63% من الطالبات في الجامعات الأردنية لمرحلة البكالوريس يدرسن 4 تخصصات مشبعة أو شبه مشبعة
لا بد من توجيه الإناث لتخصصات تتناسب ومتطلبات سوق العمل
هنالك خلل بحاجة الى معالجة سريعة لضمان إستجابة التعليم لمتطلبات سوق العمل خاصة للإناث
تضامن : التخصص إختيار والتوجيه قرار… 166 ألف طالبة في الجامعات الأردنية وبنسبة 55.6% للعام 2019-2020
أكد التقرير الاحصائي السنوي لعام 2020 والصادر عن دائرة الإحصاءات العامة على أن العدد الإجمالي للطلبة الملتحقين في الجامعات الأردنية بمستوى البكالوريس للعام الجامعي 2019/2020 بلغ 298819 طالباً وطالبة، شكلت الإناث ما نسبته 55.6% وبعدد 166087 طالبة، منهن 126459 طالبة في الجامعات الحكومية و 33163 طالبة في الجامعات الخاصة و 1768 طالبة في الجامعات الإقليمية، و 4611 طالبة في الجامعات ذات القانون الخاص.
وتشير جمعية معهد تضامن النساء الأردني “تضامن” الى أن للطالبات الحرية المطلقة في إختيار التخصصات التي يرغبن بدراستها ولكن هذا الإختيار مرتبط إرتباطاً مباشراً بالتوجيه على المستويات الرسمية، وهو التوجيه الواعي القادر على إتخاذ القرارات ذات الطبيعة الاقتصادية والتنموية، والمناسبة من أجل ضمان تلبية إحتياجات سوق العمل وربط هذه الإحتياجات بفتح و/أو الحد من الشٌعب في تخصصات بعينها والتي لم يعد سوق العمل يستقبلها أو بحاجة لها. وأصبح من الضرورة بمكان إعادة النظر في الاستراتيجيات التعليمية والتشغيلية وكل الاستراتيجيات المتأثرة والمؤثرة فيهما.
63% من الطالبات الملتحقات في الجامعات الأردنية يدرسن تخصصات مشبعة أو شبه مشبعة
إلا أن إقبال الإناث لا زال يرتبط بشكل كبير بالتخصصات المشبعة في سوق العمل، ومنها على سبيل المثال تخصص الصحة هنالك 36604 طالبة (22% من مجموع الطالبات الملتحقات)، وتخصص الدراسات الإنسانية هنالك 30042 (18.1% من مجموع الطالبات الملتحقات)، وفي تخصص التجارة وادارة الأعمال والادارة هنالك 20064 طالبة (12.1% من مجموع الطالبات الملتحقات)، وفي تخصص العلوم التربوية وإعداد المعلمين هنالك 17820 طالبة (10.7% من مجموع الطالبات الملتحقات). وعليه فإن 62.9% من الطالبات الملتحقات في الجامعات الأردنية يدرسن في أربع تخصصات فقط (104530 طالبة)، وهي تخصصات مشبعة أو شبه مشبعة وتعاني اللاتي تخرجن منها من بطالة في سوق العمل.
الربع الأول من 2021… 130 ألف امرأة تعاني من البطالة و 14 ألف امرأة دخلن سوق العمل
كما أظهر تقرير الربع الأول من عام 2021 حول معدل البطالة في الأردن والصادر عن دائرة الإحصاءات العامة الى ارتفاع نسبة البطالة بمقدار 0.3% مقارنة مع الربع الرابع لعام 2020، وارتفعت البطالة بين الذكور بمقدار 1.6% إلا أنها انخفضت بين الإناث، كما ارتفعت قوة العمل بين الإناث وانضمت حوالي 14 ألف امرأة الى سوق العمل.
وتشير “تضامن” الى أن نسب البطالة في الأردن للربع الأول من عام 2021 (كانون ثاني / شباط / آذار) شهدت انخفاضاً بين الإناث (4.3%) لتصل الى 28.5% (24.2% للذكور و 25% لكلا الجنسين)، مقارنة مع الربع الرابع من عام 2020 البالغ 32.8% للإناث (22.6% للذكور و 24.7% لكلا الجنسين)، وبلغت نسبة قوة العمل بين النساء الأردنيات 14% خلال الربع الأول من عام 2021 مقابل 13.7% خلال الربع الرابع من عام 2020 وشكلت تحسناً بمقدار 0.3%.
هذا وبلغ عدد السكان المقدر في الأردن بنهاية عام 2020 بلغ 10.806 مليون نسمة منهم 5.084 مليون أنثى و 5.722 مليون ذكر. فيما وصل عدد الإناث في الأردن اللاتي أعمارهن 15 عاماً فأكثر 3.276 مليون نسمة. وبناءاً على ذلك فإن قوة العمل من النساء (النشيطات اقتصادياً) تبلغ 458640 امرأة تعاني 130712 إمرأة منهن من البطالة، فيما انضمت الى سوق العمل خلال الربع الأول من عام 2021 حوالي 13759 امرأة (أصبحن نشيطات اقتصادياً).
كان للظروف الصعبة التي نشأت ولا تزال بسبب جائحة كورونا التي إجتاحت العالم منذ بداية 2020، آثار سلبية كبيرة على العاملين والعاملات بشكل عام وعلى العاملين والعاملات في القطاع غير المنظم وعمال وعاملات المياومة بشكل خاص، كما أثرت على العديد من الشركات الصغيرة ومتوسطة الحجم، مما أدى الى فقدان الوظائف وتعطل النشاط الاقتصادي كلياً أو جزئياً بسبب الإجراءات الإحترازية التي إتخذها الأردن وبدأ في تخفيفها تدريجياً.
كما وصلت نسبة المتعطلات عن العمل واللاتي يحملن شهادة البكالوريس الى 79.6% مقابل 25.1% من المتعطلين الذكور الذين يحملون شهادة البكالوريس. وسجلت معدلات البطالة بين فئة الشباب مستويات مرتفعة حيث بلغت 61.5% للفئة العمرية 15-19 عاماً، و 45.7% للفئة العمرية 20-24 عاماً.
وتضيف “تضامن” بأن من بين كل 100 إمرأة في الأردن فوق 15 عاماً… 86 امرأة غير نشيطة اقتصادياً و 10 نساء عاملات و 4 نساء يعانين من البطالة.
لا بد من توجيه الإناث لتخصصات تتناسب ومتطلبات سوق العمل
إن ارتفاع معدلات البطالة بين الأردنيات المتعلمات واللاتي يحملن شهادة البكالوريس فإعلى، تعتبر دليلاً ومؤشراً هاماً على وجود خلل جسيم في رفد سوق العمل بتخصصات هو بأمس الحاجة لها، ووجود تخصصات أخرى متخمة وتعاني من ارتفاع حاد في معدلات البطالة.
وتجد “تضامن” من الضرورة بمكان، العمل وبشكل سريع على معالجة هذا الخلل من خلال الترويج للتخصصات المطلوبة ودون إغلاق لأي من التخصصات الأخرى، مع التأكيد على أهمية تطوير سوق العمل لإستيعاب مختلف التخصصات، فلكل أردنية طاقات وإبداعات في مجالات معينة، كما أن لها الحرية الكاملة في تحديد إختيارتها العلمية.