قال المفوّض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الادنى ( الأونروا)، فيليب لازاريني، إنّ الوضع المالي للوكالة لا يزال صعباً للغاية، وذلك في ظل غياب أي مؤشر على أنّ الوكالة ستتمكن من تغطية التكاليف لما بعد شهر تشرين الأول المقبل .
وأوضح لازاريني في رسالة وجهها للموظفين عن طريق اتحادات الموظفين في مناطق عمل الوكالة الخمس ، أنّه أجرى مناقشات مثمرة وصريحة مع أعضاء اتحاد العاملين في ( الأونروا) في عمّان في أعقاب مداولاتهم الداخلية التي أجريت على مدار يومين، وانصب تركيز هذه المحاورات على إبراز أهمية وجود اتحاد فاعل، ووحدة أعضائه، وتحسين التنسيق مع إدارة الوكالة بما يحقق مصلحة العاملين والوكالة واللاجئين.
وبشأن الوضع المالي، أكَّد لازاريني أنّ الأولوية الآن هي أن لا نترك باباً إلا ونطرقه من أجل تعبئة الموارد اللازمة لمنع حدوث أي أثر سلبي على الموظفين والخدمات، وبالفعل نحن نواصل العمل باجتهاد مع الأردن والسويد، بصفتهما المضيفان المشاركان لمؤتمر مزمع عقده بشأن (الأونروا) من أجل وضع الوكالة على أرضية مالية وتشغيلية أصلب وأكثر استقراراً.
وحول اتفاق «الإطار»، أفاد لازاريني بأنّه لا يفرض على الوكالة أي شيء لا ينسجم مع ولايتها وقيمها ومع المبادئ الإنسانية، بما في ذلك إطار الحياد الذي يشغل مكانة مركزية بالنسبة لاستمرار الوكالة في تقديم الخدمات للاجئين الفلسطينيين.
ودعا لازاريني اتحاد العاملين لأن يعملوا بشكل أوثق مع قيادة ( الأونروا) «من أجل أن تبقى الوكالة قوية في وجه الهجمات المستمرة على ولايتها، ويتمثل أحد مصادر القوة الرئيسة في الارتقاء إلى مستوى قيم الوكالة ورسالتها وعدم إعطاء خصومنا أسباباً لجرنا إلى السياسة والتسييس، لأنّ هذا الأمر حاسم للحفاظ على الدعم العالمي للوكالة وتعزيزه».
يُشار إلى أن الولايات المتحدة كانت أكبر مانح منفرد للوكالة ، يليها الاتحاد الأوروبي، حتى عام 2018، حين خفضت إدارة الرئيس الأمريكي آنذاك دونالد ترامب مساهمتها السنوية من( 360 )مليون دولار إلى( 60 )مليونا ، قبل أن تقطع التمويل بأكمله في أب من العام 2018 ما تسبب في مرور ( الأونروا) بأزمة مالية كبرى ، فيما أعلنت إدارة الرئيس جو بايدن في نيسان من العام الجاري أنها تخطط لتقديم مساعدات بقيمة( 235 ) مليون دولار، رغبة منها في التعاون مع السلطة الفلسطينية والمضي قدماً في حل الدولتين،في حين أكدت( الأونروا ) حينها أنها ستتلقى( 150 )مليون دولار من هذه المساعدات من الولايات المتحدة، وهو ما يكفي بالكاد لدعم 700 مدرسة و150 عيادة صحية تقدم المساعدة للفلسطينيين في مناطق عمل الوكالة الخمس : الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة والأردن وسوريا ولبنان
يذكر أن حملة تقوم بها مؤسسات مدنية وعمومية فلسطينية حول اتفاق الإطار بين( الأونروا )والولايات المتحدة والذي من شأنه تقييد وظيفة الوكالة تجاه اللاجئين الفلسطينيين بوضع شروط على الدعم المالي الأمريكي للوكالة، فضلاً عن التدخلات «الإسرائيلية» التي سيتيحها هذا الاتفاق أمام دولة الاحتلال في عمل الوكالة، لكن التمويل الجديد يستند إلى «إطار تعاون» وقعته الولايات المتحدة و(الأونروا)، ويتضمن بنوداً تتماشى مع قوانين أمريكية بشأن من سيتلقى الأموال – بحسب الوكالة – .