يحمي النبات ويزيد إنتاجيته بـقراءات دقيقة
صمم مهندس التكنولوجيا الزراعية الشاب محمد زيناتي جهازا أطلق عليه اسم «سمارت جرين» يقدم حلولا لإدارة أنظمة الري ورفع كفاءتها، إذ يؤمّن المياه والمغذيات للنبات بالكمية الضرورية والوقت المناسب بما يخفض استهلاك المياه.

وأسّس زيناتي شركة تحمل اسم الجهاز «سمارت جرين لحلول التكنولوجيا الزراعية»، تُعنى بـ«الزراعات الرقمية» لتحويل الأنظمة التقليدية في هذا القطاع إلى حديثة من خلال تكنولوجيا الثورة الصناعية الرابعة، حيث جرى تطوير الجهاز من قِبل فريق من الشباب، يتكون من مهندسين زراعيين وفريق تحكم ومختصي إنترنت الأشياء وخبراء في التسويق.

وأوضح زيناتي في حديث لـه، أن الجهاز يحمي النبات ويزيد إنتاجيته، من خلال تقديم الكمية المناسبة من الماء، مؤكداً أن نظام الري والتسميد الخاص به يرفع كفاءة أنظمة الري لغاية 20 %، ما يساعد على زيادة نسبة توفير استهلاك المياه 30% في النظام المفتوح للشجريات و70% في النظام المغلق للبيوت البلاستيكية.

واشار الى أن الجهاز يرسل تنبيهات للمزارع بقراءات دقيقة لنسب واحتياجات المحاصيل.، ويساعد هذا النظام المزارع على جدولة مواعيد الري، ما يحسن الإنتاجية بالحصول على محاصيل بجودة أفضل وتخفيف الأعباء المالية على المزارع وتشجيعه على استثمار أرضه من جديد».

وقال: يركز النظام على مبدأ تحويل منظومة الري من تقليدية إلى أوتوماتيكية من خلال استخدام التكنولوجيا الحديثة «إنترنت الأشياء”بقراءة احتياجات النبات بشكل دقيق وجدولة مواعيد الري، حيث يوجد في النظام مجس لاستشعار الجذور و هو قيمة مضافة له ليساعد بقراءة النسب على عمق 40 سم و60 سم من الجذر ليتم تزويد المزارع بقراءة دقيقة للنبات ومراقبة التغيرات.

وجرى تجربة النموذج الأولي للنظام على مزرعة بالمفرق تبلغ مساحتها 200 دونم، وهي من المزارع التي فيها المشمش والعنب بمختلف أصنافه.

ويوضح زيناتي أن البرامج تختلف لكل مزرعة عن الأخرى بحيث تتناسب مع نوعية المزروعات، مبين أن من ميزات الجهاز أنه «يمكن تركيبه على نفس شبكة الري الموجودة في المزرعة».

ولفت إلى أن هناك شركات عالمية تصنع مثيلا لهذا الجهاز، لكن «أسعارها ضعف الجهاز الذي صنعناه». كما أنه جرى تطوير الجهاز ليتناسب مع السوقين الأردني والعربي، مشيرا الى إلى أن أبرز التحديات التي تواجه القطاع الزراعي اليوم هي التحدي المائي بسبب شح الأمطار وندرة مصادر المياه وبخاصة المتجددة منها.

هذا ويعتمد المزارعون في الأردن بشكل أساسي على المياه الجوفية وهي غير متجددة كما ينبغي، وسنوياً يقل منسوب المياه الجوفية بمعدل 8م وإذا استمر الحال على هذه الوتيرة «ستنضب المياه الجوفية خلال 15 سنة»، بالإضافة لانخفاض كفاءة شبكات الري بين 50 – 60 بالمئة ما يزيد استهلاك المياه.

يشار الى ان المشروع حصل على المركز الاول في برنامج «wash program» التابع لليونيسيف وعرض المشروع في مركز الإبداع التابع لليونيسيف في بروكسل.(الرأي)