أكد وزير التربية والتعليم والتعليم العالي والبحث العلمي، الدكتور محمد خير أبو قديس، أن لا رجعة عن التعليم الوجاهي في المدارس، شريطة الالتزام بالبرتوكول الصحي ومتطلباته، لاسيما في ظل انخفاض نسب الفحوصات الإيجابية لفيروس كورونا بين الطلبة على مستوى المملكة، ما يدفع للاستمرار به.
جاء ذلك خلال افتتاح مدرسة البياضة الأساسية المختلطة، اليوم الخميس، بحضور السفير الكوري لدى الأردن، لي جيه، ومحافظ إربد رضوان العتوم، والتي أنشئت بمنحة كورية.
وقال أبو قديس إن افتتاح هذه المدرسة ومدرستين في الزرقاء والمفرق، جاء كثمرة من ثمار التعاون بين الأردن والجمهورية الكورية، ويأتي في ظرف دقيق يواجه التعليم العام في الأردن في ظل تحديات كبيرة؛ جراء الاكتظاظ بالمدارس الحكومية.
وأضاف أن التحديات زادت نتيجة الهجرة المعاكسة والكبيرة من المدارس الخاصة إلى الحكومية، وفي ظل التقيد بتطبيق البروتوكول الصحي في المدراس، ما نتج عنه تقليص في طاقاتها الاستيعابية، إضافة إلى التحديات التي فرضها وما زال يفرضها اللجوء السوري.
وكشف أبو قديس عن توجه الوزارة لإنشاء 20 مدرسة جديدة خلال السنتين القادمتين، لمواجهة المزيد من التحديات التي تواجه التعليم العام بمراحله كافة، ومن المرجح زيادتها تبعا للنمو السكاني.
وأشاد الوزير بالتعاون والدعم الكبيرين من حكومة جمهورية كوريا الجنوبية لقطاع التعليم والإسهام بإيجاد بيئة تعليمية مثالية ومتقدمة، تنعكس مخرجاتها على تميز الطلبة وإبداعاتهم، ما يصب في النهاية بخدمة العملية التنموية الشمولية، والمستدامة باعتبار الطلبة الأكفياء وقود التقدم والازدهار والنمو في المجالات كافة.
كما أكد أبو قديس أن تطوير النظام التعليمي في الأردن يتطلب بيئة مدرسية مثالية يكون العنصر البشري فيها هو المؤهل لتخريج طلبة متميزين قادرين على محاكاة الريادة، والإبداع بالتركيز على النوع، وهو ما تعمل وزارة التربية مع شركائها على توفيره وتحقيقه.
من جهته، قال السفير الكوري إن حكومة بلاده ملتزمة بالاستمرار بدعم قطاع التربية والتعليم في الأردن؛ لإيمانها بانعكاس مخرجات التعليم النوعي على مختلف المجالات والقطاعات الأخرى، باعتبارها الباعث الحقيقي للتنمية الشمولية بكل أبعادها.
ولفت إلى أن تنفيذ المدارس الممولة من الوكالة الكورية للتعاون الدولي، يجري وفق أفضل المواصفات والتجهيزات، بالتعاون مع الحكومة الأردنية ووزارة التربية والتعليم، لتكون هذه المدارس رقمية وترتكز على التكنولوجيا الحديثة، بما يسهم بتخريج طلبة متسلحين بأدوات العصر التكنولوجية الحديثة.
وقال إن حكومة بلاده مستمرة بدعم الأردن الذي يتحمل أعباء كبيرة جراء موجات اللجوء السوري المتتالية، منوها إلى أنه سيكون هناك المزيد من التعاون البناء، والمشترك لدعم الأردن وخدمة أغراض التنمية والتطوير والتحديث.
وأشاد بدقة وإتقان إنجاز المدرسة ضمن أعلى المواصفات الحديثة والمتطورة، بما يمكن من توفير بيئة تربوية وتعليمية ومجتمعية متكاملة، ترتكز على المهارات الإبداعية والتفاعل الخلاق، لتشكل المدرسة عامل مهم من عوامل تنمية المجتمع المحلي والتأثير الإيجابي فيه.
وأشارت مديرة المدرسة، شيرين منصور، إلى أن المدرسة التي باشرت باستقبال الطلبة منذ بداية العام الدراسي الجديد تضم 1200 طالب وطالبة، منهم عدد من الطلبة السوريين، مشيرة إلى توفير التجهيزات الحديثة كافة من مختبرات حاسوبية وفنية وثقافية وعلمية تجعل منها مدرسة رقمية بامتياز.
وجال الوزير، يرافقه السفير الكوري ومحافظ إربد ومدير تربية إربد الأولى الدكتور صالح العمري والنائب راشد الشوحة وعدد من المسؤولين في وزارة التربية والتعليم، على مرافق المدرسة المختلفة، حيث التقوا الطلبة وأطفال الحضانات التي تتسع لأكثر من 200 طفل.