الحرب، ضحاياها الأكثر من النساء والأطفال في كل مكان، يدفعون الثمن الأكبر، فيتركون بيوتهم ويرحلون قسرا لمكان آخر بحثا عن ملاذ آمن. وهذا هو حال اللاجئين السوريين من بعد الحرب التي بدأت في 2011، ليفتح الأردن بابا لهم في مخيمات توفر لهم مكانا يقيمون فيه بأمان على الأقل.
لكن الأمر ليس بالسهل، لتتكاتف الجهود الدولية بداء من المفوضية السامية لشؤون اللاجئين والعالم كله ليدعم احتياجاتهم، وفي الأردن تحديدا وفي مخيم الزعتري.
ويستضيف الأردن الذي يعد ثاني أعلى دولة في العالم بعدد اللاجئين مقارنة مع عدد السكان، 758330 لاجئا بينهم 670637 لاجئا سوريا مسجلا بحسب آخر تحديث صادر عن المفوضية.
في حين أشارت الحكومة الأردنية من جهتها، إلى وجود 1.3 مليون لاجئ سوري في الأردن نحو نصفهم غير مسجلين لدى المفوضية.
ويعيش 83% من اللاجئين في المدن الأردنية، بينما 17% منهم في 3 مخيمات وهي الزعتري، أكبر مخيم يستضيف لاجئين سوريين، والأزرق في الأردن، لاجئون من 57 جنسية مختلفة.
وبحسب الإحصاءات الأخيرة فإن عدد سكان مخيم الزعتري يقارب حالياً 77 ألف لاجئ، يتوزعون ضمن 12 قاطعاً و26 ألف وحدة سكنية (كرفان).
ومخيم الزعتري يضم حالياً 1200 محل تجاري، فضلاً عن 11 مركزاً طبياً تتوزع ضمن أرجاء المخيم، 32 مدرسة للإناث والذكور، ومراكز تعليمية.
تراجع الدعم الدولي
هذا العدد الكبير للاجئين في مخيم الزعتري، يفرض تحديات كبيرة خاصة في ظل تراجع المساعدات للاجئين بسبب الظروف التي فرضتها جائحة كوفيد-19 على العالم.
ويبلغ حجم العجز في موازنة مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين السنوية للاستجابة لاحتياجات لاجئين في الأردن للعام الحالي، نحو 203 ملايين دولار، وفق تقرير حديث صادرعن المفوضية.
وتسلمت المفوضية، بحسب التقرير 202 مليون دولار من مجموع موازنتها البالغة 405 ملايين دولار للعام الحالي، بحجم تمويل وصل إلى 50%، استنادا إلى أرقام صادرة في 13 أيلول/ سبتمبر الحالي.
ومن هنا يلعب الدعم الذي تقدمه الدول والمساعدات من خلال منح نقدية وإنشاء مراكز خدماتية شالة بين تعليمية واجتماعية وصحية دورا كبيرا في تخفيف معاناة هؤلاء اللاجئين.
قطر.. دعم إنساني سخي مستدام
توفر دولة قطر مساعدات إنسانية للاجئين السوريين للتخفيف من معاناتهم والأزمة التي يمرون بها من خلا دعم حكومي وعبر منظمات خيرية وغير حكومية، سيما في ظل ما فرضته جائحة كورونا لضمان استدامة الخدمات الصحية الأولية.
خدمات الرعاية الصحية الأولية وحتى الاستشارية المتخصصة تضم توفير المعدات واللوازم، بناء القدرات، لتعزيز النظام الصحي في مخيمات اللاجئين السوريين.
ويأتي ذلك الدعم من خلال صندوق قطر للتنمية، ليحقق أهداف التنمية المستدامة والتزامه بتعزيز التنمية البشرية عبر التركيز على مشاريع ونشاطات في قطاعات التعليم والصحة وحتى التمكين الاقتصادي.
الصندوق الذي باشر منذ عام 2012 بتقديم مساعدات للعديد من الدول وفقا لأهداف التعاون الدولي التي انبثقت عن رؤية قطر الوطنية 2030، يهتم بضمان تمتع الجميه بأنماط عيش صحية ورفاهية لكافة الأعمار كجزء من أهدافه المتعددة.
ويطبق هذا من خلال تقديم مساعدات خارجية تنفذ من خلال اتفاقيات ثنائية ومتعددة الأطراف، ووفقاً لأفضل معايير الممارسة والمهنية.
الخدمات الصحية القطرية في مخيم الزعتري
وفي ضوء الأعداد الكبيرة للاجئين السوريين في مخيم الزعتري في المفرق، يقدم صندوق قطر للتنمية مساعدات لهم بالتعاون مع وزارتي التخطيط والصحة.
ومن أصل عدد اللاجئين في الأردن، يتواجد نحو 78679 في مخيم الزعتري الذي يعتبر ثاني أكبر مخيم لاجئين على مستوى العالم.
ومن هنا وفر صندوق قطر للتمنية دعما لعيادات تعتبر الأكبر في مخيم الزعتري منها، العيادة القطرية التي يشرف عليها الهلال الأحمر القطري وتأسست منتصف 2014 ويديرها الهلال الأحمر منذ العام 2019 بدعم من الصندوق.
