قال المنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط تور وينسلاند، مساء يوم الأحد، إن التصعيد نتائجه وخيمة وأن الأمم المتحدة تعمل مع كل الأطراف لإعادة الهدوء.

وأضاف وينسلاند في جلسة لمجلس الأمن خاصة بالوضع في الأرض الفلسطينية: “الخسائر فادحة جدا بغزة ونعرب عن التعازي لكن من فقدوا حياتهم بسبب العنف، والأوضاع الانسانية أصبحت متفاقمة بشكل كبير وتزداد صعوبة يوما بعد يوم، ويحتمي الغزيون في المخابئ، وهناك 34 ألف شخص هجروا منازلهم، و40 مدرسة للأونروا فتحت كملاجئ للاحتماء، بفرص محدودة للرعاية الصحية والغذاء”.

وأضاف، أن هناك العديد من المصانع ومن مراكز الرعاية الصحية دمرت بالكامل، وهناك مباني من عدة أدوار تم تدميرها بينها مركز صحفي، وأكثر من 350 مبنى تم إلحاق الضرر بها، وسقط الكثير من الضحايا جراء الضربات الجوية الصهيونية.

وتابع وينسلاند: “شهد الأسبوع الماضي تصعيدا في غزة وهو الاخطر منذ عدة سنوات، وفي الشيخ جراح بسبب إخلاء الفلسطينيين من منازلهم من جانب المنظمة المعنية بالمستوطنين، والصدامات التي وقعت في الحرم القدسي الشريف مع الشرطة الصهيونية”.

وشدد على أن الأمن والسلام حق مشروع للجميع والعنف الذي نشهده الآن غير مقبول وغير مبرر، والسلطات الصهيونية عليها الامتثال للقانون الإنساني الدولي بمنع استهداف الأطفال وتعريضهم للخطر في غزة.

ولفت وينسلاند إلى أن 19 فلسطينيا قتلوا في الضفة الغربية، و1800 جرحوا بعضهم بالذخيرة الحية، والدمار في البنية التحتية في القطاع كان كبيرا ومحطة كهرباء غزة عملت بقدرات قليلة بسبب عدم توفر الوقود، وعدم توفر الكهرباء تسبب في نقص المياه النقية، وتأثرت الحالة الصحية لعدم كفاية الاستعدادات والتجهيزات بالتزامن مع انتشار وباء كورونا.

وأكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، يوم الأحد، على أنه جاري التواصل مع كثير من الأطراف المعنية للتوصل إلى تهدئة في غزة.

وقال غوتيريش، في مستهل الاجتماع الطارئ الذي يعقده مجلس الأمن الدولي لبحث الأوضاع الراهنة في الأرض الفلسطينية المحتلة إن الوضع المروع في غزة والذي تطلّب عقد اجتماع جديد على مستوى مجلس الأمن الدولي، من شأنه أن يقوض جهود إحياء عملية السلام وإحلال السلام.

وأضاف أن أعداد الوفيات والإصابات بين صفوف الفلسطينيين في قطاع غزة والقدس الشرقية والضفة الغربية أمر غير معقول.

وشدد على أن العنف له تداعيات خطيرة على أمن المنطقة على اتساعها، وقال إن “الأزمة الإنسانية والأمنية التي لا يمكن احتوائها تفاقِم الوضع ليس فقط في الأراضي الفلسطينية وإنما في المنطقة بشكل عام، ما يسبب انعدام الاستقرار بشكل كبير”.

وأعرب عن أسفه لارتقاء الكثير من الشهداء في قطاع غزة ومن بينهم أسر كاملة، إضافة إلى مغادرة آلاف الفلسطينيين لديارهم وتوقف الأطفال عن التوجه إلى المدارس بسبب العدوان، فيما الموارد الطبيعية مستهلكة بشكل فعلي بعد العام الماضي الذي شهد انتشار جائحة “كورونا”.

وشدد الأمين العام للأمم المتحدة على ضرورة السماح للصحفيين بالعمل دون خوف في القطاع، منوها إلى أن تدمير المكاتب الإعلامية في غزة أمر غير مقبول على الإطلاق.

وأضاف أن الوضع الراهن والانتهاكات الصهيونية في الأماكن المقدسة بمدينة القدس لا بد أن يتوقف، ولا بد أن تحترم هذه المواقع.

وأكد أن الأمم المتحدة ملتزمة بالعمل مع الجانبين الفلسطيني و الصهيوني ومع الشركاء الإقليميين وأطراف اللجنة الرباعية الدولية، لتحقيق السلام الدائم والشامل.

وقال: “نحن نتواصل مع كثير من الأطراف المعنية للتوصل إلى تهدئة، والسبيل الوحيد هو العودة للمفاوضات على أساس حل الدولتين، والعيش جنباً إلى جنب بأمن وسلام على أساس المرجعية الدولية والاتفاقات المنعقدة”.

وأشار إلى أن الحل السياسي من خلال المفاوضات هو الذي يمكن أن ينهي دائرة العنف ويؤدي إلى مستقبل سلمي للجانبين على حد سواء.

ومن جهته، أعلن وزير الخارجية المصري سامح شكري أن التصعيد الأخير للنزاع الفلسطيني الصهيوني بدأ مما وصفه بأنه عملية تهجير ممنهجة جرت في حي الشيخ جراح بالقدس.

وقال أن القضية الفلسطينية شهدت انتكاسات متوالية عبر تاريخها وهو ما أوصلنا إلى المشهد الحالي، مؤكدًا أن التهجير القسري سياسة صهيونية ممنهجة.

