر في العام الماضي.

ليونيل ميسي مازال موجودا في صفوف برشلونة، لكن أيامه مع الفريق الكتالوني تبدو معدودة، وبالنظر لما يقدمه البارسا في وجوده حاليا، ووضع ريال مدريد بعد رونالدو مع زيدان، نرى أن الأخير قد يكون خيارا مناسبا لقيادة البلوجرانا في مرحلة ما بعد ليو، التي باتت وشيكة بالفعل.