ما زالت قضية إنهاء احتلال شبه جزيرة القرم وبعض أراضي شرق أوكرانيا تشكل أولوية رئيسية
وتعتبر القضية الأولى في جدول أعمال أوكرانيا، وذلك منذ عام 2014.
ومن هذا المنظور توصلت أوكرانيا إلى إنشاء المنبر الدولي الجديد – منصة القرم التي تضطلع بمهام تعبئة المجتمع الدولي حول فكرة إنهاء احتلال شبه جزيرة القرم وإعطاء دافع جديد لحماية قواعد ومبادئ القانون الدولي على الصعيد العالمي.
وحيث أننا نقدم مساهمة فعالة في حفظ السلام والأمن في العالم، فإنه من الأهمية الحاسمة أن يتم توفير أدوات فعالة لتخفيف الآثار الملحة وطويلة الأمد للعدوان الروسي ضد أوكرانيا في السياق الأمني الأوروبي والعالمي الأوسع نطاقا.
إن الأمور ليست على ما يرام، فبعد محاولة روسيا ضم شبه جزيرة القرم، تدهور الوضع فيها تدهورا شديدا في مختلف مجالات الحياة بدءا بعسكرة المنطقة، مرورا بتغيير التركيبة الديموغرافية لسكان القرم، وانتهاء بممارسة الملاحقات والمضايقات السياسية وحتى انتهاج سياسات بيئية غير مسؤولة، وذلك بالإضافة إلى حالات التمييز العرقي والديني المتكررة وطرد وسائل الإعلام المستقلة من شبه الجزيرة.
وسيوفر هذا المنبر الدولي إمكانية صياغة رؤية إستراتيجية لكيفية تحرير شبه جزيرة القرم وسيوجه جهود المجتمع الدولي في اتجاه قضية القرم، بالإضافة إلى دعم التآزر المتبادل للجهود الراهنة على المستويات الحكومية والبرلمانية والأكاديمية.
سيوجه المجتمع الدولي، وذلك من خلال دعمه للمنصة، رسالة قوية وواضحة للعالم مفادها أنه ” لن يتم التسامح مع الوضع الراهن الحالي وأن هنالك قوة تعمل على حماية القانون الدولي وحرمة الحدود المعترف بها دوليًا، فضلا عن قيمنا المشتركة وهي حقوق الإنسان وحرياته الأساسية.
وعلى الرغم من الجهود التي تبذلها روسيا بغية عرقلة عمل منصة القرم وإيعازها لبعض الدول بعدم الانضمام إليها، فإننا تمكنّا من تكوين تحالف لقضية إنهاء احتلال القرم لتحقيق المزيد من النمو في المنصة، حيث ستنعقد القمة الافتتاحية لمنصة القرم الدولية في 23 آب ليكون ذلك الحدث الأول من نوعه على مستوى رؤساء الدول والحكومات والمكرس لقضية إنهاء احتلال القرم. وسيعمل المنبر بصورة متزامنة على المستويات الحكومية والبرلمانية والأكاديمية.
إن نسبة نجاح منصة القرم لن تقاس فقط بمدى إنجاز مهمة إنهاء احتلال شبه جزيرة القرم، وإنما من خلال المساهمة في تعزيز الأمن الأوروبي والعالمي على حد سواء. ومن خلال المشاركة في أنشطة منصة القرم، سيوجه المجتمع الدولي رسالة قوية مفادها أن مبدأ “القرم هي أوكرانيا” لن يتغير أبدا.
ولقد وصلت أهمية هذه الرسالة في الوقت الحالي إلى درجة غير مسبوقة، حيث أن بعض الجهات الحكومية وغير الحكومية ستحاول طمس السلوك الدولي المعتاد عليه، واستغلال الشعور بعدم اليقين بالقضية على الصعيد العالمي، وذلك على خلفية الآثار السلبية لوباء كوفيد-19.
يجب علينا أن نقف معا ضد تلك الجهات بإحساس متجدد بالتضامن والعزم
وفي نهاية المطاف، هذا الموضوع لا يتعلق بأوكرانيا والقرم فحسب، بل يؤثر على الأمن الدولي، ويتعلق بوقوفنا في وجه المخاطر والتحديات في أوقات الخطر.