مرايا – تتوقع دوائر إعلامية وسياسية سواء بالشرق الأوسط أو العالم تصعيدا سياسيا دقيقا خلال الفترة المقبلة، وهو التصعيد الذي يأتي على أثر المواجهات المتجددة بمدينة القدس المحتلة.
وأشارت هيئة الإذاعة البريطانية BBC في تقرير لها إلى دقة المشهد السياسي الحالي خاصة وأن كافة الشواهد تشير إلى حصول تصعيد في المواجهات مع إصرار قوات الاحتلال على عدم تنظيم الفلسطينيين للجلسات المسائية اليومية التي يحرصوا على القيام بها في شهر رمضان.
اللافت أن هذه الأجواء التصعيدية تأتي مع تصعيد سياسي أخر متوقع مع إمكانية صدور قرار بتأجيل الانتخابات الفلسطينية، وهو القرار الذي من الممكن أن يصدر بصورة رسمية من السلطة الأسبوع المقبل، خاصة وأن هناك الكثير من الشواهد التي تؤكد ذلك .
وتقول صحيفة axios البحثية الدولية إلى أن قضية تأجيل الانتخابات باتت وقت ، مشيرة في ذات الصدد إلى أن الرئيس الفلسطيني يتذرع بالأساس بقضية القدس ورفض الكيان التصويت الفلسطيني بها ، الأمر الذي سيجعله يتمسك بهذه الذريعة عند الإعلان عن التأجيل.
وذكرت الصحيفة، أن عددا من قيادات حركة حماس وتحديدا من المتواجدة في غزة على يقين سياسية من أن حركة فتح لن تنظم الانتخابات المقبلة بأي حال من الأحوال.
ونوهت الصحيفة وبصورة غير مباشرة إلى أن هناك أطرافا في حركة حماس بالطبع لن يعجبها هذا القرار ـ الأمر الذي سيمثل أزمة كبيرة خاصة وأن فتح وفي هذه الحالة ستكون أتخذت قرارا من جانب واحد دون تنسيق مسبق مع حماس.
من جهتها، قالت صحيفة middleeastmonitor السياسية إلى أن هناك بالفعل أسبابا تبدو وجيهة لتأجيل الانتخابات ، ولعل أبرزها جائحة كورونا ، مشيرة في هذا الإطار إلى طلب مصادر صحية مسؤلة الحذر من تنظيم أو عقد الانتخابات التشريعية الفلسطينية مع تصاعد أعداد المصابين بهذه الجائحة.
وأكدت مصادر للصحيفة، أن خبراء من وزارة الصحة طلبوا تأجيل الانتخابات إلى موعد لاحق بسبب ارتفاع عدد المرضى بين سكان الضفة الغربية وغزة. وبعد تشكيل التوصية ستنقل رسمياً إلى قيادة السلطة الفلسطينية.
اللافت في هذا الإطار أن بعض من الصحف توقعت أيضا تأجيل الانتخابات لتخوف السلطة من حصول موجة من العنف أو تصعيد للخلافات بين فتح وحماس حال تأجيل الانتخابات .
وفي هذا الصدد، قالت صحيفة بيروت أوبزرفر أن القيادة الرسمية للسلطة الفلسطينية تستعد لتأمين الانتخابات من موجة عنف في الضفة ، في حال خسرت حماس في الانتخابات أو لن تقبل النتائج.
وأشارت مصادر أمنية فلسطينية للصحيفة، أن الأجهزة الأمنية تلقت تعليمات خاصة بالانتخابات تتعلق بالحفاظ على النظام أثناء الانتخابات وبعدها.
وبحسب هذه المصادر، كثفت قوات الأمن من المراقبة بعد الأنشطة الأمنية غير القانونية وتخزين الأسلحة وأنشطة الاحتجاج المتوقعة. في مركز عمليات الإنفاذ والمراقبة هناك نشطاء من حماس في الضفة الغربية معروفون بأنهم مرتبطون بالحملة الانتخابية للحركة.
المثير للانتباه وعند الحديث عن هذه النقطة فإن بعض من الدوائر السياسية اشارت إلى دقة هذه الأزمة ، موضحة في ذات الوقت أن التصريحات التي تصدر عن المسؤولين في السلطة تصب في هذا الصدد.
وقالت صحيفة themedialine إلى تصريحات الدكتور نبيل شعث الأخيرة إلى صحيفة النهار اللبنانية ، والذي تطرق بدوره إلى إمكانية تأجيل هذه الانتخابات أن رفضت الكيان إجراء الانتخابات في القدس.
وفي هذا الصدد صدرت تصريحات أخرى من قيادات حماس تشير إلى أن أي خطوة ستتخذها السلطة بشأن الانتخابات يجب أن يتم فيها التنسيق بين فتح وحماس.
وقال الناطق باسم حركة حماس فوزي برهوم، إن حماس تتوقع من فتح احترام الاتفاقات المبرمة بينهما، والعمل بالتنسيق والتعاون مع كافة الفصائل الفلسطينية، الأمر الذي يزيد من دقة هذه الأزمة بصورة واضحة .
عموما فإن هناك آراء فلسطينية تشير إلى أن تأجيل الانتخابات ليس حلا ولا ردا على ممارسات الكيان، موضحة في ذات الوقت إلى أن اللجوء الى ذلك فيه تعطيل لكل تغيير، وتنكر واضح للمطالب الشعبية.
وعبرت عن هذا التوجه بعض من الصحف الفلسطينية التي قالت أن على السلطة المضي قدما بالتحضير للانتخابات التشريعية، ومن بعدها الانتخابات الرئاسية في تحد واضح لكل ممارسات الاحتلال .
لقد بات من المؤكد أن التطورات السياسية الحاصلة على الساحة ستتفاعل بلا توقف، وهو التفاعل الذي لا يتوقف حتى يتم حسم إجراء الانتخابات أو تأجيلها.