مرايا – يعاني القطاع الصحي في محافظة معان التي تشكل 34 % من مساحة المملكة وتقع على مفترق طرق دولية من نقص حاد في التخصصات الطبية الرئيسية والمهمة كتخصص القلب والكلى والأمراض الصدرية وجراحة أعصاب الدماغ وإمراض الجهاز الهضمي وتخصص باطني أعصاب بالإضافة إلى أخصائي الغدد الصماء والسكري .
ويشير عدد من المختصين إلى أن أزمة نقص هذه التخصصات ينعكس بسلبيات كبيرة على المرضى من أبناء المحافظة التي عانت من هذا النقص منذ سنوات طويلة مضت ، وهذه القضية تعكس وضعا صحيا صعبا يعيشه أبناء المحافظة ، فالمعطيات الرسمية تشير إلى نقص حاد تعانيه مستشفى معان ومستشفى الملكة رانيا ، على صعيد الأطباء الأخصائيين، لا سيما في التخصصات النوعية.
وتشير المعطيات ذاتها إلى أن النقص آخذ في الاتساع لأسباب عديدة، أهمها ندرت هذه التخصصات في وزارة الصحة وعدم وجود خطط إستراتيجية تعالج هذا النقص الذي عانت منه محافظة معان منذ أكثر من أربعين عاما.
وضمن ما يندرج من إشكالات ومصاعب ناتجة عن هذا النقص الطبي الكبير يقول احد المواطنين جميل عساف انه يوجد في معان أكثر من 70 مريض كلى الذين يعانون من هذا المرض مشيرا إلى انه لا يوجد أخصائي كلى للإشراف على حالاتهم المرضية وبين أن هذا يعرض أوضاعهم الصحية في بعض الأحيان إلى صعوبات.
وأكد عساف أن مستشفى معان يفتقر إلى أخصائي جراحة دماغ وأعصاب رغم وجودها على العددي من الطرق الدولية التي تكون أكثر عرضة للحوادث الجماعية التي يتم نقلها إلى مستشفى معان الحكومي والتي تتطلب في معظمها إلى تدخل جراحة دماغ وأعصاب لان معظم الإصابات تكون في منطقة الرأس .
وبين عساف أن كثير من الحالات المرضية التي تم تحويلها إلى المرافق الصحية الأخرى في العاصمة عمان نتيجة عدم وجود هذه التخصصات توفيت أثناء تحويلها مطالبا الحكومة ووزارة الصحة بتوفير هذه التخصصات في هذه المحافظة التي مازالت تعاني من نقص في الكثير من الخدمات الصحية وغيرها .
كما شكا مواطنون في المحافظة من نقص أطباء الاختصاص وخاصة أمراض الجهاز الهضمي رغم وجود وحدة تنظير متكاملة في المستشفى منذ سنوات دون تشغيل بسبب عدم وجود طبيب متخصص في أمراض الجهاز الهضمي وهذا يتسبب بمعاناة كبيرة وأعباء مالية في ظل الظروف الاقتصادية نظرا لذهاب المرضى لمراجعة أطباء خارج المحافظة وإعطائهم مواعيد طويلة من قبل المرافق الصحية الأخرى .
من جانبه بين مدير مستشفى معان الحكومي الدكتور وليد الرواد انه جرى مخاطبة وزارة الصحة لرفد المستشفى بالإعداد الكافية من الأطباء لتمكينه من تقديم خدمات طبية فضلى لمراجعيه نظرا لأهمية المحافظة وموقعها المميز على الطرق الدولية والتي تستقبل دائما الحوادث الجماعية .
وأضاف الرواد أن مرضى الكلى يتم الإشراف عليهم من قبل الطبيب الباطني ولكن نحن بحاجة إلى هذا التخصص نظرا لارتفاع الحالات المصابة بهذا المرض في المحافظة والتي تصل إلى 70 حالة مرضية في مختلف مناطق المحافظة .