نشر موقع واي نت العبري (الموقع الالكتروني لصحيفة يديعوت أحرونوت)، تقريرًا حول سجن “جلبوع” شديد التحصين الذي يقع على أراضي مدينة بيسان شمال فلسطين المحتلة، والذي نجح اليوم ستة أسرى فلسطينيين من الهروب منه عبر فتحة أرضية تمكنوا من توسيعها على هيئة نفق قبل أن يختفوا عن الأنظار ويضعوا كامل الأجهزة الأمنية الإسرائيلية في حال استنفار.
وسرد التقرير عدة محاولات لأسرى فلسطينيين حاولوا خلالها الهروب من السجن، إلى جانب صفات السجن الذي تحول إلى مجرد أسوار واهية أمام محاولات أولئك الأسرى.
ووفقًا للموقع، فإنه في عام 2014 جرت حادثة مماثلة للتي وقعت اليوم، إلا أن إدارة مصلحة السجون تمكنت من إحباط هروب عدد من الأسرى بعد أن كشفت عن عملية حفر نفق داخل حمام زنزانة كان يتواجد بداخلها 8 أسرى من الجهاد الإسلامي، وهي نفس الطريقة التي استخدمت الليلة في عملية الهروب.
وقبل عام واحد بالضبط في سبتمبر/ أيلول 2020، تم اعتقال 3 نشطاء من الجهاد الإسلامي لمحاولتهم تهريب هواتف لسجناء من الحركة في داخل سجن جلبوع باستخدام طائرة شراعية محسنة، وعمل الثلاثة على تشغيلها ليلًا بهدف إيصال الهواتف المحمولة والشرائح للأسرى، إلا أنه تم إحباط المخطط.
وأشار التقرير، إلى أن سجن جلبوع افتتح في أواخر عام 2004، وكان من المقرر أن يكون بمثابة أحد الحلول لعدد الأسرى الفلسطينيين خلال انتفاضة الأقصى عام 2000، وحتى صباح اليوم مع عملية هروب الأسرى كان يصنف على أنه يتمتع بأعلى مستوى من الأمن من بين جميع السجون، وأنه يؤوي أهم الأسرى الفلسطينيين وخاصةً القيادات منهم.
ويطلق على السجن الذي عمل وفق مواصفات دولية، بأنه الأكثر “آمنًا”، وكل زنزانة بداخله تزن 66 طنًا من الخرسانة المصبوبة، وهو ما يعادل 3 أضعاف وزن الزنزانة في السجون العادية، ويوجد أسفل كل واحدة إجراءات مختلفة لمنع إمكانية حفر نفق متفرع، ويوجد أسفله مادة مثبة بالأرض لتصعيب عمليات الحفر.
كما تم فصل الزنازين عن بعضها لتصعيب مهمة الأسرى في معرفة مكان وجودهم، ولكن يتم منحهم المشي لمدة ساعتين في فناء السجن، كما يوجد فيه مطبخ ومقصف وغيره، وهو يتألف من خمسة أجنحة منفصلة يمر الطريق إليها من خلال ممر ملفوف بالشبك.
وتعمل في السجن 72 كاميرا على مدار 24 ساعة في اليوم، وتراقب كل خطوة من خطوات الأسرى، وتتطلب الإجراءات الاحترازية لدائرة السجون أن لا يتم فتح أي جناح إلا من قبل الحارس في منطقته، وكل زنزانة بها 8 أسرى، ولكل جناح 15 زنزانة.
وفي سياق متصل، زعم قائد ما يسمى المنطقة الشمالية لمصلحة سجون الاحتلال أريك يعقوب، اليوم الاثنين، إن الأسرى الفلسطينيين الذين هربوا من سجن جلبوع، لم يحفروا أي نفق داخل الزنزانة التي كانوا بداخلها.
وادعى يعقوب في مؤتمر صحفي، أن الأسرى استغلوا فتحة في مبنى السجن كانت في أساسات المبنى، مشيرًا إلى أنهم تم استغلال تلك الفتحة أسفل الأرض واستفادوا منها للوصول للخارج، كما أنهم استفادوا من المساحة داخل الزنزانة والعمل بحرية.
وبين أن التحقيقات لا زالت جارية للوقوف على كافة الملابسات، مؤكدًا على أن هناك فشل كبير في منع وإحباط مثل هذه العملية.
من جهتها قالت مفوض مصلحة السجون جوندار كاتي بيري إن الهاربين استغلوا لوحة تغطي حفرة داخل الزنزانة وفروا عبرها، مشيرةً إلى أنه لم يكن هناك أي عمليات حفر لنفق.
وأشارت إلى أنه من غير الواضح فيما إذا كانوا تلقوا مساعدة من خارج أسوار السجن، مشيرةً إلى أن كل الاحتمالات واردة.
وتبين من التحقيقات أن الأسرى هربوا نحو الساعة الواحدة، وأن الإبلاغ حول ذلك كان الساعة الثالثة فجرًا من مزارعين إسرائيليين يعلمون في مناطق زراعية على بعد عدة كيلو مترات من السجن.
ويظهر من التحقيقات أن مصلحة السجون بعد الساعة الثالثة فجرًا بدأت بتفعيل حالة الطوارئ وإحصاء عدد الأسرى، قبل أن يتم اكتشاف الفتحة في الزنزانة والتي فر منها السجناء.
ويعتقد أن الأسرى استغلوا أن زنزانتهم قرب الجدار الخاص بالسجن، وهربوا من أسفل برج مراقبة للقوات الإسرائيلية.
وترجح المصادر الإسرائيلية أن يكون الأسرى دخلوا فعلًا إلى جنين، حيث تقرر تعزيز القوات العسكرية من أجل الاستمرار في ملاحقتهم داخل مناطق الضفة الغربية.