تراجعت أسعار بيع الخضار في سوق العارضة المركزي، بنسبة قاربت من
50 % مقارنة مع الأسابيع الماضية، مخالفة التوقعات كافة التي كانت تشير إلى استقرارها على ارتفاع مع قرب انتهاء الموسم في وادي الأردن.
وكانت أسعار البيع قد شهدت ارتفاعا ملموسا منذ بداية الشهر الحالي، مدفوعة بحركة تصدير نشطة لتجار “عرب 48” وزيادة الطلب مع دخول شهر رمضان المبارك.
ويرى مزارعون، أن الفترة الحالية تعد انتقالية بين الموسمين الغوري والشفوي، والذي عادة ما يشهد ارتفاعا في أسعار بيع المنتوجات الخضرية، إلا أن تراجع القدرة الشرائية لدى المواطن والأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعيشها، قللت من الطلب عليها، ما أدى إلى تراجع أسعار بيعها إلى مستويات مقبولة بالنسبة للمزارع.
ويبين المزارع وليد الفقير، أن الفترة ما بين انتهاء الموسم الغوري وبدء الإنتاج في المناطق الشفوية عادة ما تشهد تقلبات في الأسعار ولكنها تستقر على ارتفاع، موضحا أن نهاية الموسم الزراعي الغوري مرهونة بحالة الطقس؛ إذ إن ارتفاع درجات الحرارة مع دخول فصل الصيف سينهي جميع المحاصيل في الوادي، أما بقاء الأجواء كما هي عليه الآن فسيساعد على بقاء الموسم لفترة أطول.
ويقول “إلا أن تراجع الأسعار على هذا النحو سيعمل على إنهاء الموسم لأن المزارعين سيتوقفون عن رعاية محاصيلهم مع تراجع المردود الذي كان يساعدهم على ذلك”، مبينا وجود بعض المحاصيل التي زرعت في وقت متأخر والتي تستمر بالإنتاج لفترة أطول، إلا أنها لن تكون كافية لتلبية حاجات السوق المحلية والتي سيوفرها الإنتاج الشفوي.
وبحسب مدير السوق المهندس أحمد الختالين، فإن تراجع أسعار بيع الخضار في السوق جاء مخالفا للتوقعات، ففي الوقت الذي كان يأمل فيه المزارع بأن تستقر أسعار البيع على ارتفاع مع قرب انتهاء الموسم وتراجع الإنتاج، انخفضت الأسعار بنسبة وصلت إلى 50 % مقارنة بالأسابيع الماضية.
ويعزو الختالين، هذا التراجع، إلى توقف حركة التصدير إلى أسواق الدول المجاورة وتراجع الطلب محليا بسبب الأوضاع الاقتصادية، مضيفا أن الخسائر الكبيرة التي مني بها المزارع خلال ذروة الموسم دفعته إلى إنهاء المحصول آنذاك وتجديده بزراعة أخرى والتي بدأ إنتاجها حاليا وبكميات جيدة.
ورغم أن الكميات الواردة إلى السوق ما تزال ضمن المعدلات المعهودة بواقع 400 طن يوميا، إلا أن تراجع جودة الإنتاج الخضري مع اقتراب انتهاء الموسم “باستثناء الزراعات الجديدة” أدى إلى تراجع أسعار بيعها، لافتا إلى أن المزارع ما إن بدأ يلمس تحسنا على أسعار البيع حتى عادت لتغطي كلف التسويق فقط ليبقى الموسم الحالي من أسوأ المواسم التي مرت على وادي الأردن منذ عقود.
وبحسب أرقام السوق، فقد تراوحت أسعار بيع صندوق الخيار والباذنجان ما بين 2 و2.5 دنانير والبطاطا 2 دينار للصندوق والفلفل 1.5 دينار للصندوق والبندورة 1.5 للصندوق.
يذكر أن الموسم الحالي شهد انتكاسة على مستوى أسعار البيع استمرت لأكثر من ثلاثة أشهر، ما كبد المزارعين خسائر فادحة ودفع بمعظمهم لإنهاء الموسم، للحد من المزيد من الخسائر، ما يجعله بنظر معظم المزارعين والمراقبين الموسم الأسوأ لوادي الأردن.