بالكاد، يجد الموظفون الإداريون في أكبر مقبرة بالأردن فرصة لالتقاط الأنفاس، وسط إقبال الناس لسداد رسوم دفن ذويهم المتوفين، في ظل ارتفاع قياسي في عدد الوفيات الناجمة عن مرض كوفيد-19.

 
مقبرة سحاب، التي تقع في ضواحي العاصمة عمان، وشهدت، يوم الثلاثاء، دفن ما لا يقل عن 50 جثة، غداة إعلان وزارة الصحة وفاة 109 أشخاص جراء الإصابة بكوفيد-19 في أكبر حصيلة يومية يسجلها الأردن.

ويقول، أحمد جابر، بينما يكمل كتابة فاتورة بقيمة 50 دينارا مقابل قطعة أرض في مقابر بلدية عمان، بينما يصطف أقارب ثكالى في طابور، “ما عنا وقت نحك روسنا مش قادرين نقعد”.

وسجل الأردن أعدادا أكبر، مقارنة بمعظم جيرانه، في الإصابات والوفيات جراء فيروس كورونا بعد زيادة كبيرة في الشهرين الماضيين بسبب انتشار سريع لسلالة فيروس كورونا التي اكتُشفت لأول مرة في بريطانيا، بعد شهور من النجاح في السيطرة على تفشي الفيروس.

واقترح بعض المسؤولين أن تستخدم الحكومة الملاعب الرياضية وأن تجدد المستشفيات العتيقة أو تضع أسِرة في المدارس.

وتجنب رئيس الوزراء، بشر الخصاونة، حتى الآن فرض عزل عام لمدة أسبوعين وفقا لتوصيات الأطقم الطبية تفاديا للضرر الذي قد يلحق بالاقتصاد.

ومددت الحكومة هذا الشهر حظر التجول الليلي وأمرت بفرض إغلاق عام طوال أيام الجمعة وتشديد عقوبات انتهاك قواعد التباعد الاجتماعي.

وكشفت البيانات الرسمية أن الوضع أفضل قليلا خارج البلدات الكبيرة حيث يتراوح إشغال وحدات الرعاية الفائقة بين 30 و50 بالمئة.

لكن الثقة في خدمات الصحة العامة بلغت مستويات شديدة التدني بسبب الإهمال الجسيم الذي تسبب في وفاة تسعة معظمهم مرضى كوفيد-19 هذا الشهر نتيجة انقطاع الأكسجين في أحد المستشفيات.

ويقول سياسيون إن هذا الحادث يعني أن الخصاونة يواجه أصعب تحد منذ تعيينه في تشرين الأول الماضي.