الوضع الحالي يشير الى تدني مشاركة النساء في قطاع التكنولوجيا والإتصالات
الصور النمطية والتمييز يلعبان دوراً كبيراً في تجنب النساء والفتيات للمجالات ذات العلاقة بالعلوم
33% من العاملين في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في الأردن نساء وبعدد 4506 نساء
تضامن: العديد من البرمجيات لا تراعى فيها الاحتياجات الخاصة بالنساء والفتيات وكبيرات السن وذوات الإعاقة
لا بد من بذل المزيد من الجهود الداعمة للفتيات لإكسابهن المهارت وتمكينهن لمواجهة ضعف مشاركتهن في قطاع التكنولوجيا، وبحسب الإتحاد الدولي للإتصالات فإن السنوات العشر القادمة ستشهد نقصاً حاداً في عدد فنيي قطاع التكنولوجيا ما لم يتم جذب الفتيات وتشجيعهن للحفاظ على معدلات نمو جيدة ، وردم الفجوة الجندرية لضمان المساواة بين الجنسين.
وتشير جمعية معهد تضامن النساء الأردني “تضامن” الى أن إنتشار جائحة كورونا وما تبعها من إجراءات إحترازية إتخذها الأردن للقضاء على الفيروس أظهر أهمية إستخدام التكنولوجيا لإدامة التواصل في مجالات العمل والتعليم والعلاقات الاجتماعية، وإنتعش التسوق الالكتروني بإستخدام البرمجيات والتطبيقات الذكية لمواجهة الضغوط الاقتصادية ومن بينها تراجع فرص العمل خاصة للنساء والفتيات.
تؤكد “تضامن” على أن الإنتشار الواسع والسريع لإستخادم تكنولوجيا المعلومات والإتصالات في مختلف دول العالم خاصة في ظل جائحة كورونا، التي أفرزت العديد من التحديات الهامة والمعيقات الجدية ويجب تذليلها والحد من آثارها إذا ما أردنا مشاركة الفتيات بشكل خاص والنساء بشكل عام في إبتكار وصناعة وإنتاج وتطوير البرمجيات من جهة، وفي إستخدامها لتعزيز مهاراتهن ومعارفهن وإتاحة المزيد من فرص المشاركة في مختلف المجالات خاصة الإقتصادية منها لتحسين ظروفهن المعيشية من جهة أخرى.
كما وتشدد “تضامن” على أن الوضع الحالي الذي يشير الى هيمنة ذكورية واضحة على قطاع التكنولوجيا والإتصالات، سينتج عنه برمجيات وأدوات لا تراعى فيها الإحتياجات الخاصة بالنساء والفتيات وكبيرات السن وذوات الإعاقة، وستكون مشاركتهن في صناعة المستقبل وفي المساهمة الفعلية في التنمية المستدامة وتحسين أوضاعهن من خلال أكثر القطاعات نمواً، كأنه درب من الخيال ما لم يتم إتخاذ التدابير والخطوات اللازمة لإدماجهن في مختلف المراحل التي تمر بها إبتداءاً من الإبتكار وإنتهاءاً بالإستخدام.
وفي الأردن وضمن مؤشر تكنولوجيا المعلومات ، فقد أشار “مسح استخدام وانتشار الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في المنازل 2017″، الصادر عن وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، بالتعاون مع دائرة الإحصاءات العامة، أظهر أن 98.4 % من الأسر في الأردن لديها هاتف خلوي، و10.2 % من الأسر لديها هاتف ثابت، و38 % لديها أجهزة حاسوب، و88.8 % من الأسر لديها خدمة الإنترنت، فيما أكدت 98.8 % من الأسر على موافقتها على حجب المواقع الإباحية.
وتشير نتائج المسح إلى أن أكثر طرق الإتصال بالإنترنت كانت عن طريق الهواتف الخلوية وبنسبة 97.3 %، في حين كان تطبيق “واتساب” الأكثر استخداماً وبنسبة 91 %، تلاه “فيسبوك” وبنسبة 87.6 %. وشكلت الإناث ما نسبته 47 % من عدد الأفراد الذين أعمارهم 5 أعوام فأكثر ويستخدمون الإنترنت مقابل 53 % من الذكور.
33% من العاملين في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في الأردن نساء وبعدد 4506 نساء
وفي الأردن أشار آخر مسح أجرته جمعية شركات تقنية المعلومات والإتصالات “إنتاج” عام 2018، الى أن النساء يشكلن حوالي 33% (4506 موظفات) من العاملين في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات البالغ عددهم 13653 موظفة وموظف، والذكور يشكلون 67%.
الصور النمطية والتمييز يلعبان دوراً كبيراً في تجنب النساء والفتيات للمجالات ذات العلاقة بالعلوم
هذا وتمثل النساء أقل من 30% من الباحثين على مستوى العالم، ووفقاً لبيانات اليونيسكو (2014-2016) فإن حوالي 30% من جميع الطالبات يخترن مجالات لها علاقة بالعلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات في التعليم العالي، إلا أن نسبتهن متدنية في مجال تكنولوجيا المعلومات والإتصال (3%) والعلوم الطبيعية والرياضيات والإحصاء (5%) والهندسة والتشييد (8%).
وتلعب الصور النمطية والتمييز ضد النساء والفتيات دوراً كبيراً في تجنب النساء والفتيات المجالات ذات العلاقة بالعلوم، حيث أظهرت دراسة أجراها معهد جينا ديفيس عام 2015 بأن نسبة النساء من الشخصيات التي تظهر على الشاشة ولها وظائف في مجال العلوم والتكنولوجيا لا تتجاوز 12%.
وتضيف “تضامن” الى أنها أدركت مبكراً أهمية تكنولوجيا المعلومات والإتصالات للنساء والفتيات ، وعملت ضمن برنامجها “شراكة المعلومات والإتصال بين النساء” على تنفيذ عشرات الدورات التدريبية المبتدئة والمتقدمة حول مهارات إستخدام الحاسوب إستفادت منها مئات النساء والقياديات والناشطات ، بالتعاون مع منظمات المجتمع المدني ومحطات المعرفة في مختلف محافظات المملكة ، كما نفذت عدد من هذه الدورات للنساء داخل مراكز الإصلاح والتأهيل بهدف تمكين النزيلات وإعادة تأهيلهن وإدماجهن في المجتمع.
وإذا كان مجال تكنولوجيا المعلومات والإتصالات يوفر للفتيات فرص عمل ممتازة وأجور جيدة ، فإن تمكينهن من الإستخدام الأمثل لهذه التكنولوجيا سيزيد من فرص حصولهن على عمل ومن تمكينهن إقتصادياً ، ويزيد من مهاراتهن ومعارفهن.