قمعت قوات الاحتلال الصهيوني، قبيل انتصاف ليل الثلاثاء، مئات الشبان المتواجدين قرب باب العامود، في القدس المحتلة، واعتقلت عددا منهم. فيما أُصيب العشرات بالاختناق إثر مواجهات في الضفة الغربية المحتلّة، كما أحرق مستوطنون سياراتٍ لمقدسيين في بيت إكسا.
وطردت قوات الاحتلال بالقوة المتواجدين في باب العامود واعتدت عليهم بالضرب وبقنابل الصوت والغاز. وكان مئات المقدسيين نظموا، ليل الثلاثاء، مهرجانا احتفاليا بإزالة الحواجز العسكرية من ساحة باب العامود ومحيطها.
ومن بين المعتقلين في القدس، عُرِف الشاب إبراهيم الرجبي، والشابة عرين الزعانين، اللذين اعتُقِلا من باب العامود، بحسب ما أكدّت وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا».
واعتقلت قوات الاحتلال الشابين، من بين الجماهير المحتشدة في ساحة باب العامود، حيث فرضت تلك القوات طوقا عسكريا في المنطقة ومنعت الوصول اليها، وذلك بهدف إفشال مهرجان حاشد، نُظِّم احتفالا بإجبار الاحتلال على إزالة الحواجز العسكرية في ساحة ومحيط باب العامود.
وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا»، نقلا عن مصادر محلية في قرية بيت إكسا، إفادتهم بإحراق مستوطنين ثلاث سيارات متوقفة قرب مستوطنة «راموت» شرق القرية. وتعود السيارات لمقدسيين يقطنون قرية بيت إكسا. وأضافت المصادر أن المستوطنين خطوا شعارات عنصرية، وحطموا زجاج العديد من السيارات المتوقفة في ذات المنطقة.
إلى ذلك، أطلقت مجموعات شبابية مقدسية، حملة على مواقع التواصل الاجتماعي، للتضامن مع حي الشيخ جرّاح، المُهدّد بتهجير أهله وإحلال مستوطنين مكانهم. وتحمل الحملة وسمين باللغتين العربية والإنجليزية #أنقذواحيالشيخ_جراح و#save_sheikh_jarrah، ومن ضمن الحملة أُطلقت دعوات للحضور الميداني في الحيّ بعد صلاة التراويح، وذلك استمرارا لنشاط المقدسيين في هبة باب العامود، بدءًا من مساء أمس الأربعاء.
وكتب فريد الونس على حسابه في «تويتر» ساخرا، أن «حي الشيخ جراح في فلسطين كغيره من أحياء فلسطين يتعرض لعملية التهجير القسري عشان طبعًا المستوطنين يعيشوا… وين بدنا نروح بالمستوطنين يعني؟ نرميهم بالشارع؟ لا!، شوفولكم حي فلسطيني اقتلوا أهله وهجروهم قسريًا وهدّوا منازلهم خلّونا ندبر مكان لهدول المستوطنين المساكين!».
وقال أحمد العربي على «تويتر» إن «أيام متبقية على قرار إخلاء منازل الفلسطنيين في الشيخ جراح، معركة القدس لم تنته وهبة باب العامود يجب استثمارها في منع التهجير الجديد للشيخ جراح.. #انقذواحيالشيخ_جراح».
وتسعى سلطات الاحتلال الصهيوني إلى تنفيذ مخططات تهجير لأهالي حي الشيخ جراح في مدينة القدس. حيث سلمت عشرات العائلات الفلسطينية في الحي، قرارات إخلاء ضمن مخطط لتهويد مدينة القدس، بالإضافة إلى هدم البيوت ومصادرة الأراضي، وتبقى لمهلة الإخلاء 4 أيام، وذلك في 2 أيار يوم الأحد المقبل. ويستهدف مخطط إحلال حي الشيخ الجراح أكثر من 500 فلسطيني، يقطنون في 28 مبنى مهددين بالطرد والإخلاء لصالح المستوطنين والجمعيات الاستيطانية.
وهاجمت مجموعة من المستوطنين صباح أمس الأربعاء، المركبات الفلسطينية على الطريق الواصل بين قريتي عصيرة القبلية وعوريف قضاء نابلس، فيما أصيب العشرات بحالات اختناق جراء قمع جيش الاحتلال الصهيوني للمواجهات الليلية التي اندلعت في بيت لحم والخليل.
وتمكن شبان فلسطينيون في ساعات متأخرة من الليل، من استهداف البرج العسكري المقام على مدخل بلدة بيت أمر قضاء الخليل بالزجاجات الحارقة. كما شهد المدخلين الشماليين لمدينتي بيت لحم والبيرة، مواجهات بين قوات الاحتلال والعشرات من الشبان.
وذكر شهود عيان بأن عددا من المواطنين أصيبوا بالاختناق خلال المواجهات التي اندلعت قرب معسكر «بيت ايل»، حيث أطلقت قوات الاحتلال وابل من القنابل الغازية والصوتية صوبهم. وعلى المدخل الشمالي لمدينة بيت لحم، اندلعت مواجهات بين العشرات من الشبان وقوات الاحتلال المتواجدة بالقرب من البرج العسكري هناك.
ويواصل ثلاثة أسرى فلسطينيين وهم: عماد سواركه (37 عامًا) من أريحا، ومصعب الهور (33 عامًا) من الخليل، والصحفي علاء الريماوي (43 عامًا) من رام الله، إضرابهم المفتوح عن الطعام رفضًا لاعتقالهم الإداري.
ووفق بيان لنادي الأسير الفلسطيني، أمس الأربعاء، فإن سواركه دخل يومه الـ 42 على التوالي في إضرابه المفتوح عن الطعام، وسط ظروف صحية صعبة يواجهها في زنازين سجن «عسقلان». وينقل «نادي الأسير» عن محامي سواركه، أنه مستمر في إضرابه عن الطعام حتّى تحقيق مطلبه، المتمثل بإنهاء اعتقاله الإداري.
ولفت نادي الأسير إلى أنه وإضافة إلى الأسير سواركه فإنّ الأسيرين مصعب الهور، يواصل إضرابه عن الطعام لليوم الـ 16، على التوالي في زنازين سجن «النقب»، وكذلك الأسير الصحفي علاء الريماوي، يواصل إضرابه لليوم الثامن على التوالي في زنازين سجن «عوفر». يُشار إلى أن الأسرى الثلاثة هم أسرى سابقون أمضوا سنوات في سجون الاحتلال جُلّها رهنّ الاعتقال الإداريّ. (وكالات)