وأكد أن حل الدولتين لا زال هو الخيار العملي الوحيد للاحتقان الحالي، مبينًا أن الضفة الغربية والقدس شهدتا توسعا كبيرا في سياسة التهجير القسري والاستيلاء على المنازل.

وأضاف شكري أن مصر سعت منذ البداية عبر اتصالات مكثفة لإقرار وقف فوري لإطلاق النار وإحياء مفاوضات جادة.

وبدوره، قال وزير الخارجية الفلسطينية رياض المالكي، إن الصهاينة يقتلون المدنيين في غزة أسرة تلو أسرة، ولا توجد كلمات يمكن أن تصف الرعب الذي يعاني منه الشعب الفلسطيني.

وتسائل المالكي خلال مشاركته اجتماع لمجلس الأمن، عن الأدوات التي ينوي المجتمع الدولي استخدامها لوقف اعتداءات الكيان على الشعب الفلسطيني.

وأضاف أن الكيان مستمرة في تكرار اعتداءاتها وتتوقع نتيجة أفضل كل مرة، وليس هناك شعب على الأرض يقبل بما ترتكبه الكيان في حقه.

وأكد أن الكيان هي “اللص المسلح الذي انتهك بيوتنًا وقتل أبناءنا ودمر أجيالنا جيلًا بعد جيل.”

وأشار إلى أن أسرة بكاملها قتلت، ومبانٍ مدنية سويت بالأرض، وعشرات الآلاف شردوا في غزة، متسائلًا: “أين هم الذين ادعوا أن السلام في الشرق الأوسط يمكن أن يتم باتفاقات ثنائية بعيدة عن الفلسطينيين؟”

وقال المالكي، إذا كنتم تريدون السلام فاحموا حي الشيخ جراح مما يتعرض له.

وأفاد أن الكيان تحمل في داخلها أسباب موتها، وأنه في ذكرى النكبة تواصل الكيان سياسات نزع الملكية والتهجير القسري للفلسطينيين.

وقال وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي خلال جلسة مجلس الأمن الدولي بشأن العدوان الصيوني على غزة إن السلام العادل والدائم ضرورة إقليمية ودولية ولن يتحقق ببناء المستوطنات.

وأضاف الصفدي أن السلام لن يتحقق بمحاولة تغيير الوضع القانوني للمقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس المحتلة، وأن السلام لا يتحقق ببناء المستوطنات ولا بمصادرة الأراضي ولا بهدم منازل الفلسطينيين وتهجيرهم.

وتابع: “يجب التحرك لوقف التصعيد بوقف العدوان على غزة والإجراءات اللاشرعية في القدس”.

وطالب الصفدي بوقف التصعيد على غزة ووقفًا لإجراءات التي أسفرت عنه.

وواصل الصفدي أن “تهجير أهالي الشيخ جراح من بيوتهم يمثل وفق القانون الدولي “جريمة حرب”، مؤكداً أنه لا سلطة للمحاكم الصيونية في القدس المحتلة وفق القانون الدولي.

وشد الصفدي على أن السلام العادل والدائم ضرورة إقليمية ودولية ولكن “الكيان تنسف كل فرص السلام العادل والشامل، ويجب لهذا الاحتلال غير الإنساني أن يزول، ولا قفز فوق القضية الفلسطينية التي هي أساس الصراع.

قال وزير الخارجية الصيني، وانج يي، إن حل الدولتين هو الحل الأمثل لتسوية القضية الفلسطينية.

وأضاف خلال كلمة له بمجلس الأمن: “الكيان تقوض حق الفلسطينيين في إقامة دولة مستقلة، والوضع الحالي لا يمكن أن يستمر وندعو لإنشاء دولة فلسطينية ذات سيادة”.

وتابع وانج: “نناشد الولايات المتحدة باتخاذ موقف منصف حيال الصراع بين الفلسطينيين والصهاينة، ونطالب برفع الحصار عن غزة ومراعاة أوضاع المدنيين في الأراضي الفلسطينية”.

واستطرد الوزير الصيني: “ندعم إنشاء دولة فلسطينية مستقلة على حدود 67 عاصمتها القدس الشرقية”.

وقال وزير الخارجية التونسي، عثمان الجرندي، يوم الأحد، إن بلاه تجدد إدانتها الشديدة للعدوان الصيوني على قطاع غزة والمسجد الأقصى.

وأضاف “الجرندي”، خلال كلمة له بمجلس الأمن “ما يعيشه الفلسطينيون حاليا هو تكرار لما عاشوه على امتداد عقود”.

وتابع “الكيان تسعى لتغيير الوضع التاريخي والقانوني للقدس وطمس معالمها، وهي تستهر بالقانون الدولي وقرارات مجلس الأمن وتضرب عرض الحائط بكل المواثيق والقيم الإنسانية والدينية”.

وادعى مندوب الاحتلال الصيوني لدى مجلس الأمن، داني إردان، أن حماس تقصف المناطق المدنية داخل الأراضي االصيونية.

وأضاف “إردان”، في كلمة له بمجلس الأمن، “الكيان ترد على الهجمات العشوائية بضربات دقيقة وضد أهداف عسكرية لحماس”.

وقال مندوب الكيان “الشرطة الصيونية لا تتعرض للمصلين السلميين في المسجد الأقصى، وحماس تستخدم المساعدات الدولية لخدمة أجندتها”.

وزعم أن “حماس تقوم بكل ما تملك من إمكانيات لتغذية العنف، وهناك متطرفون فلسطينيون استخدموا المسجد الأقصى مستودعا للذخيرة”.