مرايا – أظهرت دراسة حديثة لمنظمة العمل الدولية عن امكانية استفادة اللاجئين السوريين في الاردن ودول أخرى من فرص العمل الحديثة التي يخلقها “التحول الرقمي” في العالم.
وأشارت الدراسة إلى أنّ التحول الرقمي بات يعمل على تغيير طابع العمل في جميع أنحاء العالم بسرعة، ما خلق وظائف وفرصًا جديدة، مشيرة إلى أنّ هذا التحول له آثار بعيدة المدى على عالم العمل بالنسبة للاجئين.
وعلى الرغم من عدم وجود مؤشرات وأدلة على مدى الاستفادة المتوقعة بعد، إلّا أنّ هناك العديد من الابتكارات التجريبية التي تستخدم التكنولوجيا الرقمية في برامج سبل العيش والتوظيف والتدريب على المهارات بين اللاجئين والمهاجرين وأفراد المجتمع المضيف.
وحول اللاجئين السوريين في الاردن قالت الدراسة أنّ اللاجئين السوريين يحصلون عادةً على الحد الأدنى للأجور أو أقل، ويعملون في كثير من الأحيان في وظائف غير آمنة وغير رسمية وغير منتظمة.
ونظرًا لممارسات العمل التي تكون “موسمية” و”غير منتظمة”، يتميز العمل في منصات العمل الرقمية بإمكانيات قوية كدخل جانبي لتكملة طرق سبل العيش الحالية.
لكن عدم التوافق الكبير في المهارات بين الاقتصاد الرقمي والعاملين الموسميين سيتطلب زيادة كبيرة في المهارات.
وبالإضافة إلى ذلك، هناك معضلة أخرى تواجه اللاجئين هي امتلاك حسابات مصرفية، وبالتالي لن يتمكنوا من الحصول على أموال مقابل العمل الرقمي عن بُعد، في حين أن معظم وظائف تكنولوجيا المعلومات في الاقتصاد المحلي مغلقة أمام الأجانب، كما أن اللاجئين لا يستطيعون الانضمام إلى النقابات، ويفتقرون إلى الحماية الاجتماعية في الوظائف التي يعملون فيها.
وعلى العكس من ذلك فإنّ اللاجئات السوريات كنّ اكثر استفادة من اقتصاد الانترنت – كأنشطة سوق العمل التي يتم تنسيقها عبر المنصات الرقمية – وخلق هذا الاقتصاد خيارات أوسع للنساء للعمل بأجر في سياق محدود، والوصول إلى الفرص الاقتصادية. وقدم اقتصاد الانترنت بعض الأمل في توفير العمل للاجئات، لا سيما من خلال توفير أسواق أوسع للنساء الناشطات اقتصاديًا على نطاق صغير.
وأوضحت الدراسة أنّه بالنظر إلى العوامل الاجتماعية والثقافية، لا سيما مسؤولية المرأة عن الرعاية غير مدفوعة الأجر والعمل المنزلي، يبدو العمل في المنزل خيارًا جذابًا للعديد من اللاجئات السوريات.