مخاوف أميركية من هجوم بيولوجي صيني
مرايا – نشرت مجلة “ناشيونال إنترست” الأمريكية مقالا للباحث مارك إيبيسكوبوس سلّط فيه الضوء على المخاوف الأمريكية، من إقدام الصين على شن هجوم بيولوجي على القوات الأمريكية في المحيط الهادئ.
وقال الكاتب في التقرير، إنه مع استمرار التوتر بين واشنطن وبكين، تتزايد مخاوف الجيش الأمريكي من تنامي القدرات العسكرية الصينية والخطر الذي تشكله في منطقة المحيط الهادئ.
وتحدثت تسريبات عن قيام القوات الجوية الأمريكية في الخريف بمحاكاة هجوم صيني واسع النطاق بالأسلحة البيولوجية ضد القواعد الأمريكية والبنية التحتية العسكرية في المحيطين الهندي والهادئ، وفقا لما نقلت صحيفة عربي21.
ويفترض السيناريو هجوما صاروخيا ضد القوات الأمريكية، وهجوما برمائيا على جزيرة تايوان، ولم يتم الإعلان عن هذه المناورات الحربية شديدة السرية إلا الشهر الماضي.
وبعيدا عن طبيعة هذه المناورات، فإنها تعدّ حسب رأي الكاتب مؤشرا جديدا على تغيّر موازين القوى الإقليمية لصالح الصين. ويقول كلينتون هينوت، وهو مسؤول رفيع في القوات الجوية الأمريكية، لموقع “ياهو نيوز” إنه “منذ أكثر من عقد من الزمن، تشير مناوراتنا العسكرية إلى أن الصينيين نجحوا في الاستثمار في القدرات العسكرية التي من شأنها أن تجعل أساليبنا الحربية القديمة – أي دفع القوات إلى الأمام والعمل من قواعد وملاذات آمنة نسبيا – صعبة التطبيق”.
ويضيف: “خلال الفترة الماضية، أثبتت مناوراتنا أننا لا نتجه فقط إلى خسارة الحرب، بل نتجه إلى ذلك بكل سرعة. بعد مناورات 2018، أتذكر بوضوح أن أحد القادة وقف أمام وزير القوات الجوية ورئيس الأركان وأخبرهم أنه لا ينبغي لنا أبدا أن نعيد سيناريو المناورات الحربية تلك [الهجوم الصيني على تايوان] مرة أخرى لأننا نعرف ما سيحدث. إذا لم يغير الجيش الأمريكي مساره، فإننا سنخسر بسرعة”.
وتنطوي الاستراتيجية العسكرية الصينية ضد الولايات المتحدة – حسب هينوت – على “سيناريو غزو تايوان”، حيث تبنت بكين ووسائل الإعلام الحكومية في الفترة الماضية لهجة عدائية غير مسبوقة تجاه تايوان.
وقال الناطق الرسمي باسم وزارة الدفاع الصينية، وو تشيان، في شهر كانون الثاني/ يناير: “نحن نحذر ميدي استقلال تايوان من اللعب بالنار”، مضيفا أن “استقلال تايوان يعني الحرب”. وقد حقق جيش التحرير الشعبي الصيني رقما قياسيا في عمليات التوغل داخل الأجواء التايوانية في 2020، بـ380 عملية.
وفي أواخر شهر آذار/ مارس، أبلغت تايبيه عن أكبر انتهاك صيني لمنطقة تحديد الدفاع الجوي التايوانية، حيث اقتحمت أجواءها حوالي 20 طائرة عسكرية صينية.
ويؤكد الكاتب أن العقيدة العسكرية الصينية لا ترى ضرورة التفوق على القوات الأمريكية في المحيط الهادئ بشكل حاسم، بل ترى أنها تحتاج فقط إلى عملية احتواء وتأخير الرد الأمريكي لفترة كافية من أجل احتلال تايوان بالكامل.
وتستند الاستراتيجية الصينية على مجموعة من القدرات الجوية والبحرية والبرية التي تعمل بالتوازي لتقييد قدرة القوات الأمريكية على التحرك بشكل فعال في منطقة المحيط الهادئ.
ويختم الكاتب بأن القوة العسكرية المتنامية للصين في منطقة المحيطين الهندي والهادئ تنذر بمستقبل قاتم لقدرة واشنطن على ردع الغزو الصيني لتايوان وإلحاق الهزيمة ببكين إذا لزم الأمر.