الملك يزور مقامات الصحابة في المزار الجنوبي
زار جلالة الملك عبدالله الثاني السبت، مقامات الصحابة في المزار الجنوبي، وصلى في مسجد جعفر بن أبي طالب.

وأكد الملك أن مقامات الصحابة موقع ديني وتاريخي مهم.

وقال وزير السياحة والآثار نايف الفايز إن مقامات الأنبياء والصحابة في المملكة تحظى باهتمام ورعاية جلالة الملك، وحرصه البالغ لأنها تخص جميع المسلمين.

وأشار الوزير عقب زيارة جلالة الملك لمقامات الصحابة في المزار الجنوبي في محافظة الكرك، إلى أن هذا الموقع له مكانة خاصة عند المسلمين، حيث يضم على ثراه أضرحة ثلاثة من الصحابة رضوان الله عليهم الذين استشهدوا في معركة مؤتة.

وأوضح أن الوزارة تعمل بشكل دؤوب لمواصلة على أهيل المواقع الدينية بالأردن وتحسينها بالتعاون مع وزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية، خصوصا استعدادا لفتح القطاعات السياحية بعد إغلاقها بسبب جائحة “كورونا”.

وبين الفايز أن جلالة الملك سليل العائلة الهاشمية، يركز على ضرورة الحفاظ على المقامات وصيانتها باستمرار لتليق بقدسية هذه الأماكن وزوارها، لافتاً إلى أن الوزارة بدورها تضع هذا الأمر على أعلى سلم أولويات اهتمامها.

وتضم المقامات في المزار الجنوبي أضرحة الصحابة زيد بن حارثة وجعفر بن أبي طالب وعبد الله بن رواحة، رضي الله عنهم.

وأكد وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية محمد الخلايلة أن الوزارة تعمل على تطوير خدمات أضرحة الصحابة والمقامات في مواقع المملكة كافة.

وأشار إلى أن الوزارة قررت قبل أشهر قليلة ترفيع مكتب أوقاف المزار الجنوبي إلى مديرية، لأهمية الأماكن الدينية التي تحتضنها وخدمة لأهل اللواء وزوار الموقع.

وبين أن الوزارة تعد دراسة لإعادة صيانة مرافق مسجد جعفر بن أبي طالب، مشيراً إلى أن هنالك تحسيناً مستمراً وتطويراً تنفذه اللجنة الملكية لإعمار مساجد ومقامات الأنبياء والصحابة والشهداء.

وأشار الوزير الخلايلة إلى توجه الوزارة نحو توفير الإنارة الكافية في شوارع مداخل المقامات.

وأشار الخلايلة   إلى وجود دعم مستمر للجنة الملكية لمقامات الأنبياء والصحابة، ومشاريع مستمرة لجميع المواقع الدينية التي تحتوي على مقامات الأنبياء والصحابة.

“هناك مشروع لتطوير مقام سيدنا عبدالرحمن بن عوف في صويلح، وعملية إعمار مستمرة وترميم لمقامات الصحابة في الكرك … وهناك مشاريع لتطوير عيون موسى عليه السلام ومشروع الشجرة المباركة في الأزرق في منطقة الصفاوي”، وفق الخلايلة الذي أوضح أن تلك المشاريع جزء من المشاريع التي تشرف عليها اللجنة.

وأوضح أن مشروع مقامات الأنبياء في الكرك كان مشروعا كبيرا جدا نُفذ على مرحلتين ويحتوي متحف إسلامي وقاعة ملكية ومقامات الأنبياء وحدائق.

يذكر أن جلالة الملك افتتح المجمع الإسلامي الكبير في المزار الجنوبي عام 1999، وهو يتضمن مسجداً بمساحة 1500 متر مربع، بالإضافة إلى مقامي جعفر بن أبي طالب وزيد بن حارثة.

وفي عام 2012، وبتوجيهات ملكية، تم تنفيذ أعمال صيانة شاملة للمسجد وتزويده بجميع الاحتياجات.

وأشاد مدير أوقاف محافظة الكرك أحمود الضمور بالزيارة الملكية التي قام بها جلالة الملك عبدالله الثاني إلى الموقع الديني في لواء المزار الجنوبي الذي يضم أضرحة الصحابة ومسجد جعفر بن أبي طالب.

وذكر أن الزيارة تأتي لتفقد أوضاع المقامات نظراً لمكانتها الدينية لدى جميع المسلمين، والتي تعد جزءاً من التاريخ الإسلامي الذي يفخر به الجميع.

وبين أن الأردن يزخر بآثار مهمة من التاريخ العربي والإسلامي، وعلى ثراه استشهد الصحابة في معارك مفصلية بالتاريخ الإسلامي، مؤكداً أهمية الحفاظ على هذا الإرث العميق الذي يتشرف أهل هذا البلد بحمله.

وأشار إلى أن الموقع الديني بالمزار الجنوبي يحتضن أضرحة زيد بن حارثة وجعفر بن أبي طالب وعبد الله بن رواحة، رضي الله عنهم، والذين استشهدوا في معركة مؤتة، التي تعتبر بوابة الفتح الاسلامي وأول المعارك التي خاضها المسلمون خارج الجزيرة العربية.

وقال عميد كلية الشريعة في جامعة مؤتة عبدالله الفواز إن زيارة جلالة الملك عبدالله الثاني إلى مقامات الصحابة بالمزار الجنوبي السبت تتسق مع الواجب الديني للهاشميين في رعايتهم للأماكن الدينية.

وأشار إلى دور الهاشميين ومكانتهم كمظلة جامعة لجميع المسلمين، مبيناً أن هذا الجهد الهاشمي ليس بالأمر الجديد بل كان على مر التاريخ فهم أحفاد الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم).

وبين الفواز أن الاهتمام بالمواقع الدينية ينسجم مع اهتمامات الهاشميين تجاه جميع الأماكن المقدسة ورعايتها، مشيراً إلى أن زيارة جلالة الملك إلى الكرك عامة وإلى المقامات خاصة، تحمل دلالة رمزية ودينية في ظل الظروف الحالية التي نعيشها.

وتابع “إنها تعكس ما يمثله الهاشميون وأصحاب الفكر والرأي الديني والشعب في الأردن من رأي وسطي، فهم محافظون على الثوابت الاصيلة التي ورّثنا إياها الرسول عليه الصلاة والسلام والصحابة رضوان الله عليهم”.

وأوضح الفواز أن الزيارة تمثل رعاية هذا البلد للبعد الديني وأن الهاشميين يمثلون نقطة وسط في هذا الأمر، ويعطي بعداً بأن الأردن من رأس هرمه السياسي وهو جلالة الملك إلى أبسط فرد فيه، يرعى مثل هذه الأماكن الدينية لما تمثله من وسطية ومن رمزية لشعوب العالم الإسلامي.