لم يسعف موسم عيد الأضحى المبارك وعودة النشاط الاقتصادي لقطاعات عديدة، تجار الألبسة والأحذية من تجاوز تبعات جائحة كورونا على مبيعاتهم التي تراجعت لمستويات غير مسبوقة.
وأكد تجار لوكالة الأنباء الأردنية (بترا)، اليوم الاثنين، إن الجائحة ما زالت تشكل عبئا كبيرا على قطاع الألبسة والأحذية، وسط الزيادة في كلف التشغيل، مشيرين إلى أنهم واجهوا العديد من الصعوبات، أبرزها زيادة كلف التشغيل وتوجه المواطنين للتسوق الإلكتروني.
وقال مدير احد المحال بمدينة الزرقاء عبدالله الحسين، إن تجارة الألبسة والأحذية شهدت حركة متوسطة خلال موسم عيد الأضحى المبارك، مشيرا إلى أن تحسن المبيعات لا تكفي لسداد التزاماتهم المالية المتراكمة، وبخاصة خلال فترة جائحة كورونا.
وقال تاجر الألبسة محمود العتوم ” بالرغم من تخفيف الإجراءات للوقاية من فيروس كورونا، وانتعاش النشاط في الأسواق خلال الفترة الأخيرة، إلا أن السوق المحلية، لم تتعافَ من تبعات الجائحة”، مبينا أن مبيعاته ارتفعت خلال فترة عيد الأضحى خاصة بعد صرف الرواتب.
وأشار إلى أن موسمي العيد والعودة للمدارس، يسهمان في تنشيط الحركة التجارية. وقال التاجر معاذ المرازيق “إن تجارة الألبسة والأحذية انتعشت خلال الفترة الأخيرة، رغم تأثرها بتداعيات الجائحة، مبينا أن تقليص ساعات الحظر، وعودة القطاعات الاقتصادية لممارسة أعمالها منح المواطنين حرية أكبر بعملية التسوق ما أثر على نشاط السوق. وعبّر عبد الله مروان، وهو تاجر ألبسة بمدينة اربد ، عن ارتياحه لحركة المبيعات خلال فترة عيد الأضحى، والتي تزامنت مع تخفيف قيود الحركة، ما شجع المواطنين على شراء مستلزماتهم الأساسية والثانوية، مشيرا إلى بعض التبعات التي راكمتها الجائحة على القطاع.
وأشار رياض عقرباوي، وهو مسؤول باحد المحال بمدينة الزرقاء، إلى وجود اقبال ضعيف من المواطنين على شراء الألبسة والأحذية، لافتا إلى أن الجائحة اسهمت بارتفاع تكاليف التشغيل لدى المنشآت التجارية.
وقال تاجر الألبسة عبد الله عضيبات “إن السوق المحلية شهدت ارتفاعاً ملحوظاً في حركة البيع والشراء عموماً، خاصة في محلات الملابس، بفضل موسمي العيد والعودة إلى المدارس، اللذين عوضا جزءاً من الخسائر الناجمة عن الإغلاقات التي فرضتها الجائحة”.
وأكد نقيب تجار الألبسة والأقمشة والأحذية منير ديه، من جانبه، أن نشاط القطاع في فترة العيد طغت عليه ملامح الركود وقلة الطلب مقارنة بالأعوام السابقة، مضيفا أن التجار ينتظرون مواسم مهمة كموسم الأفراح والعودة للمدارس لتعويض ما خسروه في العام الماضي بسبب تحويل التعليم الوجاهي إلى إلكتروني، مما نتج عنه تكدس البضائع وتراكمها في المستودعات التي وصلت قيمتها إلى أكثر من 50 مليون دينار .
وأشار إلى أن التجار بدأوا الاستعداد لشراء النواقص تحضيرا لبدء العام الدراسي الجديد، لافتا إلى بعض الصعوبات التي يواجهها قطاع الألبسة والأحذية، أبرزها زيادة أجور الشحن وإغلاق خطوط الطيران أمام التجار باتجاه بعض الدول التي تعد المورد الأكبر للأردن كالصين.
وأوضح ديه إن مستوردات المملكة من الألبسة والأحذية بلغت خلال النصف الأول من العام الحالي 90 مليون دينار، مقابل 130 مليون دينار خلال الأعوام القليلة الماضية.
وتأتي غالبية مستوردات الأردن من الألبسة والأحذية من تركيا والصين إلى جانب بعض الدول العربية والأوروبية والآسيوية، ويشغل قطاع الألبسة والأحذية والأقمشة 56 ألف عامل، غالبيتهم من الأيدي العاملة الأردنية، يعملون في أكثر من 11 ألف منشأة تعمل بمختلف مناطق المملكة. ويوجد 180 علامة تجارية عالمية من الألبسة والأحذية تستثمر بالسوق المحلية.