أوضح استشاري الأمراض المُعدية، عضو اللجنة الوطنية للقاحات كورونا في الأردن، ضرار حسن بلعاوي ، أن لقاحات كورونا لا تعطي الأشخاص مناعة طول الحياة؛ ورغم فعاليتها ضد الفيروسات المتحورة، إلا أنه، في بعض الحالات، قللت هذه السلالات من فعاليتها.
وقال بلعاوي، في لوكالة “سبوتنيك”، رداً على سؤال حول اعتقاد بعض الأردنيين، أن مدة الحماية التي يوفرها اللقاح، هي من 3 إلى 6 أشهر فقط، “[لقاحات] عائلة فيروسات كورونا لا تعطينا مناعة عمرية .. هذه قاعدة ومعلومة طبية نعرفها منذ زمن، وليست معلومة جديدة”.
وأضاف بلعاوي موضحا، “يمكن أن تعطينا [اللقاحات] مناعة لستة أشهر أو ثلاثة أشهر؛ ووجدنا في بعض التقارير أنه من الممكن أن تصل إلى عامين مع بعض الأشخاص، وليس جميعهم. الشاهد في الحديث أنه يبدو أن لقاحات كورونا، خصوصاً سارس كوفيد 2 بالتحديد، سيكون لقاحه موسمياً”.
وأشار إلى أن الحال مع لقاح كورونا، سوف يكون شبيها بذلك الحال مع لقاح الإنفلونزا الموسمية، وأنه سوف تحدث طفرات لفيروس كورونا والسلالات المتحورة منه، تخفف وتقلل من ضراوته وانتشاره، ويصبح مستوطنا مثل الانفلونزا؛ لافتا إلى أن مسألة تلقي لقاح كورونا من عدمه سوف تصبح حينها حسب رغبة الشخص، إذا لم يشأ فإنه قد يتعرض إلى مرض بسيط ويتعافى.
وحول ما إذا كانت اللقاحات الحالية توفر الحماية من السلالات المتحورة من فيروس كورونا، قال بلعاوي ، “لحسن الحظ، نعم”؛ موضحا أنه توجد سلالات متحورة كثيرة، لكن الإعلام سلط الضوء على عدد بسيط منها.
وأكد استشاري الأمراض المعدية، وعضو لجنة اللقاحات في الأردن، أن لقاحات كورونا من نوع “فايزر” و”موديرنا”، فعالة ضد الفيروس المتحور الذي نشأ في بريطانيا، والآخر الذي وجد في جنوب أفريقيا؛ لافتا إلى أنه توجد “بعض الطفرات التي عليها علامات الاستفهام، وتحتاج بعض الوقت حتى يبتّ فيها”.
وأردف قائلا، “لكن بلا أدنى شك، فإن الفيروسات المتحورة قللت من فعالية اللقاحات”.
وبخصوص الفيروسات المتحورة التي ظهرت في الهند، أوضح بلعاوي، أن الفيروس المتحور في الهند، والذي ظهر أيضاً في ولاية البنغال الغربية، قللت من فعالية اللقاحات، خصوصاً استرازينيكا، الذي يتم استخدامه في هذا البلد؛ مشيرا إلى أن الفيروسات المتحورة في الهند قللت من فعالية اللقاح بنسبة 50 بالمئة.
وبين “بدون أدنى شك، كلما تحور الفيروس [كورونا]، فإن فعالية اللقاح سوف تقل؛ وهذا سيكون له حل بأن الشركات ستشمل هذه الطفرات في لقاحاتها، وبالتالي سيكون اللقاح فعالاً ضد هذه الفيروسات”.
ولفت إلى عدم وصول تقارير عن أعراض جانبية خطيرة أو غير متوقعة لمن تلقوا لقاح “سبوتنيك في” الروسي في البلاد؛ مبينا أنه لم يتم تسجيل إصابة أشخاص بالفيروس، بعد تلقيهم اللقاح.
وقال بلعاوي، لوكالة “سبوتنيك”، ردا على سؤال حول تجربة الأردن مع لقاح “سبوتنيك في”، “نعم وصلتنا كمية بسيطة، تقريباً 10 آلاف جرعة من هذا اللقاح؛ والحقيقة أنه لم تصلنا أية تقارير عن أعراض جانبية خطيرة، أو غير متوقعة”.
وأضاف “أعتقد أن اللقاح فعال؛ بدليل أنه لم نسمع أن أحد الأشخاص تمت إصابته بعد تلقيه لقاح سبوتنيك في”؛ لافتا إلى أن 10 آلاف جرعة كمية قليلة، وهي لا تقدم دليلاً واسعاً (حول اللقاح)، وتجري متابعة من تلقوا الجرعات.
وأوضح عضو اللجنة الوطنية للقاحات كورونا، أن لدى وزارة الصحة الأردنية لجان تجري دراسات على اللقاحات جميعها؛ وأن المتابعات تهدف إلى المقارنة بين مَن تلقوا اللقاحات ومَن لم يتلقوها بعد.
كانت المؤسسة العامة للغذاء والدواء في الأردن منحت، مطلع آذار الماضي، الإجازة الطارئة للقاح “سبوتنيك في”؛ وذلك بعد فترة طويلة من دراسة الملفات الفنية، المقدمة من قبل صندوق الاستثمار المباشر الروسي.
وأصبح لقاح “سبوتنيك في”، خامس لقاح يجيز الأردن استخدامه؛ ضمن الجهود الحكومية لمحاربة فيروس كورونا المستجد.
ووصلت إلى الأردن، مطلع نيسان الجاري، 10 آلاف جرعة من لقاح “سبوتنيك في”.(سبوتنيك)