مرايا – رصد برنامج عين على القدس الذي بثه التلفزيون الاردني أمس الاثنين، الضوء على تصاعد انتهاكات جماعات المتطرفين اليهود ضد المسجد الأقصى المبارك بعيد الفصح اليهودي.
وعرض البرنامج في تقريره الاسبوعي المصور في القدس مشاهد لعدد كبير من المتطرفين اليهود أثناء اقتحامهم للمسجد الاقصى واقامتهم للصلوات التلمودية في الحرم القدسي الشريف، مشيرا الى ان أعداد المتطرفين اليهود الذين يعتدون على أولى القبلتين تتضاعف بهذا العيد، وتأخذ طابعا أكثر خطورة، اذ تقام الصلوات تحت حراسة أعداد كبيرة من شرطة الاحتلال.
مدير المسجد الاقصى المبارك، الشيخ عمر الكسواني، أكد في حديثه للتقرير، ان الاعتداءات على المسجد الاقصى تبلغ ذروتها خلال اعياد ما يسمى بعيد الفصح، موضحا ان الاعتداءات تتمثل بإقامة الصلوات التلمودية علانية، كما يقوم المتطرفون بتدنيس المسجد و”نشر النجاسات” خصوصا بالجهة الشرقية، ناهيك عن تجاوزات افراد الشرطة للتضييق على حراس المسجد وموظفي الاوقاف.
وقال ان الهدف من ذلك هو فرض واقع ليكون هذا المنظر معتادا في المسجد الاقصى المبارك، واصفا هذا المشهد بـ”الشاذ” لان ما يحصل هو بقوة السلاح، ولا يعطي أحقية لهؤلاء المتطرفين ولا لشرطة الاحتلال التي تبرمج هذه الاقتحامات.
واشار التقرير الى ان الاعياد اليهودية بالنسبة للقدس والمقدسيين تعني مزيدا من التعقيدات والإجراءات، بما في ذلك إغلاق البلدة القديمة بالكامل أمام المصلين وأهل المدينة، وان “جميع ممارسات الاحتلال وأعياده تزيد من نقمة الاحتلال، وان رفاهية المستوطنين يدفع ثمنها المقدسيون” بحسب تعبير المقدسي زكي أبو طاعة.
ولفت التقرير الى ان هذه الاعياد تعني ايضا عقوبة لتجار المدينة القديمة في القدس التي تتحول خلال الأعياد اليهودية لتكون ثكنة عسكرية لحماية المتطرفين اليهود.
والتقى البرنامج الذي يقدمه الإعلامي جرير مرقة، خلال اتصال فيديو، بمدير عام اوقاف القدس الشيخ محمد عزام الخطيب التميمي، الذي قال ان الأعياد اليهودية تشكل اياما عصيبة على مدينة القدس، وانها تكون بمثابة “إعادة الاحتلال المباشر لكل المدينة المقدسة، وخصوصا المسجد الاقصى المبارك”.
وأضاف ان جماعات الهيكل المزعوم تدعو منذ فترة طويلة الى اقتحامات كبيرة وكثيرة للمسجد خلال الاعياد اليهودية، بحماية شرطة الاحتلال، واستشهد على ذلك بمقال لاحد المتطرفين عبر فيه عن مدى فرحته بأنهم أدوا صلاواتهم في المسجد الأقصى بمباركة وحماية من الشرطة الاسرائيلية، وان بعض افراد الشرطة قاموا بأداء الصلاة التلمودية معهم. وأوضح أن من واجبات الاوقاف رصد كل حركة داخل المسجد الاقصى وتسجيلها رسميا، وإعلام وزارة الاوقاف والشؤون والمقدسات الاسلامية والديوان الملكي والسفارة الاردنية بتل ابيب، حيث يكون هنالك دائما تدخل حكومي من الجهات الاردنية لوقف هذه الانتهاكات من خلال إصدار بيانات رسمية واتصالات مع الحكومة الإسرائيلي.
وأضاف بأن هنالك إصرارا واضحا ودعما حكوميا لهؤلاء المتطرفين باقتحامهم للمسجد الاقصى المبارك، مبينا ان القبضة الامنية الحديدية التي تفرضها شرطة الاحتلال على المسجد الأقصى قوية جدا، ادت الى استنزاف حرس المسجد نتيجة لتعرضهم، الا ان ذلك لم يمنع المسلمين من التوافد الى المسجد الاقصى، كوجود نحو 5 آلاف شخص بصلاة الفجر، فيما يصل عدد المصلين الى اكثر من 50 الف شخص بصلاة الجمعة. وأكد التميمي على ان المسجد الأقصى سيكون مفتوحا للمصلين خلال شهر رمضان المبارك، لافتا الى ان مديرية الاوقاف اجرت الترتيبات اللازمة لعودة بهاء المسجد خلال شهر رمضان مع مراعاة الإجراءات والضوابط الصحية اللازمة.