رصد برنامج عين على القدس الذي بثه التلفزيون الأردني ، اعتداءات المتطرفين اليهود على الأحياء المقدسية، بمساعدة شرطة الاحتلال، إضافة إلى الإرهاب الذي يمارسه المستوطنون ضد المقدسيين في الشوارع وداخل بيتوهم.
ووثق البرنامج في تقريره المصور في القدس، جانبا من هذه الاعتداءات، من خلال مشاهد لاعتداء مستوطن يميني متطرف على شاب فلسطيني من حي الشيخ جراح، ومن ثم قام الشرطي بضرب الشاب بشكل وحشي.
وفي زاوية أخرى من الحي المستهدف، وثقت كاميرا البرنامج قيام مستوطنين بمهاجمة السكان والاعتداء عليهم، فيما وصفه التقرير بانه مشهد يجسد عمليا “حكاية هذا الحي المقدسي في الأيام والأسابيع الأخيرة.
كما عرض التقرير شهادة لأحد سكان الحي الذين تم الاعتداء عليهم وهو المقدسي جاد حماد، حيث قال إن المستوطنين المتطرفين قاموا بالهجوم على الحي بحماية الشرطة الصهيونية والاعتداء عليه ورشه بالغاز، مشيرا الى أن الجنود بعد ذلك حاولوا اعتقاله.
وأشار التقرير إلى أن سكان الحي يعتبرون هذه الاعتداءات خطيرة جدا، لأن الجماعات اليهودية المتطرفة من المستوطنين تدخل الحي خصيصا للاعتداء على الفلسطينيين ومحاولة إحراق بيوتهم، كما أظهرت مقاطع الفيديو وشهادات الشهود العيان، ورمي الفلسطينيين بالحجارة، وإطلاق الجنود القنابل المسيلة للدموع عليهم. بحسب شهادة إحدى السيدات من سكان الحي، فيما أكدت مقدسية أخرى أنهم تعرضوا للتهديد باقتحام بيوتهم وإحراقها.
وأوضح التقرير أن إحضار المستوطنين “الأشد تطرفا” للاعتداء على السكان الفلسطينيين امام شرطة الاحتلال “ليس عبثياً”، اذ يعيد الى الأذهان تجربة شارع الشهداء في الخليل، الذي أصبح شبه خالٍ من السكان الفلسطينيين جراء اعتداءات المستوطنين، لافتا إلى أن سكان الأحياء المقدسية يجمعون على أن كل هذا يحدث بشكل موازٍ للدعم القضائي للمستوطنين من أجل الاستيلاء على الأحياء العربية من خلال العنف والترهيب والخوف.
الصحفي والمحلل السياسي المقدسي ماهر علمي، أرجأ بدوره سبب هذه الاعتداءات إلى محاولة تنفيذ مخطط تهجير السكان بالقوة عن طريق إرهاب السكان وتخويفهم.
والتقى البرنامج الذي يقدمه الإعلامي جرير مرقة، عبر اتصال فيديو بالمقدسية سهاد عبداللطيف، التي تعرضت مع عائلتها إلى إرهاب المستوطنين، حيث أكدت بأن المستوطنين في حي الشيخ جراح وباقي الأحياء في نطاق مدينة القدس ومختلف المناطق الفلسطينية، يمارسون الدور الذي تم على أساسه تأسيس هذه “العصابات”، وهو إرهاب الشعب الفلسطيني وتخويفه، وأنه في اللحظة التي تم بها إخلاء مجموعة من منازل حي الشيخ جراح من ساكنيها، تم استبدالهم بمجموعة من المستوطنين بهدف الاعتداء على الفلسطينيين وتهديدهم يوميا والضغط عليهم ليرحلوا من منازلهم والتنازل عن حقهم في تحرير مدينة القدس.
وأشارت إلى أن هذا الأمر يتم من خلال برنامج معلن من قبل الحكومة الصهيونية ومصادق عليه من قبل الكنيست، اذ صادق سابقا على الكثير من البرامج المرتبطة بدور المستوطنين بالاستيلاء على المزيد من الاراضي الفلسطينية، اضافة إلى دورهم في ترهيب الشعب الفلسطيني.
ولفتت إلى أن هؤلاء المستوطنين مسلحون بالرشاشات والمسدسات وقنابل الغاز وكافة أنواع الأسلحة، مؤكدة انهم يستخدمونها بشكل فعلي ضد الفلسطينيين العُزل الذين قُتل العديد منهم على أيدي المستوطنين.
وأشارت عبداللطيف إلى أن سكان حي الشيخ جراح قاموا بمواجهة المخطط الصهيوني بالاستيلاء على الحي من خلال عدد من الإجراءات، بدأت باتخاذ القرار ” بأنهم لن يرحلوا من بيوتهم” مهما كانت الضغوط التي تُمارس عليهم ومهما كانت الاعتداءات التي سيتعرضون لها سواء من المستوطنون أو من جيش الاحتلال وحكومتهم.
وأضافت بأنه في الآونة الأخيرة قامت مجموعة من شباب وشابات الحي باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي، لفضح الانتهاكات التي يواجهها الحي من خلال توثيق فيديوهات الاعتداءات وبثها عبر وسائل الإعلام المختلفة لإيصالها إلى العالم، ما أسقط بشكل عملي رواية الاحتلال وفضحها على أرض الواقع، وأثبت أن ما يحدث هو اعتداء على مدنيين عزل وتهجير قسري.
واستشهدت على ذلك باعتراف رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو، بأنه “يواجه ضغوطا حثيثة لتنفيذ وصولهم إلى بناء الهيكل”، ما يعني هدم المسجد الأقصى المبارك، والذي لن يتم إلا بالسيطرة على الأحياء المحيطة به مثل حي الشيخ جراح وسلوان.
وعن التفاعل الدولي مع قضية حي الشيخ جراح، قالت عبداللطيف إن الحملة التي أطلقها شباب الحي أدت إلى تفاعل بعض المنظمات الدولية مع حقوق سكانه، مشيرة إلى أن الأونروا استجابت لمطالبات أهل الحي بإبراز وثائق تثبت أن المنازل التي حصلوا عليها كانت وفق اتفاقية مبرمة مع الحكومة الأردنية.
وأكدت وجود العديد من التحركات لرفع قضية الشيخ جراح لتبقى محورا أساسياً على المستوى الدولي لإدانة دولة الاحتلال وتجريمها، ما تخاف منه الكيان حالياً وتحاول تجاوزه بكل الوسائل.