مرايا – قال المجلس الأعلى للسكان، الأحد، إن المرأة الأردنية لا تزال تواجه العديد من التحديات، وإن نسبة مشاركتهنّ في مواقع صنع القرار في القطاعين العام والخاص “متواضعة”.
وأوضح المجلس في بيان، أن “نسبة كبيرة من النساء هنّ خارج سوق العمل، رغم تحصيلهنّ وتفوقهنّ العلمي، مما يتطلب ضرورة تفعيل سياسات حكومية متكاملة، وتشريعات تدعم الجهود المجتمعية المبذولة لتغيير الصورة النمطية لدور المرأة في المجتمع”.
وأضاف أن “ضعف تمكين المرأة الاقتصادي والسياسي، وعدم المساواة بين الجنسين تعتبر من أهم التحديات التي تواجه المرأة الأردنية، خاصة في ظل جائحة كورونا، فتمكين المرأة هو حافز لبناء مجتمعات أكثر شمولية ووسيلة لتحقيق معدلات نمو مستدامة، ولا يمكن الحديث عن تقدم المجتمع اقتصاديا أو سياسيا أو اجتماعياً بدون مشاركة فاعلة للمرأة”.
الأمينة العامة للمجلس، عبلة عماوي، قالت، إن “المجلس يولي هذه المناسبة التي تأتي تحت شعار، المرأة في القيادة: تحقيق مستقبل متساوٍ في عالم كوفيد-19، اهتماماً خاصاً”.
عماوي أوضحت، أن “أهـداف المجلس الاستراتيجية ترتبط بأهـداف التنميـة المسـتدامة، خاصة الهدف الخامس الذي يدعو لتحقيق المساواة بين الجنسين، وتمكين كل النساء والفتيات، والهدف العاشر الذي يدعو إلى الحدّ من انعدام المساواة داخل البلدان فيما بينها، إلى جانب اهتمام المجلس بقضايا تمكّين المرأة اقتصادياً، ورفع مستوى مشاركتها في سوق العمل، وتعزيز صحتها الإنجابية؛ وذلك لتحقيق الاستثمار الأمثل للفرصة السكانية”.
والنساء يشكلنّ ما نسبته 47% من إجمالي سكان الأردن، وفق عماوي التي ذكرت “بالرغم من ذلك، إلا أن مشاركتهنّ الاقتصادية ما زالت منخفضة”.
وبلغ معدل النشاط الاقتصادي للمرأة الأردنية 14.9% مقارنة بـ 53.1% للذكور، في حين بلغ معدل البطالة للإناث 33.6% مقارنة بـ 21.2% للذكور، وذلك بحسب مسح العمالة والبطالة للربع الثالث من عام 2020 الصادر عن دائرة الإحصاءات العامة.
وعلى صعيد مشاركة المرأة السياسية، قالت عماوي، إن “تحليل نتائج الانتخابات النيابية لمجلس النواب الـ 19 أظهر تراجعا في نسبة التمثيل النسائي في المجلس المُنتخب”.
“شهد المجلس الـ (19) غيابًا كبيرًا لدور المرأة، ولم تستطع السيدات حسم أي مقعد في البرلمان عن طريق التنافس، واكتفين فقط بمقاعد الكوتا البالغ عددها 15 مقعدًا، على عكس انتخابات عام 2016، حيث حصلت النساء على 5 مقاعد عن طريق التنافس إلى جانب مقاعد الكوتا ليبلغ المجموع الكلي لمقاعد النساء في المجلس السابق 20 مقعدًا”، وفق عماوي.
وأكدت أن “تأثير جائحة كورونا كان أكبر على النساء كونهنّ يقفن في الخطوط الأمامية للتصدي للجائحة كعاملات في مجال الرعاية الصحية، حيث تظهر أرقام نقابة الممرضين الأردنيين أن أكثر من 36 ألف ممرض وممرضة وقابلة قانونية ينتسبون إليها، في حين تشكّل النساء 60% من العاملات في قطاع التمريض”، حسب تقرير حالة التمريض في العالم لعام 2020.
وعلى مستوى تأثير الجائحة على مشاركة المرأة الاقتصادية، أشارت عماوي، إلى أن “دراسة للمجلس الاقتصادي والاجتماعي الأردني بعنوان: أثر جائحة كورونا في مجالات الصحة والعنف الأسري والاقتصاد في الأردن، بحسب النوع الاجتماعي 2020، أكدت أن 34% من النساء، أثرت الأعباء المنزليّة على متابعتهنّ لأعمالهنّ عن بُعد”.
وأضافت أن تقرير الفجوة بين الجنسين العالمي 2020 الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي، أظهر أن الأردن حصل على الدرجة 138 من أصل 153 دولة، وبلغت درجته في المشاركة والفرص الاقتصادية 145، وفي درجة التحصيل التعليمي 81، فيما كانت درجة الصحة والبقاء 103، وفي التمكين السياسي 113.