مرايا – أكدت سفيرة بنغلاديش في عمان ناهدة سبحان، أهمية الدور الذي يلعبه جلالة الملك عبدالله الثاني، في توضيح الصورة الحقيقية للاسلام كدين للسلام والاعتدال والتسامح وبراءته من الارهاب والتطرف.
وقالت في مقابلة مع وكالة الانباء الاردنية (بترا)، بمناسبة العيد الوطني لبلادها، ان قيادة جلالة الملك غرست شعور التفاهم والتسامح بين مواطني المملكة، موضحة ان جلالته كان ناجحا ومؤثرا في مساعيه الدبلوماسية لتعزيز السلام في المنطقة.
وعبرت عن تهانيها وامنياتها للاردن بمناسبة مئوية الدولة متمنية له المزيد من التطور والازدهار.
واشادت السفيرة باحترام الاردن لحقوق المرأة وتمكينها، مبينة ان رؤية جلالة الملك السياسية تحترم المرأة وتعزز تمكينها، موضحة انها كسفيرة لبلدها في الاردن لاحظت ذلك.
واضافت انه يمكن الاستشهاد بالاردن كدولة نموذجية في المنطقة فيما يتعلق بمعاملة العمال الاجانب على اراضيه ، مشيرة الى وجود 70 الف بنغالي في المملكة، يتلقون كل الدعم والتعاون من السلطات الاردنية ذات الصلة أثناء معالجة أي قضية تتعلق بهم . وقالت “سعدت كثيرا بوجود قوانين وأحكام وسياسات عمل متعلقة بحقوق العمل والرفاهية في الأردن، مؤيدة جدًا للعمالة وتحترم حقوقهم وتحميهم”،مشيرة الى ان الأهم من ذلك أن هذه القوانين والأحكام والقواعد تشمل العمال الأجانب الذين يعيشون في المملكة .
ووصفت السفيرة العلاقات الثنائية بين بلادها والاردن، بانها ودية للغاية، وان الاردن من اوائل الدول في المنطقة التي اعترفت ببنغلاديش بعد استقلالها عام 1971، مؤكدة حرص بلادها على دعم الاردن سياسيا وفي المحافل الدولية، بالاضافة الى دعمها الوصاية الهاشمية على الأماكن المقدسة في القدس.
وأشارت الى عدد من اتفاقيات التعاون الموقعة بين الطرفين، كما سيتم توقيع اتفاقيات في قطاعات مهمة خلال الفترة المقبلة، مشيرة الى أن هناك مجالًا أكبر بكثير لتوسيع وتعزيز العلاقات الثنائية بالنظر إلى القواسم المشتركة التي يتشاركها الجانبان.
وعلى صعيد العلاقات التجارية بين البلدين، اكدت السفيرة ان الميزان يميل بشكل ملحوظ لصالح الأردن وخلال الفترة من تموز 2019 إلى حزيران 2020 – بلغت قيمة الواردات من بنغلاديش إلى الأردن 10.61 مليون دولار أميركي، بينما بلغت قيمة الصادرات من الأردن إلى بنغلاديش 20.49 مليون دولار أميركي، مبينة انه يجري العمل حاليا على إبرام اتفاقية تجنب الازدواج الضريبي.
وقالت ان استضافة الاردن لـ50 الف عامل بنغالي في المناطق الصناعية يسهم بشكل مباشر في تعزيز الاقتصاد الاردني والتعاون بين الجانبين. واكدت ان الايام القادمة ستشهد المزيد من التعاون الاقتصادي، حيث أنشأ كل من بنغلاديش والأردن مرافق استثمارية رائعة في البلدين، تمكن المستثمرين من كلا الجانبين من إنشاء أو استكشاف الفرص المتاحة للاستثمار في هذين البلدين. واضافت ان بنغلاديش في ظل القيادة الحكيمة لرئيسة وزرائها الشيخة حسينة، تشهد وتيرة سريعة للاقتصاد ومسار التنمية فيها.
ووفقًا لمركز أبحاث الاقتصاد والأعمال في المملكة المتحدة، يتوقع أن يحتل اقتصاد بنغلاديش المرتبة الـ41 على مستوى العالم نهاية العام 2021، ويصل الى المرتبة الـ28في عام 2030 ، ومن المتوقع أن تصبح بنغلاديش في المرتبة 24 عالميا من حيث الاقتصاد بحلول عام 2033 .
