كشف تقرير أعدته وزارة الصحة المصرية عن مفاجأة جديدة تتعلق بمرض “الفطر الأسود” الذي أثار جدلا على مدار الأيام الماضية، منذ الإعلان عن إصابة الفنان سمير غانم به قبل وفاته.
وتحدث التقرير الصادر عن قطاع الطب الوقائي بوزارة الصحة المصرية، عن رصد بعض الحالات المتفرقة المصابة بالفطر الأسود بين مصابي فيروس كورونا المستجد خلال الفترة الماضية، فيما تتخذ الوزارة منهجًا صحياً وقائياً ضد المرض.
وقال التقرير إنه يتم التطبيق الصارم لإجراءات الوقاية ومكافحة العدوى بالمنشآت الصحية، ومنها العدوى بالفطريات والتعقيم الدوري للآلات الطبية والأجهزة، واتباع الإجراءات العلمية الصحيحة في استخدام العلاجات المناسبة للمرضى بصفة عامة، ولمرضى “كوفيد-19” بصفة خاصة.
وأوضح التقرير أن مرض الفطر الأسود ظهر في “عدد محدود جدًا” من الحالات في مصر خلال العقود الأخيرة، على الرغم من عدم انتشار الفطريات المسببة لهذا المرض بصورة كبيرة، ولكنها معروفة بصورة قوية لدى الأطباء ويتوافر العلاج الدوائي المناسب لها.
وأضاف أن غالبية الإصابات كانت في مرضى السرطان، وتم توثيق هذه الحالات في بعض الدراسات التي نُشرت في الجرائد العلمية، ومنها ما تم دراسته بواسطة مستشفى الأطفال للسرطان 57357 على بعض مرضى الأورام، وتبيّن منها إصابة 45 مريضًا في الفترة بين 2007 إلى 2017، وحدوث الوفاة في 15 حالة منهم نتيجة التأخر في بدء العلاج.
وتحدث التقرير الصحي المصري، عن أن مرض الفطر الأسود ليس بجديد، ولكن كثر الكلام عليه لظهوره في نسبة من الحالات التي أصيبت بـ”كوفيد-19″، وما له من تأثير على جهاز المناعة.
كما أن العلاج لفترات طويلة باستخدام المضادات الحيوية تهيئ الجسم لنمو الفطريات عموما، وكذلك الكورتيزون الذي يؤثر سلباً على جهاز المناعة، مما يُمكّن الجراثيم الفطرية من الجسم.
وأشار إلى أن الإصابة الشديدة بفيروس كورونا، تكون مصاحبة للحالات التي لديها عوامل خطورة مثل الأورام والأمراض المزمنة، وخصوصاً مرض السكر الذي يعتبر من العوامل التي تساعد على الإصابة بالفطر الأسود.
من الأكثر عرضة للإصابة؟
وتطرق التقرير إلى الحديث عن الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بالفطر الأسود.
وقال إن هذه الفطريات من “الكائنات الانتهازية” التي تبدأ في مهاجمة أنسجة الجسم أو الأغشية المخاطية عندما يضعف الجهاز المناعي بصورة شديدة، فتظهر الإصابات عادة في بعض مرضى العناية المركزة، والحالات الشديدة، وبعض الناس الذين يستخدمون مضادات حيوية لفترات طويلة، أو الأدوية المثبطة للمناعة والمعالجة للأورام.
وتشمل الفئات الأكثر عرضة للإصابة: المصابين بأمراض نقص المناعة مثل الإيدز، والمرضى المعرضين للأدوية المثبطة للمناعة أو المضادات الحيوية، ومرضى السكري غير المنظبط، ومرضى الأورام.
وبيّن التقرير أعراض الإصابة بالفطر الأسود، والتي تشمل أعراضًا بسيطة حسب مكان نمو الفطريات مثل: الحمى، والسعال، وألم في الصدر، وضيق في التنفس، وتورم في جانب الوجه، وصداع، واحتقان في الجيوب الأنفية، وآلام البطن، ونزيف بالجهاز الهضمي، وإسهال.
وقد تحدث أحيانًا بعض المضاعفات، مثل العمى، والجلطات، وانسداد الأوعية الدموية، وتلف الأعصاب، وفقدان الوعي، وفق ما ذكر التقرير الصحي المصري.
وبشأن طرق انتقال العدوى، أوضحت وزارة الصحة أن مرض الفطر الأسود غير معدٍ، فلا يحدث انتقال للعدوى من الإنسان أو الحيوان، ولكن تنتقل عن طريق: استنشاق الجراثيم الفطرية من الهواء الملوث من التربة الرطبة أو البيئات العفنة، وتلوث جروح أو حروق الجلد بالعفن الموجود في التربة أو على الفواكه والخضروات المتحللة، إلى جانب تناول الفواكه أو الأطعمة الملوثة بالفطر.
وفي هذا الصدد، قالت عضو اللجنة العليا للفيروسات بوزارة التعليم العالي المصرية، وجيدة أنور، لـ”سكاي نيوز عربية”، إن الفطر الأسود ليس له ارتباط مباشر بالإصابة بفيروس كورونا المستجد، ولا يجب أن يتخوف منه المواطنون، ولا يجب إثارة الذعر بين المرضى، إذ لا يمثل مشكلة صحية كبيرة في مصر.
وأضافت أن الفطر الأسود موجود في الطبيعة والبيئة، ومن الممكن أن يصيب بعض مرضى انخفاض المناعة أو الذين يحصلون على أدوية مضادات حيوية وكورتيزون.
وفي رأي “أنور” فإن الأهم لمنع الإصابة هو تطبيق إجراءات مكافحة العدوى بالمستشفيات وأماكن تردد المرضى، مشيرة إلى وجود إصابات بهذا الفطر في الهند يعود لعدة أسباب منها البروتوكولات العلاجية المستخدمة هناك، وعوامل تتعلق بانخفاض إجراءات مكافحة العدوى.