13% زيادة في عدد الحالات المسجلة بإقليم الشرق الأوسط
أكد عضو لجنة الأوبئة الدكتور مهند النسور، ان المطاعيم المضادة لفيروس كورونا غير قادرة وحدها على وقف المتحور دلتا (وهو ما كان يسمى المتحورالهندي سابقا).
واضاف إن لإدارة الوباء في المرحلة الراهنة 3 مرتكزات رئيسية هي: المتحورات، واللقاحات، وإجراءات الوقاية»، مبينا ان جرعتي اللقاح والكمامة والتباعد كفيلة بالحد او حتى القضاء على المتحور «دلتا»، وجميعها يجب ان تسير بصورة متناغمة، لمنع اي انتكاسة وبائية في المستقبل، في ظل انتشار المتحور دلتا في عدد كبير من دول العالم.
واعتبر النسور، ان المطاعيم وحدها لن توقف المتحور دلتا، بل علينا مع الانفتاح الكبير وعودة القطاعات المختلفة للعمل، التقيد بوسائل الوقاية واجراءات السلامة العامة، فالوضع الوبائي المستقر في المملكة حاليا لا يعفينا من عدم التقيد بهذه الاجراءات، وفي ظل الانتشار السريع لدلتا نحن بحاجة لعدم الدخول في الأمان الزائف، والتعامل مع الفيروس كأنه انتهى، فهو موجود وتحوراته تنتشر وتنشط.
واشار الى انه تم رصد المتحور دلتا في 98 دولة بالعالم حتى الان، وجميعها تمكنت من رصده من ضمنها دول اوروبية وروسيا وغيرها، الا ان هناك دولا ليس لديها الامكانيات لرصده، ما يرفع احتمالية انتشاره في دول اخرى اكبر، مؤكدا ان المتحور دلتا سيصبح النسخة المهيمنة من الفيروس خلال الأشهر القادمة.
وفيما يتعلق بازدياد حالات كورونا مع انتشار المتحور دلتا، بين النسور، ان اقليم الشرق المتوسط شهد ارتفاعا في عدد الحالات المسجلة الجديدة بنسبة 13% هذا الأسبوع، مقارنة مع الأسبوع الوبائي الذي قبله، مشيرا الى ان الأردن هو جزء من هذا الإقليم، لكن لغاية الان مؤشراتنا الوبائية مستقرة وتشهد ثباتا.
اما بالنسبة لرصد المتحور دلتا في المملكة، قال ان نظام الرصد الوبائي لدينا يعمل بشكل جيد، وعلى الرغم من ذلك فإن الحالات التي لا يتم رصدها قد تكون أكبر من التي تم رصدها، ولذلك نراقب المؤشرات الوبائية اولا بأول، من حيث سرعة انتشاره وقدرته على زيادة عدد الادخالات بالمستشفيات، غير ان القراءات لدينا ولغاية اللحظة مطمئنة ومستقرة.
وبخصوص مطاعيم كورونا، اوضح ان دولا كثيرة نسبة التطعيم فيها اكثر بكثير من الاردن، لكنها شهدت انتشار المتحور دلتا فيها، لذا فإن المطاعيم وحدها غير كافية لوقفه، علما ان اللقاحات التي اجازتها الهيئات الدولية ما زالت فعالة ضد كورونا، لكن فعاليتها قلت مع المتحور، وعليه فإن التزام المواطن بأخذ جرعتي اللقاح أصبح وجوبا ولزاما، للاستفادة من فعالية أكبر.
وعن احتمالية العودة للمربع الأول في ظل انتشار المتحور دلتا، توقع النسور، ان هناك عوامل بالمملكة تجعلنا اكثر اطمئنانا، حيث وصلت نسبة الإصابة بالعدوى من الفيروس في المجتمع الى نحو 60%، بالإضافة الى الاشخاص الذين تلقوا التطعيم ونسبتهم ما بين 20-30% وما زالت الحملة مستمرة بتسارع، ومن هنا فإن هذه القراءات من شأنها ان تخفف من حدة اي موجة قادمة، ومتوقعا في الوقت ذاته ان لا يكون هناك زيادة في عدد الحالات بأعداد كبيرة خلال الشهرين القادمين، لكن هذا كله لا ينفي اننا لسنا بعيدين عن المتحور دلتا والذي بدأ يتسارع انتشا?ه في العالم.
ودعا جميع المواطنين الى الابتعاد عن التجمعات الكبيرة، كونها مصدر الانتكاسات في الدول، سواء الدينية منها او الرياضية او الاجتماعية من مناسبات افراح واتراح، لافتا الى ان المتحور دلتا يصيب الفئات العمرية المختلفة، وليس محصورا بكبار السن، وعليه فإننا ما زلنا بحاجة ماسة للتقيد بإجراءات السلامة العامة، للحد من انتشار الوباء، والتخفيف من تداعياته.(الرأي)