مرايا – محمد فخري التلاوي
سنة 1978 أسوأ سنة بتمر على ا.لثورة الفلسطينية، فشلت عمليات للثو.رة وبالمقابل إتعرضت ا.لثورة والمقا.ومة لضربات، وكان لازم الرد بأي طريقة وبعملية نوعية على “الكيان الصهيوني” ، خليل الوزير أبو جهاد قرر يخطط لعملية ا.لشهيد كمال العداون إلي إ.ستشهد بيروت، وتكون العملية بإسمه، وكانت تفاصيل العملية فرقة تنزل على الشاطئ وتسيطر ع حافلة رهائن وتدرج فيهم للكنيست والهجوم على الكنيست، وتكون العملية إ.ستشها.دية وفيها تفجير، إنعرض هذا العرض على عشرات الفدا.ئيين، قدمت ورشحت نفسي وترشح معي 12 فدا.ئي وكنت أنا الفد.ائية الأنثى بينهم، 12 فدائي أعمارهم كانت من 15-20 سنة كلهم شباب، جرئيين ودمهم على البلد، كان في شبين يمنيين واحد منهم أمنيته يصلي بالأقصى وكان بده يتجوز حبيبته الفلسطينية فاطمة بس نرجع، وكان في شب من لبنان، أنا قبلوني للعملية مش للتنويع ذكور وإناث لأ، لأنه كنت من مواليد بيروت وأهلي من يافا بس لاجئين بعد حرب 1948 شافوا عندي حس اللجوء والغيرة على البلد ولأنه درست بمدارس الوكالة وكنت منظمة للحركة ا.لفد.ائية الفتحا.وية وتدربت معهم على السلا.ح وأخذت دورات عسكرية وكنت مؤهلة للعملية وحطوني قائدة للعملية وسموا الفرقة دير ياسين. يعني كنت مؤهلة وصاحبة أحقية مع إنه عمري كان 20 سنة، بتاريخ 11/آذار/1978 إطلعنا أنا وا.لفدا.ئين بسفينة تجارية محملة بضاعة وإتفقنا يوصلنا لجوا البحر لمنطقة تكون ما حد بعرف عنها إشي وغير مأهولة ومش مراقبة تكون ولا حد بقدر يوصلها، مشينا بالسفينة حوالي 12 ميل ونزلنا قسمنا حالنا بزوارق مطاطية إحنا وأسلحتنا وعدتنا وكملنا بإتجاه الشارع الرئيسي، بس كانت ليلة سيئة جداً، هوا وشرقية، والزوارق كانت تخابط من الهوا بنص البحر وضلينا ليلة كاملة بنص البحر، وللأسف غرق منا فد.ائيين بنص البحر وكنا حزينين عليهم، “الكيان ” ما توقعت تصل فينا الجرأة نوصل إلهم، بس قدرنا نوصل لمستعمرة “معجان ميخائيل” وعلى السريع على الشارع الرئيسي سيطرنا على باص فيه 30 راكب وهددناهم وخليناهم يخضعوا ومشينا بإتجاه الكنيست، وإحنا ماشيين شفنا كمان باص وقفناه ونزلنا الرهائن ونقلناهم على الباص الثاني وصار معنا حوالي 65 رهينة من كل الأعمار، ومشينا فيهم وحيكت إلهم :
“إننا لا نريد قتلكم، بل نحتجزكم رهائن من أجل تخليص المعتقلين من سجون دولتكم المزعومة، نحن شعب نطالب بحقه، بوطنه الذي سرقتموه ما الذي جاء بكم لأرضنا ؟
إنتم لا تفهموون ؟”
رد علي صوت بنت صغير من الكرسي الخلفي صوت برجف من الخوف وكانت بتحكي عربي وعبري وقدرنا نسيطر على الرهائن، ونعرف نفهمهم شو بدنا ونخليهم يلبدوا،
ومسكت علم فلسطين، طبعت بوسة على العلم وعلقته بالباص، وبلشت أغني وأدندن :
“بلادي بلادي بلادي، لك حبي وفؤادي
فلسطين يا أرض الجدود، إليك لا بد أن نعود”
وضل الباص ماشي لحد ما لقينا دورية للجنود حاجز للتفتيش، خلصنا عليهم وإرتفعت المعنويات ولقينا حاجز ثاني وثالث كانن مخصصات يمسكونا وخلصنا عليهم وكنا على طول الطريق حوالي 90 كلم كل ما بنلاقي سيارة للجنود نخلص عليهم، لحد ما حوطتنا الطائرات عند مستعمرة (هرتسليا) وقدروا ينفسولنا عجال الباص وكان قائد هالفرقة إلي تكلفت توقفنا باي ثمن هو “إيهود باراك” نفسه إلي قتل كما.ل العدوان، حكينا إلهم معنا رهائن ورح نقتلهم إذا بتقربوا منا بس كان أنه ننقتل إحنا والرهائن و ولا نقدر نوصل للكنيست هيك حكت إلنا البنت الي كانت تترجم بينا وبينهم من شباك الباص، ما ردوا على البنت الصغيرة الي كانت تحكي معهم وتعيط وتترجاهم، دارت حرب بين فرقة دير ياسين وجنود الإحتلال وبلشت توقع الإصابات من الطرفين، وقدرنا بالكلا.