عقدت وزارة المياه والري/ سلطة المياه و دائرة الافتاء العام بالتعاون مع الوكالة الالمانية للتعاون الدولي GIZ ورشة عمل ضمن مشروع تحسين كفاءة استخدام المياه المجتمعي خلال الفترة ( 23-25/ 8/2021) بحضور مفتي عام المملكة الشيخ عبد الكريم الخصاونة وعدد من رجال الافتاء العام في المملكة ومساعد أمين عام وزارة المياه والري عمر سلامة وعدد من المعنيين بهدف التعاون في مجال التوعية الدينية والحث على الحد من هدر المياه و حرمة الاعتداء عليها وكذلك التعاون لاصدار فتاوي ومواعظ تركز على ما جاء به ديننا الحنيف في مجال تحريم استنزاف المياه الجوفية والمواطنة الصالحة في الحفاظ على المياه واهمية التزام الجميع بالقيام بالواجبات الموكلة اليه من حيث صون المياه وضرورة تسديد الكلف المترتبة بدل استخدام المياه في سياق تعاون وزارة المياه والري /سلطة المياه ومؤسساتها مع الشركاء والهيئات الدينية والوزارات ومؤسسات المجتمع المدني في جهود التوعية المائية الهادفة الى تقليل الفاقد المائي والحد من استنزاف المياه الجوفية وترشيد الاستهلاك المائي لدى المواطنين .
وتأتي هذه الورشة في ورشة توعوية حول توضيح المعنى الكامل لاستنزاف المياه الجوفية لاستنتاج فتاوى تتعلق بهدر المياه وتحريم الاسراف باستهلاكها والاعتداء عليها وسرقتها ووجوب المواطن دفع الفواتير المستحقة عليه بما استهلكه من المياه ان كان في الاستخدام المنزلي او المزارع ، حيث أن فاتورة المياه التي تصل للمواطن ليست “ثمنا للمياه”، إنما هي عبارة عن أجور سحب وتنقية ونقل المياه من مصادرها إلى بيت المواطن، وهذا بدوره يتطلب شبكات كهرباء وموظفين وغيرها، ما يستدعي مبالغ مالية تفي بهذه الالتزامات جميعها.
سماحة مفتي عام المملكة الشيخ عبد الكريم الخصاونة اكد على أنه واجب على كل المسلم التمتع بكامل المسؤولية الاخلاقية والوطنية وعدم هدر المال العام وخاصة الاسراف في المياه مبينا ان الإسلام حث على الحفاظ على الماء وصونه وحسن استغلاله، وحرَّم هدره وإفساده والتفريط فيه ، لأنه نعمة كبرى تتوقف الحياة عليه في كل صورها وأشكالها.
واضاف سماحة الشيخ الخصاونة أن هذه النعمة العظيمة إن حافظنا عليها حسب التوجيهات الدينية الكريمة دامت وسعدنا بها، كما أنها تزول وتفقد بهدرها والإسراف في استعمالها فالواجب علينا جميعًا أن نعمل على حفظ الماء وصيانته من كل ما يُفسده أو يُضيعه، والمحافظة عليه بتجميعه في سدود واسعة وأماكن معدة لذلك، وحفظه في خزانات محكمة وآبار طاهرة، ولا نفرط في أي نقطة من هذا الماء المبارك.

من ناحيته بين مساعد امين عام وزارة المياه والري الناطق الاعلامي باسم وزارة المياه والري/ سلطة المياه عمر سلامة على عدد من التحديات التي تواجه الاردن من شح المصادر المتاحة وازدياد الطلب موضحا أن الاستنزاف والضخ الجائر المستمر أدى لتراجع مستوى سطح المياه الجوفية في الأحواض المائية وشكل ضغطا عليها واشار الى الجهود الكبيرة التي تبذلها ادارة قطاع المياه للحد من الفاقد الذي انخفض الى نحو 45% حاليا مبينا ان الاستخدمات غير المشروعة و الاعتداءات على الخطوط الرئيسية تشكل جزءا كبيرا منه وتؤدي الى احداث اختلالات في الشبكات والتزويد للمناطق خاصة خلال ادوار المياه المحددة اسبوعيا لمرة واحدة .
واشار الى ان قضية المياه في الاردن هي في سلم الاولويات الوطنية للدولة الاردنية ولابد من تكاتف جميع الجهود الرسمية والاهلية للحفاظ على هذه الثروة المائية ، داعيا الى ترسيخ ثقافة وطنية لمختلف فئات المجتمع لمواجهة السلوكيات الخاطئة والحد منها فيما يتعلق باستخدامات المياه وتبني ثقافة الترشيد المائي من منطلق الوعي الديني للمواطن حيث أن الدين الإسلامي الحنيف نبذ التبذير والإسراف في الماء، مثمنا الدور الكبير والريادي لدائرة الافتاء العام وكذلك أهمية التعاون مع المؤسسات الدينية الأخرى لبلوغ الاهداف المنشودة.
وثمن الدعم والتعاون المستمر من لدن الوكالة الألمانية للتعاون الدولي GIZ ضمن مشروع تحسين كفاءة استخدام المياه المجتمعي لتعزيز مثل هذه السلوكيات و المبادرات التي تهدف الى تبني سلوكيات مؤثرة في الحفاظ على المياه وأهمية توعية المواطن في الحفاظ على المياه وعدم استنزافها وهدرها و الاعتداء عليها مما يحد من هدر المياه وينعكس على رفع كفاءة تزويد المياه لجميع المواطنين في جميع المناطق .

من ناحيتها أكدت الوكالة الألمانية للتعاون الدولي ال (GIZ) على دور الجانب الديني في توعية المواطنين بالمياه ، مثمنة دور وزارة المياه والري في تقديم الدعم والاسناد للمبادرات التوعوية واستجابة الجهات الاخرى مثل دائرة الافتاء العام والمؤسسات الاخرى في ترسيخ سلوكيات الحفاظ على المياه .