أصبح واضحاً للجميع أن فيروس كورونا مرض خطير ،فبعد 14 شهر من تسجيل أول حاله في الاردن وبعد دخول موجتين و تسجيل إصابات كسرت حاجز 700 ألف حالة و عدد وفيات إقترب من 9000 وفاة ؛أصبح المواطن والحكومة يدركون أنهم أمام تحدي جديد لم يعتادوا عليه سابقاً .
فالحكومه وجدت نفسها أمام مشكلة مركّبة عصفت بكل القطاعات الصحية منها والاقتصادية ،والمواطن وجد نفسه أمام تحدي جديد لم يكن معتاد عليه ،فالاغلاقات وحظر الجمعه و منع الزيارات وحتى منع الصلوات كلها سلوكيات كانت في متناول الجميع والآن أصبحت ممنوعة يرغب الجميع في عودتها كما كانت .
هذا الفيروس لا زال في نشاطه ،ولا زال يضرب ويحقق اصابات ووفيات،ومع كل التجارب التي خضناها معه (حظر ،اغلاقات ،منع تجمعات …الخ ) تأكد لنا أنه لا يوقف هذا الفيروس ولا يكسر منحناه الا المطعوم -والمطعوم فقط -.
و أصبح هناك حقيقة أُخرى ؛وهي ان الغالبية ستصاب ،وستصل النسبة الى أكثر من 80% .
والذي لم يُصب بعد هو هدف الفيرس القادم وأن الفيروس بسلوكه والذي بدأ في كبار السن بدأ يصيب صغار السن وذلك من خلال طفرات تحدث على تركيبته الوراثية فتزيد من نشاطه تارة و وتزيد من تأثيره تارة اخرى .
مع انتشار هذا الفيروس وكمية الاصابات التي سُجلت وعدد الوفيات العالي ؛ أصبحنا لا نجد بيت أردني الا وفيه إصابة أو حالة وفاه ،فالكل عانى من مآسي هذا الفيروس و أكتوى بناره، وجميع المصابين جرّبوا الشعور النفسي حينما تدرك أنك مصاب بمرض لا علاج له ،والمطلوب منك هو الصمود في وجهه لمدة 14 يوم لكي تعبر الاصابة ويتشكل عندك مناعة .
مع كل الذي ذكرناه -من حقائق علمية و تجارب شخصية عاشها الناس -لا زال هناك أشخاص يشككون في المطاعيم ويشككون في جدواها ويؤكدون أنها مؤامره عليهم وعلى دولهم .والمشكله تتعمق حينما ترى أُناس متعلمين و يحملون شهادات عليا يناقشون في هذه النظريات ومقتنعين بها .
نهايةً ؛هذه رسالة لجميع الذين لم يُصابوا بعد ،أنت أمام خياران لا ثالث لهما “اما ان تُصاب واما ان تاخذ المطعوم ” ، فالفيروس يتنافس عليك مع المطعوم ايهما يصل إليك أولاً ،فإذا وصلك المطعوم أولاً ستكون محمي ومحصن عند وصول الفيروس ،وحتى لو أُصبت فإن الاعراض خفيفه ، ممكن أن لا تشعر بها .
ولكن إن وصلك
الفيروس أولاً فستكون تحت رحمته -ولا أحد يعرف كيف يمكن ان تتطور الإصابة ، وعندها لن ينفعك المطعوم لأن الأوان يكون قد فات .