شنكوف نوقف ضد طياراتهم ودباباتهم وجنودهم بس بعدها بس بلش عددنا يقل وبلش الفدائيين يستشهد.وا، وكانوا ينطخوا بالعين وبالجبهة وبالراس بشكل عام، وكانوا ينقنصوا قنص بطلقة بستكون قاتلة، كان معهم قناصين وحاولوا يقتلونا واحد واحد واذا قدروا يكسبوا الرهائن مش غلط، قررنا نفجر الباص وفجرنا الباص وإلي فيه من رهائن، كان معنا فدا.ئي عمل حاله ميت وبس صار حواليه 5 جنود قام وطخهم بالكلا.شنكوف وإست.شهد وفي فدا.ئين إنأسروا والباقي إستشهد.نا، إيهود باراك عرفني قائدة العملية، وإستغرب إنه بنت شابة عمرها 20 سنة تكون قائدة لعملية رهيبة هيك، مسكني من شعري وبلش يجر بجثتي قدام الكاميرات وكانت الكاميرات تصورني، من غله وحقده علي وزي ما لقبوه “رجل المهمات القذرة” كان قذر وقوي على جثث هامدة، جثة بنت عمرها 20 سنة ما أجمل البنات إلي مرت عليه وكان يحكي شو خلى هالبنت هاي تصير مخربة، هالحمار بعرفش وبميزش الفدا.ئية عن المخربة، ونشر صورتي بالجريدة وهالصورة إنعرفت لكل العالم بنت صغيرة شعرها مقصوص بذنبة ومكنفش سمراء حنطية ومبينة إنها شابة مش ختيارة ومحجبة ومش لابسة ثوب، كنت لابسة بدلة عسكر.ية وصلت “الاحتلال” وقدرت تخطف وتقتل وتحرج دولة مزعومة وتوصل رسالة للعالم شو الشباب والبنات بقدروا يعملوا، إحتجزوا جثثنا عندهم وما رضيوا يطلعونا ويكون إلنا أماكن دفن معروفة لحد سنة 2008 لما حز.ب الله عمل صفقة تبادلية للأسرى مع “الكيان” وطالبوا برفات الجنود، وأخذوا جميع الرفات إلا رفاتي، حكوا أنه في تيارات هوائية تحت الأرض وسحبت جثتي، الخوف والرعب إلي عاشه “الاحتلال” من ورا دلال المغربي بنت ال20 سنة خلاهم يشوهوا صورتي قدام الصحافة، ويحتجزوا جثتي وحتى رفاتي ما يسلموها وخايفين إنه يستنسخ دلال ثانية من الرفات، كيف لأ وأنه عملية مكونة من 12 شخص قائدتهم بنت وأعمارهم 15-20 سنة قدروا يرفعوا علم فلسطين ع خط طول 95 كلم وعملوا إصابات وقتلى فوق المئات !!
رسالة وصلتهم هذاك الوقت، إنهم محاربين ومطاردين من الصغير والكبير، والفلسطيني واليمني واللبناني والجزائري ،الذكر والأنثى الكل مش رح يشوفكم إلا عدو، ورح نكون وراكم بدولتكم المزعومة وداخل بيوتكم وسياراتكم بدنا نضل نطاردكم ونقتلكم إنتوا وأطفالكم ونسائكم، لحد ما نمحيكم، هالحكي كان هدفنا وكان رح يكون فكرة مغروسة براس كل شب ورح يكون ورانا أجيال تعمل نفس هالعمل ويضل راسخ بمخهم بس للأسف هالحكي ما طول كثير لأنه شفنا كامب ديفيد وشفنا إتفاقيات ومعاهدات ومصافحات مع قادت دول بالعلن ووبالسر وإتفقوا وصافحوا قاتل كما.ل العدوان وقاتل دلال المغر.بي وقاتل مئات الفلسطينين، وهالحكي كان مرفوض بقاموسنا وكان حلنا واحد إلي هو لغة السلا.ح، بس خلص عرفنا إنه راحت وتسلمت فلسطين بمعاهدات، وبالمؤامرات وإنه راحت دلال المغر.بي بنت المغرب العربي في عداد الشهد.اء وعمليتها خلدة في تاريخ المقاومة وكانت رقم صعب، وراحت هالعمليات النوعية ولازم نستنى التدخل الإلهي ونستنى الشجر لما يحكي :
“يا عبد الله هذا يهودي خلفي تعال فأقتله”
ونستنى يوم القيامة لأنه هو اليوم الوحيد إلي رح تكون كفتنا راجحة بفضل هالشهد.اء ورح تكون كفتهم أوطى بفضل العملاء والبياعين للأرض والوطن ..
ويمكن تكون فلسطين ولادة وتولد كمان إثنا عشر رجل وفدا.ئية، يكون في دلال ورفاقها جداد، يمكن يرجع العالم يطلع شابة زي دلال المغربي !!