قال السفير السنغافوري المعتمد لدى الأردن شامشير زمان إن رسالة جلالة الملك عبدالله الثاني الثاقبة حول التعايش والتسامح الديني تعكس صورة الإسلام المعتدل التي يجب أن تكون نبراسا نهتدي بها.
واضاف بمناسبة العيد الوطني لسنغافورة الذي يصادف، الاثنين، إن العلاقات الثنائية بين البلدين ممتازة وطويلة الأمد، يدعمها ويرعاها مصيرنا المشترك كدول صغيرة متعددة ومتنوعة الثقافات ذات موارد طبيعية محدودة، مشيرا إلى أن الأردن كان من بين أربع دول شاركت في رعاية طلب سنغافورة للانضمام إلى الأمم المتحدة بعد استقلالها عام 1965.
وقال “تشرفنا بالترحيب بجلالة الملك عبد الله الثاني بسنغافورة في حزيران 2019 في ثالث زيارة دولة له، حيث ألقى جلالته الكلمة الرئيسة في المؤتمر الدولي الافتتاحي للمجتمعات المتماسكة، وانضمت الرئيسة حليمة يعقوب أخيرا، إلى احتفالات الأردن المئوية من خلال تسجيل رسالة فيديو للتهنئة بهذه المناسبة.
وبين أن حجم التبادل التجاري بين البلدين بلغ العالم الماضي 134 مليون دولار، لافتا إلى اهتمام الشركات السنغافورية بقطاعات المنسوجات والمواد الكيميائية الأردنية.
واوضح أن الأردن أول دولة في الشرق الأوسط وقعت معها سنغافورة اتفاقية التجارة الحرة في عام 2004، كما وقع البلدان اتفاقية تجنب الازدواج الضريبي الشهر الماضي، مؤكدا اهمية هذه الاتفاقيات لنمو التجارة الثنائية والتدفقات الاقتصادية لأنها تسمح بوصول أكبر إلى الأسواق وتقلل الحواجز أمام الاستثمار عبر الحدود للشركات في الأردن وسنغافورة.
واشاد بالشراكة العميقة بين البلدين من خلال هذه الاتفاقيات الاقتصادية ما توفر وسيلة يمكن من خلالها لشركاتنا توسيع نطاق وصولها إلى أسواق بعضها البعض، وكذلك من خلال مناطق الآسيان والشرق الأوسط.
واشار إلى وجود محادثات بين مجلس التنمية الاقتصادية السنغافوري ولجنة الاستثمار الأردنية حول تسهيل العلاقات التجارية والتعاون، وهناك العديد من الشركات السنغافورية في الأردن، وخصوصا في قطاعي النسيج والتكنولوجيا، ويلتزم الجانبان بعلاقات اقتصادية أوثق مع بعضهما البعض.
وبين أن الجانبين وقعا مذكرة تفاهم لإدارة الموارد المائية لتسهيل تبادل الآراء والخبرات في هذا المجال، ولاسيما في ظل معاناة الطرفين من شح المياه وتغير المناخ.
واكد أن الأردن وجهة للطلاب السنغافوريين لمواصلة دراستهم، ويبلغ عددهم نحو 90 طالبًا في الجامعات الأردنية يدرسون الفقه الإسلامي واللغة العربية ويساعد وجودهم على توسيع فهمهم للشرق الأوسط وبناء روابط الصداقة على المستوى الشعبي.
واوضح أن مجلس العلماء الإسلامي في سنغافورة عمل مع الجامعة الأردنية لتطوير برنامج شهادة الدراسات العليا في الإسلام بالمجتمعات المعاصرة، مشيرا إلى أن البلدين عملا من خلال منتدى الدول الصغيرة لزيادة الوعي بقضايا مثل تغير المناخ والأمن الغذائي والتجارة الحرة وتسهيل تحقيق أهداف التنمية المستدامة في الأمم المتحدة، وكذلك عمل البلدان على إنشاء مركز التدريب المهني الإقليمي في عمان استضاف دورات شارك فيها حوالي 280 مشاركًا من 21 دولة.
واشار إلى أن البلدين عضوان في التحالف العالمي ضد عصابة داعش الإرهابية، واتخذ الجانبان خطوات لتعزيز الحوار والوئام والتفاهم بين الأديان ومنع التطرف من التجذر وتمزيق نسيج مجتمعنا ويتبادل الطرفان وجهات النظر بشكل منتظم حول هذه القضايا.
واكد موقف سنغافورة المبدئي والثابت الداعم لحل الدولتين بما يضمن العيش بأمان للإسرائيليين والفلسطينيين، معربا عن أمله باستئناف المفاوضات المباشرة لحل هذا الصراع طويل الأمد.
وشدد زمان على اهمية دور الأردن بإحراز تقدم في عملية السلام، ولاسيما في ظل الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، وجهود جلالته في تعزيز الحوار والوئام بين الأديان على الصعيد العالمي.
(بترا – صالح الخوالدة)