أكد وزير الثقافة علي العايد خلال لقائه الهيئات الثقافية في مدينة معان على أهمية مدينة معان في مسيرة التأسيس، ودورها الريادي خلال المائة عام من عمر الدولة الأردنية، مؤكدا على دور الهيئات الثقافية التي تحمل المشروع الثقافي في المدينة.

واشاد العايد في اللقاء الذي أداره مدير ثقافة معان يوسف الشمري وحضرته النائب زينب البدول بالدور التنموي الذي تقوم به الهيئات الثقافية في معان، ودورها في التنمية وخدمة المجتمع، لافتا إلى أن معان هي التي احتضنت طلائع البناة الأوائل الذين أسسوا قواعد الدولة وأركانها، وراكموا الإنجاز خلال مئة عام، وعبدوا الطريق بمثابرتهم لنعبر إلى المئوية الثانية بتفاؤل وثقة وأمل بمزيد من الإبداع والعطاء.

وقال العايد إن معان الحاضرة في الوجدان الاردني لها مكانة كبيرة في ضمير كل أردني، وكانت البوابة التي استقبلت الملك المؤسس عبدالله بن الحسين وظلت وفية لعهدها خلال مسيرة العهد الهاشمي، مشيرا إلى إننا ونحن نحتفل بمئوية تأسيس الدولة لا بد أن نستذكر مثابرة الآباء والأجداد، الذين استطاعوا تقديم نموذج متميز في التنمية والإنجاز والامن والاستقرار رغم شح الموارد ومحدوديتها.

وأكد العايد أن الثقافة بوجهها العروبي، وقلبها الأردني كانت تمثل جزءا من الهوية التي تأسست عليها الدولة الأردنية والتي دشنت نواتها الأولى بمجلس الملك المؤسس، التي تؤكد موقع الثقافة في بنيان الدولة الأردنية منذ تأسيسها واستمرارها وتواصلها وازدهارها في عهد الملك المعزز عبدالله الثاني بتوطين اقتصاد المعرفة، ورعاية الابتكار وإدارة الندرة.

وقال العايد إن الدولة الأردنية مثلت قصة نجاح من خلال تكريس جملة من القيم السياسية والثقافية التي تقوم على الاعتدال السياسي والتسامح، ومنهج الإصلاح والمشاركة والوسطية الإسلامية والحداثة والتحديث.

وحول الدور الثقافي للمدينة ومؤسساتها وهيئاتها أكد العايد على أن معان موجودة باستمرار على خارطة النشاطات الثقافية من خلال مساهمات قاماتها الإبداعية في مختلف صنوف الإبداع، وخصوصا تراث الحكاية الشعبية والشعر النبطي. مشيدا بدور الهيئات الثقافية ومنتسبيها في إنجاح برامج الاحتفال بالمئوية.

ودعا العايد إلى الاهتمام بالذاكرة الوطنية والاهتمام بالتراث غير المادي، والزي المعاني وحماية التراث الشفاهي والمرويات الشعبية، وكذلك حماية التراث العمراني لما يمثل من قيمة عمرانية وثقافية تتصل بتاريخ العمارة التي ارتبطت بتاريخ المدينة.

وأكد العايد أن اللقاء يهدف إلى تنسيق الجهود للاحتفاء بمئوية الدولة المتجذرة من خلال تاريخها وحضارتها، وتحديدا البتراء، والاستماع
لآراء الهيئات وهمومها، والدعوة لتقديم المشاريع التي تثري برامج المئوية، مؤكدا أن دور وزارة الثقافة ليس إنتاج الثقافة وإنما توفير الشروط التنظيمية والتنسيق لها وتسهيل دور الهيئات الإنتاجي والإبداعي .

وقال العايد في اللقاء الذي جرى بحضور نحو 20 هيئة ثقافية إن الوزارة معنية بالاهتمام بالمحافظات وتوفير الفرصة للهيئات للمساهمة بالتنمية، مشيدا بدور محافظة معان في حماية الذاكرة الوطنية، والحرف اليدوية والشعبية المتنوعة التي تدل على ثراء المحافظة وتنوع إبداعها.

وكان الوزير العايد زار دار المحافظة، والتقى الدكتور محمد الفايز ، واستمع لإيجاز لدور المحافظة في خدمة الثقافة، ودورها في احتفالات المئوية.

كما زار العايد جامعة الحسين والتقى برئيس الجامعة الدكتور عاطف الخرابشة الذي ألقى الضوء على المؤتمر الدولي الذي ستنظمه الجامعة حول فكر الملك المؤسس بمشاركة 52 بحثا من عدد من الدول العربية، بينها مصر ، والسودان، المغرب، الجزائر، تونس، وليبيا، وفلسطين، وأفغانستان.

وأكد العايد خلال اللقاء الذي حضره عدد من العمداء في الجامعة على رمزية المئوية، التي تسعى لتوثيق الذاكرة، وإنشاء محتوى وطني أردني للرواية الرسمية ، لافتا إلى عدد من النشاطات التي أقامتها الوزارة والتي من شأنها تعزيز المفاهيم الوطنية وتعميق الانتماء لدى الأجيال، مؤكدا أن سر نجاح الدولة الأردنية هو الحكمة في أدارة الندرة، وبناء الدولة بموارد محدودة، ولكنها تعززت بمثابرة الرجال وتضحياتهم ورؤى الهاشميين التي أسست المئوية الأولى لندخل المئوية الثانية بثقة واعتزاز وأمل بالمستقبل.

واختتم الوزير العايد بزيارة قصر الملك المؤسس عبدالله الأول في مدينة معان.