أطلق مركز “عبر البحر الأحمر الوطني” التابع لمدرسة البوليتكنيك الفيدرالية بمدينة لوزان السويسرية، اليوم الخميس، بالتعاون مع سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة، ومحطة العلوم البحرية التابعة للجامعة الأردنية وجامعة اليرموك، الموسم الأول من البعثات العلمية الاستكشافية السويسرية من خليج العقبة للفترة من 2021 إلى 2024 بهدف مد جسور العلوم والدبلوماسية من أجل مستقبل الشعاب المرجانية في البحر الأحمر.
وقال رئيس مجلس مفوضين سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة المهندس نايف بخيت، إن السلطة ومنذ إنـشائها تحرص عـلى تحقيق التنمية المسـتدامة مـن خلال القوانين والأنظمة التي تدعم كافة الجهود الرامية إلى الحفاظ على البيئة البحرية والشعاب المرجانية على طول خليج العقبة.
واضاف “ان استضافتنا للمبادرة السويسرية في أول نشاط بحثي استكشافي تأتي ضمن أهـدافنا لحمايـة الشعاب المرجانية من الأنشطة البشرية وتحقيق التوازن البيئي الذي يـضمن الاستمرارية فـي استدامة الموارد الـطبيعية التي تعتبر مـن عوامل جذب الاستثمارات في المنطقة.
وأكد مسؤول العلاقات الخارجية في المركز السويسري الفيدرالي للبحوث التطبيقية اوليفيير كوتيل، اعتزازه بإطلاق مثل هذه البعثة البحثية الاستكشافية من أجل ايجاد الحلول العلمية والدبلوماسية والإنسانـية في آن واحـد لمواجهة التحديات البيئية التي يعيشها العالم، مشيرا إلى أن الـبعثة العلمية هدفها إظهار أهـمية حمايـة هذا النظام الايكولوجي الفريد من نوعه في العالم .
بدوره، قال السفير السويسري في المملكة لوكاس جاسر، إن الاردن شريك مهم في مختلف المجالات التي تتعاون فيها مع سويسرا، لافتا إلى أن “جلالة الملك عبدالله الثاني شاركنا رؤيته في تطور منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة وتحقيق النجاح فيما يخص حماية البيئة البحرية”.
وأكد اهتمام الحكومة السويسرية في البعثات العلمية لدعم البحث العلمي في المنطقة وحماية الشعاب المرجانية الفريدة من نوعها في مياه البحر الأحمر ومنها خليج العقبة.
من جهته، بين مدير مركز “عبر البحر الأحمر الوطني، البروفيسور أنـدرز مايبوم، أن هذا الموسم سيشهد افتتاح 4 برامج بحثية هي مسح للنظام الايكولوجي الخاص بالشعاب المرجانية في البحر الأحمر وتحديد القدرة الحرارية لصمود الأجناس المرجانية وفحص جودة المياه من الملوثات وذلك بالتعاون مع معاهـد أبحاث إقليمية ودولية، بما فيها محطة العلوم البحرية في الجامـعة الأردنية وجامعة اليرموك، مشيدا بجهود منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة والجهات المعنية التي وفرت البيئة المناسبة لمثل هذه الابحاث لتكون العقبة جزءاُ من المحميات البحرية التي تعترف بها منظمة اليونسكو العالمية للعلوم.
ولفت إلى أنه خلال السنوات الثلاث الماضية اختفى حوالي 50 بالمئة من المرجان في العالم بسبب الاحتباس الحراري العالمي والتلّوث وغيرها من الأنشطة الانسانية ومن المتوقع أن يبقى فقط 10 بالمئة منها بحلول العام 2050، موضحاً أن الدراسات الحديثة كشفت مؤخرا أن الشعاب المرجانية في البحر الأحمر مقاومة للاحتباس الحراري بفضل تطورها التاريخي الفريد منذ العصر الجليدي.
بدوره، أكد مدير محطة العلوم البحرية في العقبة الدكتور علي سوالمة، أهمية المحطة في الحفاظ على البيئة البحرية في خليج العقبة من خلال البحث العلمي، ومساهمتها في الدراسات التي يقوم بها المركز ليعزز من جـهودها الرامية إلـى الحفاظ على الشعاب المرجانية في البحر الأحمر من خلل الشراكات التي تقوم بها مع المركز وأنشطته المختلفة، إضافة إلى فتح فرص التعاون بين الباحثين وحصولهم على البيانات لفهم أفـضل لخصائص الشعاب المرجانية وإشراك المحطة في المشاريع العلمية المتعلقة بالعلوم البحرية في البحر الأحمر، وتزويدها بالأجهزة اللازمة للبحث العلمي والدراسات.
وأضاف الدكتور سوالمة أن أول أنشطة المركز تنظيم رحلة بحثية على متن قارب مختص تم استئجاره لهذا الغرض ويحمل على متنه باحثين وأجهزة متطورة من أجل القيام بالدراسات والأبحاث المتعلقة بالمرجان في سواحل البحر الأحمر مروراً بجميع الدول المطلة عليه، لافتا إلى أن المركز سيقوم بتزويد محطة العلوم البحرية الشهر المقبل بأجهزة ومجسات استشعارية ليتم وضعها تحت البحر أمام المحطة وذلك لمراقبة المرجان والعمليات الحيوية له موصولة من خلال الأنترنت لتزويد الباحثين في المحطة بالبيانات المستمرة طوال اليوم.