تشهد سماء الأردن والعالم العربي، أيام 11 و12 و13 آب/أغسطس الحالي، حدثا فلكيا مثيرا، يتمثل بمشاهدة حوالي مئة شهاب في الساعة الواحدة، من شهب (البرشاويات) وهي من أكثر الزخات الشهابية كثافة خلال العام.
وقال الفلكي عماد مجاهد، الاثنين، إن رصد الشهب سيكون متاحا للجميع، وستشاهد بالعين المجردة وبكل وضوح، من دون حاجة لتلسكوب أو أدوات الرصد الأخرى، حيث ستكون كالألعاب النارية في السماء.
وأشار إلى أنه يفضل رصدها في الأماكن المظلمة البعيدة عن الإنارة، كمنطقة وادي رم جنوب المملكة، والتي تعتبر من أفضل المناطق لرصدها، حيث ستظهر الشهب بشكل أكثر إثارة وجمالا.
وأضاف مجاهد أن الذرات الترابية عندما تقترب من الكرة الأرضية فإنها تدخل الغلاف الغازي الأرضي بسرعة عالية جدا، تصل إلى 70 كيلومترا في الثانية الواحدة بالمعدل، ونتيجة لهذه السرعة العالية فإن ذرات التراب تحتك بالغلاف الغازي الأرضي، وهذا يؤدي إلى توليد حرارة عالية فتتوهج وتظهر على شكل أسهم نارية لامعة لبرهة من الزمن ثم تنطفئ.
وحول تأثيرها على سطح الأرض، أوضح أن الشهب تبدأ بالاحتراق على ارتفاع 120 كيلو مترا عن سطح الأرض، ثم تحترق وتتحول إلى رماد على ارتفاع 60 كيلو مترا، لذلك فالشهب لا تصل سطح الكرة الأرضية إلا في حالات نادرة، وإذا ما وصل منها شيء فهي ليست سوى ذرات صغيرة جدا لا يشعر بها أحد.
وحول مصدر الشهب، بين مجاهد أن المذنب (سويفت – تتل) هو مصدر شهب البرشاويات، حيث اكتشف الفلكيون أنه يترك نهرا من الغبار حول الشمس أثناء اقترابه منها، وذلك كل 130 عاما تقريبا، فضلا عن أن الأرض تعبر هذا النهر الغباري، يوم 13 آب من كل عام، لذلك تظهر الشهب بكثافة بهذه الفترة.
ولفت إلى أن بعض الجهات السياحية تحضر لتنظيم مخيم فلكي في منطقة وادي رم، لرصد شهب البرشاويات والكواكب السيارة الجميلة التي تشاهد بالسماء من خلال التلسكوب، حيث يشاهد قرص كوكب المشتري وأقماره، ورؤية كوكب زحل وحلقاته، إضافة لرصد مجرة درب التبانة.