شاركت جلالة الملكة رانيا العبدالله مساء الأربعاء من عمان وعبر تقنية الاتصال المرئي في جلسة نقاشية نظمها منتدى جون كينيدي التابع لمعهد السياسة بجامعة هارفارد.
ونبهت جلالتها الى مخاطر تنامي مظاهر عدم المساواة العالمية الناجمة عن جائحة كورونا، مشيرة إلى أن الأزمة كشفت وفاقمت الاختلافات والخلافات طويلة الأمد داخل المجتمع.
واضافت أن عدم المساواة يغذي الانتشار العالمي لـفيروس كورونا، وبالتالي فإن الأزمات الصحية والاقتصادية والتعليمية التي تلت ذلك تغذي المزيد من عدم المساواة.
وخلال حديث جلالتها لطلاب جامعة هارفارد وأعضاء هيئة التدريس في جلسة أدارتها الأستاذة بجامعة هارفارد ميلاني كاميت، قالت جلالتها إن تزايد عدم المساواة يعتبر “ظاهرة بارزة في عالمنا” تتخطى المناطق الجغرافية، بالإضافة إلى تفاوت مستويات الدخل والتباينات الجندرية والانقسامات العرقية.
وأشارت جلالة الملكة إلى أن البلدان منخفضة الدخل أقل قدرة على تخصيص الموارد للتخفيف من انتشار الوباء والتعافي منه، منوهة إلى أن “البلدان الفقيرة ببساطة تنقصها السيولة لتمويل حزم التحفيز التي تحتاجها من اجل إنعاش اقتصاداتها”.
وأوضحت جلالتها أن الوباء “كشف النقاب عن حقيقتين” بين أولئك الذين يمكنهم العمل بسهولة من المنزل والذين لا يستطيعون عزل أنفسهم لأن “البقاء في المنزل يعني أنهم سيموتون جوعا “.
كما شددت على تأثير الوباء على النساء في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، مشيرة إلى أن أوضاعهن لم تكن مثالية حتى قبل تفشي الوباء.
وأكدت “أنهن يمثلن 20٪ فقط من القوة العاملة، على الرغم من أنهن يقمن بخمسة أضعاف الرعاية غير مدفوعة الأجر والعمل المنزلي من الرجل”، مضيفة أن إجراءات الحظر وإغلاق المدارس ودور الحضانة أدى إلى تعميق هذا الانقسام بين الجنسين.
واقترحت جلالتها اعتماد ممارسات العمل المرنة في أعقاب الجائحة من شأنها أن تعزز الشمولية في أماكن العمل للنساء وكذلك “للأشخاص الذين عادة ما يتم استقصاؤهم من أماكن العمل بسبب ظروفهم”.
وخلال المنتدى، سلطت جلالتها الضوء على عدم تكافؤ الفرص في الوصول إلى تعليم نوعي وكيف انعكس تأثير الوباء على حالة التعليم الإقليمي.
وأوضحت أنه في الشرق الأوسط، كان واحدًا من كل خمسة أطفال خارج المدرسة قبل انتشار الوباء، وبالتالي فإن هذه الجائحة عرّضت جيلًا بأكمله لخطر أكبر”، علما أن 40 بالمئة من أطفال المدارس في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا انقطعوا عن التعليم عن بعد في العام الماضي، وفقا لليونسف.
وشددت جلالتها على أن جائحة كورونا يجب أن تجبر المجتمع الدولي على إعطاء الأولوية للوصول العادل إلى التعليم الجيد، مؤكدة أهمية التوسع في تهجين التعليم من خلال الاستثمار في منهجيات التعلم الوجاهي والتعلم عن بُعد، والتأكد من استعداد المعلمين لتقديمهما بفاعلية.
ويذكر أن منتدى جون كينيدي التابع لمعهد السياسة بجامعة هارفارد يستضيف بانتظام رؤساء الدول والقادة في السياسة والحكومة والأعمال والعمل والإعلام. تتمثل مهمة المعهد في إشراك طلاب جامعة هارفارد مع الأكاديميين والسياسيين والناشطين وصانعي السياسات لإلهامهم، وكانت جلالة الملكة زارت الجامعة وتحدثت للطلبة في أيار عام 2007.