نشر النائب السابق عدنان الفرجات تفاصيل جريمة اكتشفها مدير شرطة مادبا العميد المرحوم محمود العواد الذي رحل قبل أيام.

وبحسب الفرجات الذي شغل سابقا عدة مناصب امنية من بينها مدير بحث جنائي الزرقاء وفق رصد خبرني وقعت الجريمة في ٢٠٠٠ في محافظة الزرقاء ، وكان الراحل العواد برتبة ملازم اول في البحث الجنائي في الزرقاء.

يقول الفرجات : قام احد المجرمين بقتل شاب عمره ٢٢ سنه يعمل موزعا لـ (الدخان) لإحدى الشركات ، والقى بجثته على جانب الطريق في احد الاحياء ، واستولى على (الباص) الذي يستخدمه في التوزيع ، والذي كان محلا بـ 30 (كرتونة دخان) مختلف الأنواع.

ويضيف : امام هذا الوضع اصبح لدينا جريمة قتل غامضه وظروفها معقده و بدأنا العمل بها وكان المرحوم العميد محمود العواد من اكثر الضباط نشاطا في جمع المعلومات وتحليلها.

ويتابع : في الاسبوع الاول بدأ الياس يتسلل الينا لغموض ظروف الجريمة ولكن قدر الله سبحانه وتعالى انه لا بد ان يظهر الحق بقدرته وعلمه عندها جاءني صاحب الشركة وقال لي انه كان قد اشترى هاتف نقال ( الخلوي ) للموزع الذي قتل وهذا عقد البيع عندما كانت الخلويات تباع بعقد بيع فأخذته منه واستعرضته فلم اجد ما مهم مهم ليكون مفتاح القضية سوى تاريخ البيع وثمنه واسم البائع والمشتري وهناك رقم مكون من ٢٢ خانه وقفت عنده بعد هداية الله لي وطلبت من احدى الدوريات العاملة في وسط مدينة الزرقاءاحضار عدد من اصحاب بيع الخلويات وحضروا لعندي في المكتب وسألتهم ما يمكن الاستفادة من هذا الرقم المصنعية للجهاز فأجاب معظمهم بعدم الدراية والمعرفة سوى واحد منهم كان حاصلا على دورة اصلاح خلويات لمدة ستة اشهر من ايطاليا واخبرني انه يمكن ربط الرقم المصنعي مع شركة الاتصالات (زين (فاستلينك) واورانج (موبايلكم) في ذلك الوقت) فتم ذلك وتم تكليف محمود العواد ضابط ارتباط مع الشركة حسب طلبهم.

واردف : مضى على تلك العملية ما يقارب الشهرين كون الهاتف ما زال مغلقا وفي مساء احد الايام وكان في شهر رمضان اتصل معي المرحوم وقال لي بالحرف الواحد وهو يكاد ينفجر من الفرح وشدة اللهفة ( معلم بدي ابشرك ) صدرت مكالمه من الهاتف المراقب من قبلنا عندها تم طلب المكالمات الصادره والواردة وتم احضار ما يقارب خمسة اشخاص اربعه منهم افادوا بأنهم لا يعرفوا المتصل ، اما الأخير فعرفه وافاد انه ( فلان الفلاني) فتم احضاره.

وتبين ان الشخص الذي تم احضاره وفق رصد خبرني شقيق القاتل ، وقال في اعترافاته ان شقيقه احضر قبل شهرين باص نقل وادخله داخل (حوش) البيت وطلب من شقيقه ان يقوم بغسله كونه مليء بالدماء، ومكافأة له أعطاه الهاتف الذي يعود للمغدور وبقى معه لم يستخدمه لغاية ذلك التاريخ.

وبناء على الاعترافات ، تم القاء القبض على القاتل وتم تفتيش منزله بحثا عن اي دليل او قرينه تربطه بالجريمة وفي بداية الامر لم يتم الحصول على شيء ولكن تقديرا من الله سبحانه وتعالى ومن ثم اجتهادا من المرحوم محمود العواد صعد الى ظهر الخزانة وعندها اختل توازن سقف الخزانة ليفتح امامه مستودع على شكل غرفه ليجد كمية الدخان بأكملها مخفيه في هذا المكان السري فما كان منه الا ان اتصل معي وهو في قمة الفرح بأنه عثر على كراتين الدخان.

وأضاف الفرجات بحسب خبرني : هذه قضيه من عدة قضايا كان يتعامل معها المرحوم.. ما شدني للكتابة عن المرحوم بانه كان يعمل بكل صدق وانتماء وشفافية عالية وكان اكثر ما يميزه في العمل متابعة القضية من لحظة توديعها للقضاء لحين صدور الحكم النهائي فيها لضمان انه لم يظلم احد وأن الحقوق عادت لأصحابها.

وأضاف : لأمانة العمل كان لمحمود الدور الاكبر في تشكيل وتأسيس وحدة الجرائم الإلكترونية في ادارة البحث الجنائي كونها لم تكن مشكله بعد وكانت طريقته بسيطة من الناحية الفنية لمعرفة الرقم المصنعية وهو ( نجمه مربع ٠٦ مربع) بحيث يظهر الرقم المصنعية والمكون من ٢٢ خانة والذي هو ضروري جدا ان يكون بحوزة كل واحد يملك هاتف للإبلاغ عنه في حال فقدانه او سرقته ويسهل عملية العثور عليه.

وتاعب الفرجات : ايها الفقيد على اهلك ووطنك ما يؤكد صدق حبك لوطنك ولعملك ان سكرات الموت داهمتك وانت تقوم بواجبك وعلى رأس عملك .. ولأمانة التاريخ ولكونك خدمت معي ما يقارب الاربع سنوات متواصلة لم الحظ عليك تسيب او استغلال لوظيفتك ولو كان من تقلدوا زمام المسؤولية على نهج لما كنا الان بحاجه للجان تطوير حياتنا السياسي والاقتصادية والاجتماعية .. رحمك الله واسكنك فسيح جنانه مع النبيين والصديقين والشهداء وحسن اولئك رفيقا