باشرت شركة تعدين اليورانيوم الأردنية منذ مطلع العام الحالي بتشغيل مصنعها الريادي لاستخلاص الكعكة الصفراء من خامات اليورانيوم، بحسب رئيس هيئة الطاقة الذرية الأردنية الدكتور خالد طوقان.
وإلى جانب استكشاف اليورانيوم وسط المملكة يتكون البرنامج أيضا من مشروع المفاعل النووي الأردني للبحوث والتدريب الذي دخل الخدمة عام 2016، ومشروع محطة الطاقة النووية لإنتاج الكهرباء وتحلية مياه البحر ويستمر العمل فيهما حالياً.
وأكد طوقان أن مشروع استكشاف اليورانيوم وتعدينه في الأردن قطع شوطاً كبيراً منذ بدء العمل به، مضيفا ان المشروع يدار من قبل خبراء ومتخصصين أردنيين مدربين بكفاءة عالية.
وأشار الى أن مركز السنكرترون بدأ استقبال الباحثين الدوليين لإجراء ابحاثهم العلمية منذ عام 2018 باستخدام ضوء السنكرترون.
وبين طوقان أن هيئة الطاقة حققت منذ انشائها إنجازات عديدة في كل مشاريعها المخصصة للأغراض العلمية والبحثية والطبية والتدريبية وحرصت على اختيار أفضل ما توصل إليه العلم والتكنولوجيا في آليات عملها وإدارة المنشآت النووية.
وأكد بأن كل هذه الانجازات العلمية تعد من ضمن المنجزات الحضارية في مطلع المئوية الثانية للدولة الأردنية والتي تحققت بفضل دعم جلالة الملك عبد الله الثاني في الارتقاء بالمنجزات الوطنية على الصعد كافة.
وعلى صعيد متصل، أوضح مدير عام شركة تعدين اليورانيوم الدكتور محمد الشناق، بأن الشركة أسست عام 2013 بهدف التنقيب والتعدين واستغلال المواد النووية مثل اليورانيوم والثوريوم، أو أي معادن مشعة أخرى والعناصر المصاحبة الموجودة في الخامات الطبيعية كالزركونيوم والفاناديوم في الأردن.
وأضاف” ولتحقيق هذه الغاية واصلت الشركة أعمالها في تطوير مشروع اليورانيوم في وسط الأردن محققة نتائج هامة وقيمة تتعلق بالاستكشاف الجيولوجي وتقدير موارد خامات اليورانيوم في المنطقة واستخلاص اليورانيوم (الكعكة الصفراء) من الخامات الكربونية بكفاءة عالية”.
وقال الشناق: إن الشركة تعمل على تكثيف الأعمال الجيولوجية في منطقة امتياز المشروع لتحديد كميات اليورانيوم فيها، إضافة إلى زيادة درجة الموثوقية للكميات المستكشفة، وذلك حسب المتطلبات العالمية المعمول بها لتحديد الكميات في مثل هذه المشاريع طبقاً لنظام JORC العالمي.
واضاف انه الشركة حفرت ما يزيد على 9 آلاف خندق وجمعت نحو مئة ألف عينة جيوكيميائية لغايات التحليل المخبري، حيث أفضى هذا الجهد إلى إصدار تقرير المرحلة الثالثة من تقديرات مخزونات اليورانيوم في منطقة وسط الأردن، والتي قدرت بما يزيد على 41 الف طن من أكسيد اليورانيوم.
وفيما يتعلق بدراسات استخلاص اليورانيوم اوضح الشناق ان الشركة واصلت أعمالها محققة نتائج هامة على المحاور الهندسية الخاصة بتصميم العملية الصناعية لاستخلاص أكسيد اليورانيوم (الكعكة الصفراء)، ففي عام 2015 أنتجت بضعة مئات من الغرامات من الكعكة الصفراء مخبرياً من خامات اليورانيوم الكربونية السطحية في مختبرات هيئة الطاقة الذرية، تلاها إنتاج أول كيلوغرام من الكعكة الصفراء في الموقع الميداني للشركة في سواقة، وفقاً لمنهجية بحثية عملية طورتها الشركة محلياً عام 2016.
وبين أن الشركة قد شرعت بعد ذلك بتصميم وتركيب مصنع ريادي لإنتاج الكعكة الصفراء منذ العام الماضي وتمكنت من تشغيل خط تكتيل الخام بعقول وسواعد اردنية رغم الظروف الاستثنائية التي يمر بها العالم والوطن بسبب جائحة فيروس كورونا المستجد. ولفت إلى ان تشغيل المصنع التجريبي أسفر عن تعبئة أحد الصناديق الاسمنتية التابعة له بحوالي 70 طنا من الخام الناتج عن خط التكتيل لاستخلاص اليورانيوم باستخدام المحاليل الكيميائية المناسبة ولمدة أستمرت عدة أشهر.
وأكد الشناق أن الشركة تمكنت خلال الاشهر القليلة الماضية من تشغيل اعمدة التبادل الايوني المتطورة وتشغيل معظم وحدات تنقية وترسيب الكعكة الصفراء التابعة للمصنع الريادي، لافتا إلى أن النتائج الاولية بينت نجاح عمل تلك الوحدات بكفاءة عالية.
وأشار الى أن الشركة تعكف حاليا على إعداد الاعمال الهندسية الضرورية لربط جميع اجزاء المصنع لإدخاله كلياً حيز الخدمة بما يمكنها من انتاج عشرات الكيلوغرامات من الكعكة الصفراء والحصول على البيانات والقياسات الضرورية لاستكمال التصاميم الهندسية التفصيلية للمستوى التجاري.
وقال إن مختبرات الشركة حللت خلال الأشهر الستة الاخيرة ما يقارب من 8 آلاف عينة خاصة بأعمال الاستكشاف ومصنع استخلاص اليورانيوم، دعماً للدراسات البحثية في الجامعات الاردنية، مشددا على أن هذه المختبرات تشكل قيمةً إضافية لمشروع اليورانيوم وغيره من مشاريع التعدين الوطنية.
و بما يخص تطوير و تدريب الكوادر البشرية، اكد الشناق أن الشركة أعدت محاور تدريبية متخصصة تعنى بمجالات: استكشاف اليورانيوم، وعمليات الاستخلاص، والتحاليل الفيزيائية والكيميائية، و دراسات حفظ البيئة، وتحليل البيانات.
وأشار إلى أنه تم تدريب ما يزيد على 100 متدرب من النقابات المهنية، والجامعات الأردنية، ومدينة الملك عبد الله للطاقة الذرية والمتجددة في المملكة العربية السعودية، ضمن برامج تدريبية محددة.
(بترا)