مرايا – كشفت المراجعة النهائية لحالة التعليم العام، للعام الماضي، عن أن المعاناة النفسية والاجتماعية للطلبة كانت هي أعلى تأثرًا خلال جائحة فيروس كورونا المستجد، فقد أحس الطلبة بالخوف والقلق والتوتر، فيما بدأت الاتجاهات السلبية مع الأيام تتعاظم نحو التعليم والمدرسة.
وجاء في المراجعة، التي تأتي ضمن محور الموارد البشرية في تقرير حالة البلاد للعام 2020، أن الطلبة وجدوا أساليب التعليم عن بُعد عبئًا جديدًا تضافر مع الإقامة الجبرية في البيت، والتوجيهات الصارمة للأهل، حيث أحس بعض الطلبة في الأطراف والمناطق التي لا تتوافر فيها خدمات التعليم عن بُعد بالحرمان والتأخر عن أقرانهم في الأماكن الأفضل حظًا.
ووفق المراجعة، التي أعدها المجلس الاقتصادي والاجتماعي، فإن الموارد البشرية من قيادات وهيئات تعليم حست بالقصور في المهارات وتحتدي مجاراة ما يتم من آليات التعليم عن بُعد. ومع أن بعضهم عدها فرصة تعلم وإثبات وجود، عدها آخرون صعبة الاكتساب، وخاصة من هم على أبواب التقاعد.
وأوصى التقرير، لمعالجة آثار الجائحة والنهوض بالقطاع، بضرورة التحول نحو التعلم عن بُعد والتعلم المدمج إلى النظرة الشاملة للنظام التعليمي وتهيئة جميع الأسباب لنجاحه، وإقناع جميع الموارد البشرية في وزارة التربية والتعليم وجميع المتعاملين معها بأن جائحة كورونا أتاحت الفرصة للتغير لكن سبب التغيير الحقيقي هو التحول نحو المستقبل.
وفي مجال التعلم عن بُعد والتعليم المدمج، أوصى التقرير بتهيئة بيئة عمل جديدة، تأخذ بعين الاهتمام توفير متطلبات التعلم عن بُعد بأشكاله: التعلم المدمج والتعلم المقلوب، والتعلم الذاتي، والتعلم الرقمي، وتوعية المجتمع بثقافة التعلم عن بعد وأهميته سواء في الظروف العادية أو بالأزمات الطارئة، وذلك بوضع برنامج عملي يتوجه إلى الأهالي والمجتمع والمعلمين.
بالإضافة إلى دعم المدارس بالأدوات التكنولوجية والأجهزة اللازمة لتمكنها من إنتاج مواد التعلم الذاتي من أفلام وفيديوهات ونماذج تدريسية، وتنمية مهارات المعلمين والعاملين على استخدام التقنيات التربوية سواء في إنتاج المواد التعليمية أو في استخدامها من خلال برنامج تدريبي يشمل جميع المعلمين.
كما أوصى التقرير بإجراء تقييم تشخيصي للطلبة، بهدف تحديد فجوة المعرفة ووضع البرامج الضامنة لسدها أو التقليل منها أو التخفيف من حدة آثارها على تعلمهم المستقبلي، وتطوير عمل مركز الملكة رانيا لتكنولوجيا المعلومات التابع لوزارة التربية ليتخصص أكثر برقمنة الوزارة من حيث التعلم عن بعد والتعلم المدمج.
أما بمجال المناهج، أوصى التقرير بضرورة تطوير خطة دراسية جديدة تأخذ بعين الاهتمام المتغيرات المحلية والعالمية، خاصة بمجال المهارات الحياتية والوعي الصحي وتقدم العلوم، وأهمية الأخلاق وبناء الشخصية الناقدة وانتاج المعرفة، والتركيز على اكساب المتعلمين مهارات التفكير الناقد والإبداعي، فضلًا عن توفير فرصة التعلم الذاتي والإنتاج المعرفي للمتعلم.
وبشأن التقويم والتقييم والاختبارات المدرسية، أكد التقرير أهمية ربط كل اختبار بأهداف تربوية محددة، بعيدًا عن قياس مهارات الحفظ والتذكير، والتوجه نحو الاختبارات الرقمية وتدريب الطلبة عليها أثناء العام الدراسي.
وبخصوص استراتيجيات التعليم والتعلم، أكد التقرير ضرورة التركيز على التعلم الذاتي الفردي وإنتاج المعرفة وحل المشكلات، والتركيز على التعليم والتعلم المتمايز بما يسمح للمتعلم إيجاد فرصة للنمو وفق ذكاءاته.
وفيما يتعلق بامتحان شهادة الدراسة الثانوية العامة “التوجيهي”، أكد التقرير أهمية التفكير الجاد بنقل مسؤولية القبول الجامعي للجامعات، تطوير امتحان “التوجيهي” ليقتصر على تقييم مستوى النظام التعليمي ومدى تحقيق الطالب نتاجات التعلم المحددة، والتركيز على مهارات التفكير والتحليل، فضلًا عن تقليص عدد أوراق الامتحان والتركيز على المهارات وحل المشكلات والقدرات الاستشرافية وتوظيف التكنولوجيا.