أعرب المجتمع الدولي السبت، عن قلقه البالغ لتدمير القصف الصهيوني على غزّة مقرّات وسائل إعلام دولية واستهدافه 8 أطفال، في هجمات ردّت عليها الفصائل الفلسطينية في القطاع بإطلاق دفعة جديدة من الصواريخ باتجاه المدن الكبرى في الكيان.

واستشهد نحو 155 شخصاً، غالبيتهم من الفلسطينيين، منذ اندلاع جولة العنف الجديدة الإثنين.

وانهار في غزة المبنى المكوّن من 13 طبقة ويضم فرق قناة الجزيرة القطرية ووكالة الأنباء الأميركية اسوشييتد برس (آي بي) إثر تعرّضه لعدة صواريخ، وفق ما ذكر صحافيون في فرانس برس.

وكان جيش الاحتلال الصهيوني قد طلب مسبقاً إخلاء المبنى.

وبرر الجيش الصهيوني بأنّ المبنى كان “يحوي مصالح عسكرية تابعة للاستخبارات العسكرية لحماس”، مضيفاً “توجد في المبنى مكاتب اعلامية مدنية تتستر حماس من ورائها وتستخدمها دروعا بشرية”.

وليلاً أكّد رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو الذي أجرى محادثات هاتفية مع الرئيس الأميركي جو بايدن، عبر التلفزيون أنّه يلقى “دعماً مطلقاً” من سيّد البيت الأبيض.

من جهته أكد بايدن أنّه يدعم حق الكيان في “الدفاع عن نفسها” في مواجهة هجمات حماس، مبديا في الوقت نفسه قلقه إزاء “سلامة الصحافيين”.

وليلاً، تعرّض برج الأندلس المؤلف من نحو عشرة طوابق لأضرار بالغة جراء القصف الصهيوني، وفق ما شاهده مراسلو فرانس برس في غزة.

وعند منتصف الليل أطلقت حماس دفعة جديدة من الصواريخ باتّجاه مدن في فلسطين المحتلة بينها تل أبيب.

 “صدمة وارتياع” 

وأعربت وكالة أسوشييتد برس عن “صدمتها وارتياعها”، وقال مديرها التنفيذي غاري برويت في بيان “لقد تفادينا بصعوبة خسائر فادحة في الأرواح”.

وقال وليد العمري مدير مكتب الجزيرة في الكيان والأراضي الفلسطينية إنّ الكيان لا تريد “فقط نشر الدمار والقتل في غزة، وإنما تحاول إسكات الأصوات الإعلامية التي تشاهد وتوثق وتنقل حقيقة ما يجري”.

بدوره أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن “انزعاجه الشديد” لتدمير الكيان مبنى المكاتب الإعلامية. 

وفي باريس، أكّدت وكالة فرانس برس على لسان رئيسها التنفيذي فابريس فريس “تضامنها الكامل مع وسائل الإعلام التي دمّرت مكاتبها في غزة”، مطالبة باحترام “الحقّ في الإعلام”.

بدوره قال فيل شيتويند مدير الأخبار في فرانس برس “لقد صُدمنا بشدّة لواقع أنّ مكاتب إعلامية استُهدفت بهذه الطريقة”.

وكان مكتب وكالة فرانس برس في غزة تعرّض في 2012 لقصف لكن من دون أن يصاب الصحافيون بأذى.

وتلقّى الرئيس الفلسطيني محمود عباس اتصالاً هاتفياً السبت، من بايدن هو الأول بينهما، ودعا عباس خلاله إلى “وقف الاعتداءات الصهيونية”.

وقال الرئيس الفلسطيني، وفق بيان الرئاسة الفلسطينية، إنّ “الأمن والاستقرار سيتحقق عندما ينتهي الاحتلال الصهيوني”.

في المقابل أوضح البيت الأبيض أن بايدن قال لعباس إنّ على حماس “وقف استهداف الكيان بالصواريخ”.

ومن المقرر وسط هذه التطورات أن يلتقي مسؤول الشؤون الصهيونية والفلسطينية في وزارة الخارجية الأميركية هادي عمرو، مع القادة الصهاينة في القدس الأحد قبل التوجه إلى الضفة الغربية المحتلة لإجراء محادثات مع المسؤولين الفلسطينيين.

وستكون لمجلس الأمن الدولي جلسة جديدة في اليوم نفسه.

ورغم الجهود الدبلوماسية المكثفة لإنهاء خمسة أيام من الأعمال القتالية، أطلِق نحو 300 صاروخ من قطاع غزة ليل الجمعة إلى السبت باتجاه الكيان، وفق ما ذكرت السلطات العسكرية.

وقُتل  صهيوني السبت بعدما أصاب صاروخ أطلق من قطاع غزة مبنى في منطقة قريبة من تل أبيب، وفق ما أفادت الشرطة ومصادر طبية.

وقالت حركة حماس إنها شنت هجوما صاروخيا ردا على ضربة صهيونية استهدفت “نساء واطفالا” في غزة.

وقضى عشرة فلسطينيين فجراً، امرأتان وثمانية أطفال من أفراد أسرتين قريبتين، في غارة صهيونية على مخيم الشاطئ للاجئين.

وأعرب مبعوث الأمم المتحدة إلى الشرق الأوسط تور وينيسلاند على تويتر عن “صدمته” لما حصل، وأضاف “لا يزال الأطفال ضحايا لهذا التصعيد الدامي. أكرر أن الأطفال يجب ألا يكونوا هدفا للعنف أو أن يعرضوا للخطر”.

 “النكبة” 

وفي حين لا تظهر بوادر تهدئة بين الكيان وحماس في غزة، اشارت أحدث حصيلة فلسطينية رسمية إلى استشهاد أكثر من 145 شخصاً، وإصابة 1100 آخرين من جرّاء القصف المستمر منذ الإثنين.

وبدأت العملية الصهيونية، وهي الأكبر منذ 2014، رداً على صواريخ أطلقتها حركة حماس على الكيان “تضامنا” مع مئات الفلسطينيين الذين أصيبوا في صدامات مع الشرطة الصهيونية في القدس الشرقية وداخل المسجد الأقصى.

وكانت السلطات الصهيونية في حال تأهب قصوى السبت مع اندلاع مزيد من الاحتجاجات في أنحاء الضفة الغربية المحتلة.

ويحيي الفلسطينيون ذكرى نكبة العام 1948 في 15 أيار/مايو من كل عام.

ومساء السبت، استشهد فلسطينيان في مواجهات مع قوات الاحتلال الصهيونية في الضفة الغربية، وفق أجهزة الصحة الفلسطينية.

وهدّد وزير الدفاع الصهيوني بيني غانتس “بإلغاء إجراءات مساعدة الاقتصاد والمجتمع الفلسطيني بعد (أزمة) كورونا”، وذلك في حال حدوث اضطرابات في الأراضي التي تحتلّها الكيان.

وتواجه الكيان داخلياً تصعيداً للعنف بين اليهود والعرب في المدن “المختلطة” حيث يعيشون عادة معاً، لا سيّما في اللّد (وسط) ويافا القريبة من تل أبيب، وعكّا في شمال البلاد.

كذلك سجّلت عدة حوادث عند الحدود مع لبنان، بما في ذلك محاولة تسلل مسلحين، بحسب جيش الاحتلال الصهيوني.