يستمر مرصد طيور العقبة، بتسجيل الطيور النادرة التي أصبحت تجد فيه وجهة مناسبة خلال رحلتها الطويلة، وملجئا” مائيا خلال هجرتها.

وفي آخر تسجيل لطائر نادر سجل المرصد طائر القبرة العصفورية سوداء الرأس، وهو ثاني تسجيل لهذا النوع على مستوى المملكة والأول على مستوى العقبة.

وخلال السنوات الأخيرة سجل المرصد عددا من الطيور المهاجرة النادرة التي إما سجلت قبل عقود أو يعد تسجيلها ورصدها نادر الحدوث في إشارة إلى عافية النظام الحيوي في الأردن وتكريسا لأهمية المرصد وموقعة المهم على خارطة هجرة الطيور.

وقال مدير المرصد فراس الرحاحلة إن فرق الرصد العاملة في المرصد التابع للجمعية الملكية لحماية الطبيعة تتابع وبشكل يومي حركة الطيور لتسجيلها ومراقبتها سواء من حيث الأعداد أو السلوكيات أو الأنواع.

وبين الرحاحلة أن طائر القبرة العصفورية سوداء الرأس يعتبر من الأنواع النادرة جدًا في الأردن، حيث تم رصده لأول مرة من قبل مراقبين في فلسطين المحتلة عام 1989 في المناطق التي تم استعادتها من الاحتلال نهاية القرن الماضي وبذلك اعتبر التسجيل لصالح الأردن لكن التسجيل الأخير الذي قام به فريق الجمعية الملكية لحماية الطبيعة يعد أول توثيق ومشاهدة له على أرض المملكة الأردنية الهاشمية بعيون الأردنيين.

وأكد الرحاحلة الذي قام بتسجيل الرصد إن اللحظة الأولى للمشاهدة بدت مميزة وكان الشكل أقرب لعصفور الدويري الشائع إلا أن اللون الأسود الكامل الذي يغطي واجهة جسمه كانت ملفتة بقدر استدعى التيقن من تفاصيله وتصنيفه، موضحاً أن هذا التسجيل يعتبر إضافة لنوع جديد على قائمة الأنواع في مرصد الطيور والعقبة بشكل عام.

وأشار الرحاحلة الى تواجد أعداد كبيرة غير شائعه للتواجد بهذا الكم لبعض الأنواع من الطيور المهاجرة منها الصفرد أو مرعة الماء ويعرف كذلك باسم المريعي والذي قال الرحاحلة أنه يتواجد حاليا في العقبة ما يقدر ب 10 آلاف طائر من هذا النوع مبينا أنه يقوم باستراحة خلال عودته من إفريقيا باتجاه مناطقه الأصلية في أوروبا متمنيا على الجميع في حال العثور عليه تركه ليأكل من خشاش الأرض ليتمكن من استعادة عافيته ليكمل رحلته.

وبين الرحاحلة أن هذا النوع يتغذى على النباتات والحشرات وتعد الطيور الكبيرة أحد أكبر المهددات لحياته، مناشداً أنه وحال الإمساك به إطلاقه في المناطق الشجرية أو العشبية ليتمكن من التخفي بينها

وكان المرصد خلال السنوات الماضية أعلن عن تسجيل عدد من الطيور النادرة منها الإوز الصغير ذو الجبهة البيضاء وتكاثر لطائر البط حمراوي أبيض العينين المهدد بالانقراض على مستوى العالم ومدرج على القائمة الحمراء للاتحاد الدولي لصون الطبيعة حيث يعتبر مرصد طيور العقبة الموئل المناسب لإقامة هذا النوع من الطيور خاصة خلال فصل الشتاء. كما تم تسجيل طائر ” آكل المحار أو آكل الصدفيات والذي يعد أحد الأنواع التي تعد نادرة على مستوى الأردن.

ويعد مرصد طيور العقبة من أهم المناطق لاستراحة الطيور المهاجرة على مستوى الأردن إذ تشير بيانات الأنواع في مرصد الطيور إلى تسجيل ما يزيد عن 57% من كامل الأنواع المسجلة على مستوى الأردن في حدود مرصد طيور العقبة والبالغة فقط نصف كيلومتر مربع والذي أصبح خلال السنوات العشر الماضية منتجا سياحيا بيئيا مميزا ليس فقط على مستوى العقبة، بل على مستوى المملكة بالكامل بفضل الشراكة الريادية في استثمار الخبرات بين الجمعية الملكية لحماية الطبيعة وسلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة وشركة مياه العقبة.

إذ تسعى الجمعية الملكية لحماية الطبيعة بالشراكة مع سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة إلى تطوير المرصد كنقطة جذب سياحي للباحثين والمهتمين برياضة مراقبة الطيور ومركزا تعليميا بيئيا يهدف إلى رفع مستوى الثقافة البيئية لدى الأفراد والجماعات.

ويعتبر مرصد الطيور في العقبة من المناطق المهمة للطيور في الأردن والتي تقع على ثاني أهم مسار لهجرة الطيور في العالم وهو مسار حفرة الانهدام، كما أن موقع مرصد طيور العقبة على رأس خليج العقبة بين قارتي إفريقيا وآسيا يجعله من مناطق الممرات الضيقة على مسار الهجرة والمعروفة بتصنيفها بمناطق عنق الزجاجة.