افتتاح مؤتمر بيئة الدولة الأردنية بعد مرور مئة عام على تشكيلها
مرايا – تصوير بسام غانم -افتتح رئيس مجلس الأعيان فيصل الفايز اليوم الأربعاء في المركز الثقافي الملكي المؤتمر الدولي “بيئة الدولة الأردنية بعد مرور مئة عام على تشكيلها: مواطن القوة والفرص” بمشاركة عدد من الخبراء والباحثين الأردنيين والعرب.
ويناقش المؤتمر الذي تنظمه الجمعية الأردنية للعناية بالأسرة الخيرية، ومركز الخالد لدراسات الفقر والتنمية المستدامة والأبحاث، ضمن جلساته الست الموزعة على يومين موضوعات حول الهوية الأردنية منذ التأسيس، وعوامل الاستقرار في الدولة الأردنية، وتحديات الوضع المائي، ودور البحث الزراعي في حل مشكلات الصناعات، وتاريخ تطور القطاع الصحي، وتطور الجمعيات في الاردن، ودور الجامعات في تعزيز الامن الاجتماعي، وموضوعات اخرى تاريخية وتنموية.
وقال الفايز في كلمته بحفل الافتتاح، “اننا في المئوية الثانية، سنبقى شعبا واحدا متماسكا نحمل هوية عربية انسانية، ونسعى بكل قوة من اجل الحفاظ على ثوابتنا الوطنية والعربية والإنسانية والثقافية، وقضايا امتنا العادلة، مؤمنين بقيادتنا وبدور قواتنا المسلحة، واجهزتنا الأمنية ومؤسساتنا الوطنية في بناء وتنمية الوطن، وحفظ امنه واستقراره المجتمعي”.
وأضاف أن الدولة الاردنية حققت منذ التأسيس، منجزات كبيرة بمختلف الميادين والمجالات، وتمكن الاردن من التقدم بثبات، فاصبح محطة مضيئة، ورقما صعبا في الإقليم، وعنصرا فاعلا في أمن المنطقة واستقرارها، رغم التحديات الكبيرة التي واجهته، والموارد الاقتصادية الضعيفة والإمكانات المتواضعة، وصراعات المنطقة والإقليم وتداعيات القضية الفلسطينية وموجات اللجوء المختلفة.
وثمن دور القائمين على عقد هذا المؤتمر بمشاركة عدد من الباحثين والمفكرين من ابناء الوطن والدول الشقيقة والصديقة، للوقوف على مسيرة الدولة الاردنية، ومواطن القوة والضعف التي مرت بها عبر العقود الماضية، مبينا أننا بحاجة لمثل هذه المؤتمرات النوعية لتفادى الاخطاء وتعزيز المنجزات لندخل المئوية الثانية بقوة وثبات.
بدوره، قال رئيس الوزراء الأسبق طاهر المصري في كلمته “إن الدخول إلى المئوية الثانية من عمر الدولة بأمان يتطلب منا ان نعيد التعرف على ذاتنا استراتيجيا وامكانياتنا من جديد من خلال التقييم الاستراتيجي لموقعنا الجيوسياسي وقيمته لنا وللآخرين، وما نملك من عناصر للتحكم به، وماذا نمتلك من عناصر سياسية ذاتية للمفاوضة استنادا اليه”.
وأضاف، أن ذلك الادراك وإعادة التقييم ربما تكون أول مداميك مصلحتنا في المئوية الثانية بعد ان استهلكتنا وقائع المئوية الاولى وحرائقها الإقليمية للوقوف لحظة تأمل وتقييم استراتيجي من اجل معرفة ما لنا وما علينا، وهو ابرز ما تقوم به شعوب والأمم وخصوصا عند الوقوف في محطاتها الكبرى كي تتمكن من البقاء في دوائر الفعل السياسي”، مبينا اننا يجب ان نعبر المئوية الثانية وقد تعلمنا مما حدث من قبلنا، وان يكون احتفالنا بإعلان مراجعة شاملة للأردن الجديد.
وقال رئيس اللجنة العليا للمؤتمر، ورئيس مركز الخالد الدكتور خالد عطيات، إننا نحتفل اليوم بمرور مئة عام على تأسيس المملكة من خلال مؤتمر دولي من أجل أن نعزز ونعظم المنجزات، وأن نركز على الفرص والمؤمل من المشاركين الوقوف عند مفاصل مهمة من مسيرة الدولة الأردنية على امتداد تلك المحطات، وبيان مناحي النهضة والتطور في عهد الهاشميين، من خلال بحوثهم ومداخلاتهم، مضيفا ان هذا الجمع المتميز بنوعيته ورموزه دلالة على أن الأردن معطاء متماسك مترابط مهتم بالعلم والعلماء.
وقال رئيس المؤتمر الدكتور بركات عوجان إن هذا المؤتمر يحمل بين طياته حلقة وصل بين الآباء والأبناء وبين الماضي وتضحياته والمستقبل بتجلياته، وبين من صنعوا الكرامة بالأمس ومن سيصنع الغد المشرق، مضيفا أن المملكة حققت منذ تأسيسها من نواحي التقدم والنهوض والانجازات، ما هو جدير بأن يؤخذ نموذجا لكفاح شعب صغير قليل الموارد.
وأضاف “ان المؤتمر الى جانب احتفاله بمئوية الدولة، يسعى لتعزيز مساحات الضياء ولروح الوطنية، ووفاء بعض الدين للرعيل الاول الذين جاهدوا جهادا شاقا من اجل الحرية والكرامة، ومناسبة لحث الجهود الشابة لتستمر مسيرة العطاء، مشيرا إلى أن المؤتمر يكرم ثلة من أبناء الوطن الذين تركوا بصمات واضحة، واحياء لوقفة وفاء واعادة الفضل لهم.
وتضمن حفل الافتتاح فيلما وثائقيا عن المناسبة.
وفي نهاية الحفل، جرى تكريم طاهر المصري، والراحلين عودة ابو تايه، وعبدالله العزب، وحمد بن جازي ومحمد نزال العرموطي، وتيسير ضبيان، اضافة إلى تكريم رئيس المؤتمر راعي الحفل فيصل الفايز.