يؤكد سياسيون بأن لقاء جلالة الملك عبدالله الثاني مع الرئيس الاميركي جو بايدن في التاسع عشر من الشهر الحالي سيكون لقاءً مختلفا في الظرف والوقت والاهمية والنتائج، اللقاء سيشكل مفصلا في دفع التغيرات التي طرأت على السياسة الاميركية بعد دخول بايدن الى البيت الابيض وخاصة على صعيد القضية الفلسطينية التي تشهد تطورات عميقة بعد العدوان الصهيوني على غزة.

الرئيس الاميركي قدم مقاربة مختلفة كليا فيما يخص القضية الفلسطينية عن سياسة سلفه (دونالد ترمب) التي شكلت صفقة القرن التي وقف الاردن وفلسطين بقوة ضدها.

لقاء الملك مع بايدن يكتسب اهمية استراتيجية، ذلك لانه اول لقاء يعقده الرئيس الاميركي مع زعيم دولة عربية، وهو ايضا يأتي عقب العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة، وما احدثته من تطورات على الساحة الدولية والاميركية على وجه الخصوص، اضافة الى ان اللقاء يأتي في ظل التغيرات داخل الحزب الديمقراطي الاميركي تجاه القضية الفلسطينية وخاصة صعود تيار (السيناتور بيرني ساندرز) ورشيدة طليب والهان عمر، التيار الذي يطالب بوقف الدعم الاميركي اللامحدود الى اسرائيل واعادة احياء حل الدولتين كسبيل وحيد لانهاء الصراع العربي الاسرائيلي.

وحسب رئيس الوزراء الاسبق طاهر المصري فان «لقاء الملك له دلالات سياسية مهمة اولها، ان الاردن له اهمية وثقل في المنطقة على الرغم من ضعف الموارد والامكانات، وثانيها ان هناك تأكيداً من الادارة الاميركية الجديدة ان الاردن لا يزال يتمتع بمصداقية وله اهمية سياسية استراتيجية بل هو موضع ثقة من دول العالم، لذلك كما يتابع المصري انه يجب ان يبقى مستقرا وقويا وهذا بالمفاهيم السياسية والدبلوماسية ومعايير الدول العظمى مهمة جدا بل ان جميع الدول تسعى لان تكون كذلك».

وقال المصري «علاقات الاردن مع الولايات المتحدة دائما متينة ونادرا ما مرت بازمات حقيقية لكنها مع الرئيس ترمب مرت بازمة شديدة ووقف الملك موقف شجاع وجريء برفض صفقة القرن واثبتنا ان الموضوع الفلسطيني والقدس هما اساسيان في سياساتنا ودبلوماسيتنا.

واضاف ان «الزيارة ستؤكد ضرورة الاسراع في حل القضية الفلسطينية بناء على (حل الدولتين)، كما ستؤدي الى تعزيز الخيارات الجديدة لادارة بايدن فيما يتعلق بالعلاقة مع الفلسطينيين ورفض الاستيطان».

ويشير المصري الى ان الموقف الاردني والسياسة الاردنية هي التي سوف تساهم في دفع القضية الفلسطينية الى الامام.

اما نائب رئيس الوزراء الاسبق الدكتور ممدوح العبادي، فتحدث عن «الدلالة السياسية واهمية ان الملك هو اول رئيس عربي واسلامي يزور اميركا ويلتقي مع بايدن الذي قدم برنامجا انتخابيا متعلقاً بحل الدولتين وعدم الاعتراف بالمستوطنات وايجاد حلول سياسية لمشاكل المنطقة والعالم بعيدا عن سياسة التهديد التي انتهجها ترمب».

ويرى العبادي ان «الملك سيدفع باتجاه ان تتبنى الادارة الاميركية مواقف مختلفة عن ادارة ترمب فيما يخص مسار حل الدولتين ووقف بناء المستوطنات».

ويشير العبادي الى «العلاقات الثنائية الاميركية الاردنية والتي تتطلب دعما ماليا للاردن خاصة في ظل الاوضاع الاقتصادية التي يمر بها الاردن بسبب كورونا والتطورات في المنطقة».

ويرى العبادي اهمية «السير بالاصلاحات السياسية وتعزيز منظومة الشفافية اضافة الى الاصلاحات الاقتصادية».

لقاء الملك مع بايدن سيتناول العديد من الملفات ابرزها القضية الفلسطينية والعلاقات الثنائية بين البلدين وعلى رأسها الاوضاع الاقتصادية في الاردن وما سببته جائحة «كورونا» من ازمات اقتصادية، كما لن تغيب قضايا المنطقة عن اللقاء سواء العربية او الاقليمية خاصة في ضوء اعلان الادارة الاميركية بانها ستنتهج الحلول السياسية في التعامل مع الازمات في المنطقة والعالم.

الرأي