يشكو سكان في الغور الشمالي من أنهم يضطرون الى إشعال إطارات المركبات المستعملة وحاويات القمامة للتخلص من مشكلة لسعات البعوض والذباب، الذي انتشر بكثرة بالتزامن مع ارتفاع درجات الحرارة، وسط غياب دور فاعل للبلديات في مكافحة الظاهرة.

ويؤكد سكان أن انتشار البعوض تسبب بإصابة العشرات من السكان بأمراض جلدية، فيما الأدخنة الناتجة عن الحرق تسببت أيضا بأمراض صدرية تحسسية.
وتغطي في فترة المساء سحب من الدخان الكثيف سماء مناطق اللواء جراء اشتعال الإطارات المستعملة والحاويات، في الوقت الذي تعمد فيه كوادر الدفاع المدني على إخماد النيران المشتعلة، بعد أن تسببت بحالات اختناق وضيق بالتنفس لعدد من السكان، بحسب مصدر مطلع.
ويؤكد مصدر صحي من مستشفى أبو عبيدة في اللواء، أن هناك العديد من الحالات التي راجعت عيادات الجلدية والتنفسية، تشكو من أثر اللسعات واحمرارا في الجلد والتورم، ناهيك عن الأمراض الجلدية الأخرى كـ”اللشمانيا”، معتقدا أن بعوضة “كيلوكس” هي المسبب الرئيسي للسعات التي يعانيها سكان اللواء.
وأكد سكان، أن إشعالهم الإطارات المطاطية وحاويات النفايات، جاء بعد معاناتهم المتواصلة، وغياب البلديات عن قيامها بأعمال الرش، مشيرين الى أن أغلب السكان أصيبوا بتورمات في الرأس والعنق، واستمرار حرق كل ما يمكن حرقه حال لم تلتفت الجهات المعنية لمشكلتهم وتنفذ بسرعة حملة لمكافحة الحشرات.
ومن جانبه، أكد المواطن علي التلاوي، أن الطرق التي تستخدم من قبل المواطنين في مواجهة الحشرات أمر مرفوض، كونه يهدد الوضع البيئي في المنطقة، مشيرا إلى أن البلدية يجب عليها أن تقوم بعملية الرش للتخفيف عن السكان باستخدام الطرق الحديثة والمتطورة، وبالتعاون مع الجهات المعنية كالزراعة والبلديات الأخرى.
وأشار الى أن الوضع البيئي في اللواء يشكل خطورة كبيرة على السكان أصلا، بسبب وجود أكثر من مئات آلاف الحفر الامتصاصية التي تفيض بشكل دائم، إلى جانب استخدام مزارعين الزبل البلدي غير المعالج في الوقت الحالي استعدادا لموسم الزراعات الصيفية.
وتؤكد المواطنة علياء أبو عبطة، أن البلدية مقصرة في مكافحة البعوض والحشرات داخل الأحياء السكنية، في ظل حل المجالس البلدية وتشكيل لجان من المجتمع المحلي.
وأضافت أن ظهور البعوض بشكل كبير ناتج عن بقايا الأوساخ في الحاويات المتواجدة بين الأحياء السكنية، وجراء فيضان الحفر الامتصاصية بين الأزقة والشوارع، ناهيك عن قيام أصحاب محال النتافات بإلقاء بقايا الأوساخ بين الأحياء السكنية.
وأشار الى استمرار ظهور البعوض بشكل كبير، على الرغم من تأكيد بلديات اللواء أنها تقوم بحملات رش، منوها إلى ضرورة قيام الجهات المعنية بمعرفة مصدر الحشرة التي تسببت بأمراض جلدية للأطفال.
وأوضح المواطن علي القويسم، أن المنطقة تعاني منذ سنوات انتشارا كثيفا للبعوض والذباب المنزلي، وخصوصا مع ارتفاع درجات الحرارة، متهما الجهات المعنية بالتقصير في مكافحة الحشرات، التي تسببت بانتشار الأمراض بين الأطفال، خصوصا أمراض الإسهال والعيون والجلدية.
وأضاف أن عمال النظافة لا يتقيدون بجمع المخلفات التي تتساقط خلفهم عند تفريغ الحاويات، معتبرا أن هذا الوضع يساعد على انتشار الأمراض والأوبئة بين السكان في المنطقة.
وأكد أن غياب شبكة الصرف الصحي في المنطقة، يسهم بشكل كبير في انتشار البعوض والذباب في ظل اعتماد سكان الوادي على الحفر الامتصاصية، للتخلص من المياه العادمة بين الأحياء السكنية التي تؤثر على البيئة بشكل سلبي.
وكانت دراسة لجمعية “أصدقاء الأرض”، أظهرت أن الحفر الامتصاصية في مناطق اللواء تهدد سلامة المياه الجوفية، وتشكل كارثة بيئية لوجود عدد من الحفر بالقرب من الآبار التي تغذي المنطقة والتي لا يتعدى عمقها 50 مترا.
وأضافت الدراسة أن الاستخدام الجائر لمصادر المياه في اللواء من قبل الشركات والمصانع وقلة الأمطار يسببان ارتفاع نسبة الملوحة في هذه المصادر.
وأشار المواطن صبري الدلكي، إلى أن منطقة الأغوار تعد من أكثر المناطق تضررا من ظاهرة انتشار الحشرات، نظرا لوجود الحفر الامتصاصية ومناخها الحار المناسب لتكاثر الحشرات، خصوصا البعوض والذباب، داعيا الجهات المعنية إلى الإسراع في تنفيذ مشروع الصرف الصحي كأولوية لسكان الوادي.
ورغم المحاولات العديدة التي أجرتها  جريدة “الغد” مع رؤساء لجان البلديات للحصول على توضيحات منهم حول المشكلة، إلا أن تلك المحاولات باءت بالفشل.
ومن الجدير بالذكر أن لواء الغور الشمالي من المناطق الأشد فقرا، ويبلغ عدد سكانه حوالي 130 ألف نسمة، موزعين على 3 بلديات هي شرحبيل بن حسنة وطبقة فحل ومعاذ بن جبل.