وتضم العيادة القطرية من أربعة عيادات هي؛ العيادة النسائية والطب العام، طب الاطفال، الاسنان المختبر والصيدلية، وتقع في القطاع الثامن من مخيم الزعتري.
فيما مركز قطر الخيري الصحي الشامل، أسسته وتشغله قطر الخيرية بالتعاون مع جمعية الإغاثة الطبية العربية.
ويعد من أكبر المراكز الطبية التي توفر العناية الطبية للاجئين السوريين في المخيم. وقد باشر المركز عمله منذ العام .2017
ويضم المركز مختلف العيادات المتخصصة إضافة إلى عيادات الطب العام والباطنية وطب الأطفال والعيون، وأنف وأذن وحنجرة، وطب الأسنان وصيدلية بالإضافة إلى وحدة التثقيف الصحي، ومختبر للتحاليل الطبية.
وفعليا هذا المركز هو أكبر مركز صحي في المخيم والأشمل بخدماته التي تضم عيادة الطب العام، الباطنية، طب الأطفال، طب العيون. إلى جانب عيادة طب الأنف الأذن والحنجرة، المطاعيم، الأسنان ووحدة التثقيف الصحي.
وينفرد المركز بتوفير عيادة العظام من بين كل المراكز الصحية في المخيم التابعة لجهات مختلفة عربية ودولية والتي تشهد ضغطا كبيرا بسبب ذلك.
خدمات بجودة عالية ولكن هنالك حاجة للمزيد
فيما يخدم كلا المركزين ما لا يقل 300 مراجع يومي من كلا الجنسين، فإن الحاجة لتقديم وتطوير هذه الخدمات مستمر نظرا للطلب المتزايد على الرعاية الصحية التي ترتفع مع تزايد أعداد اللاجئين.
المستفيدون والمراجعون أشادوا بمستوى الخدمات الصحية ولكنهم بالوقت ذاته شددوا على الحاجة لمزيد من الاختصاصات الطبية والكوادر لتغطية احتياجاتهم.
وبحسب أحد المراجعين الذي يضطرون أحيانا للانتظار لأيام وأسابيع لكثافة المراجعين اشتكوا من عدم وجود سوى اختصاصي طب عظام واحد، ومطالبين أيضا بتخصص الغدد الصماء.
فيما الإشادات أكدت على ارتفاع وشمولية التخصصات الطبية في مركز قطر الصحي الشامل، في المخيم بأكمله وارتفاع مستوى الرعاية الصحية وجهود الكوادر الطبية العاملة التي تعمل بجهد وإخلاص ومهنية عالية لرعايتهم صحي وحتى معنويا ونفسيا.
ويستفيد نحو 58371 لاجئ من خدمات مركز قطر الخيري الصحي الشامل، و7295 مستفيد من الخدمات الطبية الشاملة في العيادات القطرية.
“الأزمة السورية في أعلى اهتمامات صندوق قطر للتنمية”
في زيارة ميدانية للمركزين الصحيين اللذين يدعمهما صندوق قطر للتنمية أكدت رئيس قسم المشاريع والبرامج الإنسانية بالإنابة الشيخة فاطمة بنت حمد آل ثاني، أن اللاجئين السوريين والأزمة السورية في اعلى اهتمامات الصندوق وأولوياته.
وأشارت إلى أن صندوق قطر للتنمية يعد الذراع التنموي والإنساني لقطر حيث يتعاون الصندوق مع المنظمات القطرية والأممية والمحلية في تلك الدول من خلال دعم النازحين في الداخل السوري واللاجئين في دول الجوار بما في ذلك اللاجئين في المملكة الأردنية الهاشمية.
“ويتمثل دعم صندوق قطر للتنمية خارج المخيمات في الأردن بتغطية نفقات الخدمات الصحية للاجئين السوريين في المملكة خارج المخيم وتوفير الدعم للقطاع الصحي بالتعاون مع وزارة التخطيط والتعاون الدولي ووزارة الصحة الأردنية. حيث تم توفير معدات الوقاية الشخصية ووحدات العناية الطبية المركزة في فترة الجائحة”، بحسب الشيخة فاطمة بنت حمد آل ثاني.
وأضافت:”: الدعم داخل مخيم الزعتري شمل، اللقاحات الروتينية للأطفال ودعم النساء إلى جانب خدمات الرعاية الصحية الأولية الاساسية”.
وباشر صندوق قطر للتنمية منذ عام 2012 بتقديم مساعدات للعديد من الدول وفقا لأهداف التعاون الدولي التي انبثقت عن رؤية قطر الوطنية 2030، يهتم بضمان تمتع الجميه بأنماط عيش صحية ورفاهية لكافة الأعمار كجزء من أهدافه المتعددة.
ويأتي ذلك الدعم من خلال صندوق قطر للتنمية، ليحقق أهداف التنمية المستدامة والتزامه بتعزيز التنمية البشرية عبر التركيز على مشاريع ونشاطات في قطاعات التعليم والصحة وحتى التمكين الاقتصادي.
ويطبق هذا من خلال تقديم مساعدات خارجية تتمثل تنفذ من خلال اتفاقيات ثنائية ومتعددة الأطراف، ووفقاً لأفضل معايير الممارسة والمهنية.