أكد مستشار رئيس هيئة الأركان المشتركة للشؤون الطبية العميد الطبيب عادل الوهادنة، أن الأشخاص الذين يعانون من نقص المناعة لديهم استجابات أضعف للتطعيم بأنواع عديدة من اللقاح.
وقال إن العديد من الدراسات أظهرت أن الأشخاص الذين يعانون من نقص المناعة أقل عرضة لإظهار مستويات عالية من الأجسام المضادة بعد جرعتين من لقاح فايزر أو موديرنا مقارنةً ببقية السكان.
وأضاف “قد تكون هناك حاجة لجرعة ثالثة لتحقيق مستويات كافية من الأجسام المضادة، وحتى بعد جرعة ثالثة، قد لا يتم حماية بعض الأشخاص الذين يعانون من نقص المناعة”.
وأشار الوهادنة إلى أن المراكز الأميركية للسيطرة على الأمراض أوصت في وقت سابق من هذا الشهر بأن الأشخاص الذين يعانون من نقص المناعة والذين تلقوا لقاحات فايزر أو موديرنا، يجب أن يتلقوا جرعة ثالثة لتحسين فرصهم في تطوير استجابة مناسبة للأجسام المضادة.
كما وأصدرت السلطات الصحية الفرنسية والألمانية والبريطانية توصيات لجرعات ثالثة لنفس النفس الفئات، وفقا للوهادنة.
ولفت الوهادنة إلى أن مركز السيطرة على الأمراض في الولايات المتحدة يدعو إلى إعطاء الجرعة الثالثة بعد 4 أسابيع على الأقل من الجرعة الثانية من لقاح فايزر أو موديرنا، غير أن هذه التوصية لا تنطبق على متلقي لقاح جونسون آند جونسون، على حد قوله.
وتابع “مركز السيطرة على الأمراض يشير إلى أنه لا يوجد بيانات كافية لتقديم توصية بهذا الشأن حتى الآن”.
ونوه بأن هنالك دراسة شملت 101 متلق لزراعة الأعضاء الصلبة (بما في ذلك 12 مريضًا زرع كبد) الذين تلقوا جرعة تقوية ثالثة من لقاح فايزر أو موديرنا، أظهرت أن “44% لديهم استجابات سلبية للأجسام المضادة قبل معزز استجابات الأجسام المضادة بعد الجرعة الثالثة”.
وقال “لم تبحث أي من الدراستين في الاستجابات المناعية الخلوية، والتي تلعب دورًا رئيسيًا في الوقاية من الأمراض الشديدة، على الرغم من انخفاض الاستجابات المناعية الخلوية لدى الأشخاص الذين يعانون من نقص المناعة، إلا أن الأسباب المختلفة لتثبيط المناعة قد يكون لها تأثيرات مختلفة على المناعة الخلوية”.
وأكد الوهادنة على وجود حاجة إلى مزيد من البحث لتحديد ما إذا كانت الاستجابات المناعية الخلوية للتلقيح ضد كورونا أقل قوة لدى الأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية وكيف تؤثر الاستجابات المناعية الخلوية للتلقيح على المخاطر اللاحقة للعدوى أو المرض.
ولفت مركز السيطرة على الأمراض في الولايات المتحدة، وفق الوهادنة، “إلى الانتباه إلى دراستين تظهران أن نسبة عالية من أولئك الذين يدخلون المستشفى مع COVID-19 بعد تلقيحهم الكامل يعانون من نقص المناعة”.
وأضاف “حددت دراسة أخرى عن حالات دخول المستشفيات لكورونا في 18 مركزًا طبيًا أكاديميًا بين آذار وأيار 2021، وأظهرت أن هنالك 45 حالة إصابة بكورونا لدى الأشخاص الذين تم تطعيمهم بالكامل؛ و20 حالة (44% من المجموع) حدثت في الأشخاص الذين يعانون من نقص المناعة، ومن خلال مطابقة حالات كورونا مع حالات الدخول إلى المستشفى لشكاوى الجهاز التنفسي أو الاضطرابات الأخرى لدى الأشخاص الذين ثبتت إصابتهم بالفيروس، قدر الباحثون أن فعالية لقاحي فايزر ومودرنا ضد المرض الشديد كانت 86.9٪ ولكن تم تخفيضها إلى 51.9% للأشخاص المصابين بورم خبيث أو زرع أعضاء صلبة”.
وبيّن أن دراسة أخرى لدخول المستشفيات بسبب كورونا، وشملت إدخالات 17 مستشفى، وأظهرت إصابة 152 حالة إصابة ممن تلقوا جرعتي لقاح فايزر، و60 حالة إصابة ممن يعانون نقصا بالمناعة.
وقال “يميز مركز السيطرة على الأمراض في الولايات المتحدة بين جرعة ثالثة للأشخاص الذين ربما لم يطوروا حماية كافية وجرعة معززة للأشخاص الذين تم تطعيمهم بالكامل والذين يعانون من ضعف استجابات الأجسام المضادة”.
وأضاف “قال مركز السيطرة على الأمراض في الولايات المتحدة وسلطات صحية أمريكية أخرى إنه يستعد لإصدار توجيهات بشأن إعطاء جرعات معززة للأشخاص الذين تم تطعيمهم بالكامل والذين تلقوا لقاحات فايزر أو موديرنا، رهنا بمراجعة الأدلة العلمية”.
وتابع “مركز السيطرة على الأمراض في الولايات المتحدة يقول إن عدد الإصابات الخارقة لمتغير “دلتا”، جنبًا إلى جنب مع أدلة على انخفاض مستويات الأجسام المضادة لدى الأشخاص الذين تم تطعيمهم منذ أكثر من ثمانية أشهر ، قد يبرر تقديم جرعة ثالثة على نطاق أوسع”.
واستدرك الوهادنة قوله بأنه وعلى الرغم من ذلك، إلا أن بعض الخبراء يقولون إن القرار سابق لأوانه ويجادلون بأن زيادة تغطية اللقاح في الولايات المتحدة ستفعل المزيد لتقليل الانتشار العام لمتغير دلتا، وفقا للوهادنة.
وذكر الوهادنة أن الأشخاص الذين يعانون من نقص المناعة هم؛ من تلقى علاج فعال للسرطان، ومن أجرى عملية زرع أعضاء ويتناول أدوية لتثبيط جهاز المناعة، ومن تلقى عملية زرع خلايا جذعية خلال العامين الماضيين أو تناول أدوية لتثبيط جهاز المناعة، ومن يعاني نقص بالمناعة الأولية المعتدل أو الشديد، ومن يعاني من عدوى فيروس نقص المناعة البشرية المتقدمة أو غير المعالجة، ومن يتلقى العلاج الفعال بجرعات عالية من الكورتيكوستيرويدات أو الأدوية الأخرى التي قد تثبط الاستجابة المناعية.”هلا أخبار”