تحرك اردني دبلوماسي ملحوظ لإنهاء التطورات الخطيرة التي تشهدها مدينة القدس واهاليها، فالاعتداءات لم تتوقف منذ بداية شهر رمضان المبارك، بل تتواصل الاستفزازات دون ايجاد حد لها. الاردن في موقفه الثابت تجاه القضية الفلسطينية والشعب الشقيق يؤكد أهمية ان يكون هنالك تحرك دولي فاعل لكسر الجمود في عملية السلام، والعودة للمفاوضات الفاعلة لتحقيق السلام الشامل والعادل، وانهاء التوتر الحاصل باعتبار ان العودة للمفاوضات الجادة هي المفتاح لحل الازمات الحاصلة.
نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي اجرى مجموعة من المحادثات اهمها مع المنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط تور وينسلاند، حيث ركزت المحادثات على التحركات المستهدفة وقف الإجراءات الاسرائيلية الاستفزازية واعتداءات الجماعات المتطرفة على المقدسيين في البلدة القديمة في القدس المحتلة واستعادة الهدوء في المدينة، وضرورة بذل كل جهد ممكن لوقف هذه الاستفزازات في المدينة المقدسة وضمان حق المقدسيين في الوصول إلى المسجد الأقصى المبارك/ الحرم القدسي الشريف.
كما تم التاكيد على تكاتف الجهود الدولية من أجل حماية الفلسطينيين وضمان تحمل إسرائيل مسؤولياتها بصفتها القوة القائمة بالاحتلال، مثلما بحث ما يجري مع وزير خارجية جمهورية مصر سامح شكري التطورات الخطيرة التي تشهدها مدينة القدس المحتلة للتأكيد على أهمية قيام المجتمع بالتحرك.
موقف متقدم
العضو السابق في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، استاذ العلوم السياسية د. اسعد عبد الرحمن، قال: ما يحدث هو مشهد متكرر وللقدس سوابق محمودة في النضال والفداء، وهذه حلقة من سلسلة مضت واخرى قادمة دفاعا عن عروبة القدس ومقدساتها الاسلامية والمسيحية التي هي في وجدان كل عربي ومسلم، وايضا هو تعبير عن مخزون النضال في اوساط الشعب العربي الفلسطيني الذي يؤكد تصميمه على مكافحة الاحتلال ومقارفاته المتنوعة.
واصل د. عبد الرحمن قائلا: من الواضح ان الموقف الاردني هو دوما الموقف الاكثر تقدما بين مواقف الدول العربية التي كنا نتمنى ان تتوازى مع الموقف الاردني الذي كان في اكثر من مناسبة موقفا متفردا في الدفاع عن القدس وعن حق اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، ودوما كان منسجما ومتناغما مع مواقف منظمة التحرير الفلسطينية.
الفاعل الوحيد
ولفت أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الهاشمية د. جمال الشلبي الى ان ما يحدث في القدس هو عبارة عن رسالة موجهة لعدة اطراف، اهمها القيادات العربية للتحرك، وكذلك للقيادة الفلسطينية ذاتها حتى تكون على درجة عالية من المسؤولية للدفاع عن المقدسات والانسان الفلسطيني، ولشرفاء العالم للتضامن معهم.
واضاف ان هذا الانفعال الذي نراه نابع من شعب يعاني من ظلمات الاحتلال اليومي، وارتأى ضرورة إعادة الصخب والوهج للقضية الفلسطينية عبر بوابة القدس، فهذا الشعب صاحب قضية وما زال على عهده في المقاومة وابراز الصور الوحشية للاحتلال.
وتابع الشلبي: الاردن يعد الفاعل الوحيد في التحرك الدبلوماسي، وموقفه دوما عروبي وقومي وثابت تجاه القضية الفلسطينية، فهنالك احساس بالمسؤولية تجاه هذه القضية، والاسرة الهاشمية حريصة كل الحرص على الوصاية الهاشمية على المقدسات الاسلامية والمسيحية، والاردن لديه ترسانة علاقات دولية مهمة سواء مع الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي وايضا روسيا والصين، وستساهم هذه العلاقات في تخفيف التوتر الحاصل.
ماجدة ابو طير