سلط برنامج عين على القدس، الذي بثه التلفزيون الأردني أمس الاثنين، الضوء على حادثة العثور على رفات ومقتنيات جندي أردني، من الذين استشهدوا في منطقة تل الذخيرة دفاعاً عن القدس.
وعرض البرنامج في تقريره الأسبوعي المصور بالقدس، مشاهد من متحف تل الذخيرة في منطقة حي الشيخ جراح بالقدس، حيث عثر الاحتلال قبل عدة أيام، واثناء عمليات تنقيب ونبش، على رفات جندي اردني مع بعض مقتنياته الشخصية.
ولفت إلى أن هذا “الجندي المجهول” استشهد عام 1967 أثناء دفاعه الباسل عن ثرى فلسطين، كما عرض صوراً للمقتنيات التي تم العثور عليها وهي” خنجر غطاه الصدأ، وخوذة وبندقية، وكمية من الرصاص، وخاتم ذهبي، وساعة أكلها الصدأ وتوقفت عقاربها عند الساعة 1:20، إضافة ألى رفات الجندي الذي استشهد في تل المدور في الشيخ جراح بمعركة 6 حزيران عام 1967، والتي وصفت بأنها أشد معارك القدس شراسة.
مدير مركز متحف الستة أيام في تل الذخيرة، كتري معوز، قال خلال التقرير، إنه تم العثور في البداية على بضع رصاصات، ثم قاموا بنبش التراب ليجدوا الخوذة وكمامة الغاز والقنابل اليدوية، وفي النهاية وجدوا عظاماً بقيت بالمكان منذ 54 عاماً، لافتاً إلى أن الشهيد كان متمركزاً في مكانه منتصف ليلة 25 حزيران عام 1967، وتوقفت ساعته عند الساعة 1:20 فجراً، وأنه كان يعلم بأن الحرب بدأت وان قوات إسرائيلية قادمة للمكان، وثبت في مكانه، وبأنه كان يعي تماماً أنه يمكن أن يقتل، ورغم ذلك ثبت في مكانه.
وأشار التقرير الى أنه في حرب 1967، تحصن الجنود الأردنيون في خنادق حفروها داخل هذا التل، لمنع تقدم قوات الاحتلال نحو البلدة القديمة والمسجد الأقصى المبارك من جهة الشمال، واستطاعوا قتل 21 جنديا إسرائيلياً.
المقدسي رامي حرباوي، قال بأن ما حدث ليس جديداً على المقدسيين الذين سمعوا كثيراً عن العثور على رفات جنود اردنيين في فلسطين، وأن آباءهم واجدادهم كانوا دائماً يتحدثون عن بطولات وتضحيات الجيش الأردني في الدفاع عن فلسطين والقدس، وأننا “نتشرف دائماً” بهذه التضحيات.
والتقى البرنامج الذي يقدمه الإعلامي جرير مرقة، بمدير الاستخبارات العسكرية الأسبق، اللواء المتقاعد منصور أبو راشد، الذي أوضح أن العثور على رفات جندي أردني، جزء من سلسلة من الوقائع التي حدثت منذ عام 1948، حين كان الجيش العربي يدافع في فلسطين عن بعض المواقع التي أوكلت مهمة الدفاع عنها له، وسقط هناك عدد كبير من الشهداء، سواء في اللطرون أو باب الواد والسموع وغيرها من المناطق.
وبين أن هؤلاء الشهداء أما نٌقلوا إلى مقابر أسلامية أو مسيحية في تلك المناطق، أو انه لم يتم العثور على جثثهم كما حدث عام 1967 أثناء احتلال إسرائيل للضفة الغربية ومن ضمنها مدينة القدس، مشيرا الى ان الفلسطينيين أقاموا هذه المقابر في طوباس وجنين وبيت لحم ويعبد وغور الأردن.
ولفت إلى أن بعض هذه المقابر ما زال يحمل شعار الجيش العربي إضافة إلى أسماء الشهداء الذين تم العثور على جثامينهم، في حين تم وضع اسم “مجهول” على قبور الشهداء الذين لم يتم التعرف على اسمائهم.
وأكد أبو راشد أن هؤلاء الشهداء يعتبرون شهوداً على التضحيات التي قدمها الجيش العربي على مدار 75 عاماً مضت، تمثل فترة الصراع العسكري ما بين إسرائيل والأردن، ويحظون بمكانة عالية لدى الجميع، اضافة الى افتخار الجيش العربي بوجودهم على الثرى الفلسطيني.
وبين أن الشهداء الذين عٌثر عليهم سابقاً دفنوا في أرض فلسطين، مشيراً إلى أن الجيش الأردني وأثناء وجوده في الخدمة، أنشأ مقبرة في منطقة النبي صموئيل، حيث تم دفن العديد من الشهداء الذي تم العثور على رفاتهم في مناطق غرب رام الله.
وأشار إلى أن الكتيبة التي كانت موجودة في تل الذخيرة هي كتيبة الحسين الثانية، وهي من كتائب لواء الملك طلال، وأن الجندي الذي تم العثور على رفاته لم يكن لوحده، وانما كان جزءاً من فئة تتكون من حوالي 30 جندياً، ضمن سرية تتكون من 150 جندياً. وأضاف بانه في هذا الموقع وحده استشهد أكثر من 70 جندياً، ولم يبقى من هذه السرية إلا خمسة جنود وقائدها، وتم أسرهم وهم جرحى.
وقال إن قائد الكتيبة الإسرائيلية التي احتلت هذا الموقع، تحدث في مذكراته عن شجاعة الجنود الاردنيين واستبسالهم، اذ لم يغادر أي أحد منهم خندقه حتى استشهادهم.
(بترا)