وقالت ان نجاح صناعة تكنولوجيا المعلومات أمرًا أساسيًا للنمو الاقتصادي المستمر في بنغلاديش حيث تصدر نحو مليار دولار من المنتجات التكنولوجية سنويا، و يوجد لديها 600 الف عامل مستقل في مجال تكنولوجيا المعلومات، ويشكل قطاع الخدمات – بما في ذلك التمويل الأصغر والحوسبة- 53 بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد.
ودعت السفيرة الى ضرورة الاستفادة من الخبرات والسياسات والانشطة الصديقة للاستثمار في كلا البلدين وضرورة تبادل الزيارات بين رجال الاعمال والمستثمرين.
واشارت الى المجال الواسع لتعزيز التعاون السياحي بين البلدين خاصة في ظل وجود العديد من المواقع الأثرية الرئيسية في الاردن، والتي تعد من بين أقدم الحضارات في العالم، اضافة الى العديد من المواقع الدينية الرئيسية التي تنتمي إلى عدة ديانات.
كما اشارت الى ان السياحة في بنغلاديش نمت في السنوات الأخيرة بشكل ملحوظ، حيث يزور الكثير من البنغلاديشيين كل عام دولًا في أوروبا ويمكن للمواقع المهمة في الأردن جذب السياح من بنغلاديش بسهولة إذا تم تسهيل ذلك، وفي المقابل تضم بنغلاديش مواقع سياحية خضراء، اضافة الى أطول شاطئ بحري رملي غير مقسم، يمكن أن يكون مكانًا سياحيًا جاذبا للأردنيين.
واكدت السفيرة ان التنسيق والتشاور مستمر بين البلدين، مشيرة الى ان التعاون المشترك بينهما في المنتديات متعدد الأطراف وخاصة في الأمم المتحدة ، في كل من نيويورك وجنيف، حيث يتم التنسيق والعمل معًا في العديد من القضايا ذات الاهتمام المشترك وخاصة تحت مظلة منظمة التعاون الإسلامي.
وأشارت الى التعاون بين البلدين في قضايا اللجوء، وقالت:” نتعاون وندعم بعضنا البعض في الأمم المتحدة، حيث يستضيف البلدان عددًا كبيرًا من اللاجئين”.
وزادت ” كنا ممتنين للغاية لزيارة جلالة الملكة رانيا إلى بنغلاديش في عام 2017 عندما التقت مع مواطني ميانمار غير المسجلين، الروهينجا الذين يعيشون في كوكس بازار في بنغلاديش”.
وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، اكدت ان دعم بنغلاديش للفلسطينيين واضح ولا لبس فيه ونابع من المبادئ التوجيهية للسياسة المحددة للغاية التي وضعها والد الأمة مؤسس بنغلاديش بانغاباندو الشيخ مجيب الرحمن في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1974، والذي دعا فيه الى استعادة الحقوق الوطنية المشروعة لشعب فلسطين.
واضافت نحن نؤمن إيمانا راسخا بأنه لا يمكن تحقيق سلام دائم وقابل للحياة في المنطقة حتى يتم الاعتراف بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، لذلك فإننا ننضم إلى المجتمع الدولي في المطالبة بإقامة دولة فلسطين المستقلة وذات السيادة على حدود الرابع من حزيران عام 1967.
ولفتت الى ان بنغلاديش هي واحدة من أكبر الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي التي يسكنها المسلمون وهي ثالث أكبر دولة ذات أغلبية مسلمة في العالم بعد إندونيسيا وباكستان وأكثر من 90 بالمئة من سكانها من المسلمين.
واضافت ان المسلمين العرب اقاموا اتصالات تجارية ودينية مع بنغلاديش في القرن التاسع، خاصة عبر المناطق الساحلية كتجار عبر موانئ شيتاغونغ.
وانه وفي منتصف القرن الخامس عشر، في عهد السلطان ناصر الدين محمود شاه، تم إنشاء أول مدينة إسلامية تُعرف باسم “خليف أباد” فيها اكبر مسجد في بنغلاديش من فترة السلطنة (1204-1576) المعروف باسم مسجد الستين دوم، وهو جزء من مواقع التراث العالمي لليونسكو، وتم وصفه بأنه أحد أكثر المعالم الإسلامية إثارة للإعجاب في المنطقة من وجهة نظر معمارية.