بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية
40% من سكان العالم لا يتلقون التعليم بلغة الفهم أو النطق
اللغة العربية : يتحدث بها (206) مليون كلغة أم و (40) مليون كلغة ثانية
7000 لغة ولهجة يتحدث بها سكان العالم منها 43% معرضة للإندثار
تضامن : اللغة العربية في الترتيب الخامس عالمياً من حيث عدد المتحدثين بها كلغة أم
مرايا – احتفل العالم يوم أمس باليوم العالمي للغة العربية تحت شعار “اللغة العربية والتواصل الحضاري”، ويُعتبر بمثابة نداء للتأكيد مجدداً على الدور الهام الذي تؤدّيه اللغة العربية في مدّ جسور الوصال بين الناس على صهوة الثقافة والعلم والأدب وغيرها من المجالات الأخرى.
وتشير جمعية معهد تضامن النساء الأردني “تضامن” الى التقرير العالمي لرصد التعليم للجميع والذي أصدرته منظمة اليونسكو، والذي أكد على أن حوالي 40% من سكان العالم لا يتلقون التعليم بلغة الفهم أو النطق مما يؤثر سلباً على تعلم الأطفال خاصة أولئك الذين يعيشون في حالات فقر، ولهذا يجب أن يحصل الأطفال ذكوراً وإنائاً على التعليم باللغة التي يفهمونها.
كما أن الهدف الرابع والخاص بالتعليم في خطة التنمية المستدامة لعام 2030، يركز على التعليم الجيد والتعليم مدى الحياة من اجل تمكين الجميع رجالاً ونساءاً، ومن أجل إكتساب المهارات والمعارف والقيم اللازمة لتحقيق تطلعاتهم والمشاركة في حياة مجتمعاتهم على أكمل وجه. وكما أكدت اليونسكو فإن ذلك في غاية الأهمية للفتيات والنساء وللأقليات والسكان الأصليين وسكان المناطق الريفية، وذلك لغايات نجاح تنفيذ خطة التنمية المستدامة لعام 2030 بشأن النمو وفرص العمل والصحة والإستهلاك والإنتاج وتغير المناخ.
من جهة أخرى أشارت اليونسكو بأن الشعوب الأصلية تمثل 370 مليون نسمة ينطقون بأغلب اللغات الحية التي يقارب عددها 7000 لغة، ولكن ما زال العديد منهم يعاني التهميش الاجتماعي والتمييز والفقر المقع وإنتهاكات حقوق الإنسان. وحيث أن هدف التنمية المستدامة متمثلاً في “عدم ترك أي أحد خلف الركب”، فلا بد من أن تنتفع الشعوب الأصلية بالتعلم بلغاتها الأم.
وتشير “تضامن” الى أن الأمم المتحدة عملت على تشجيع الشعوب للمحافظة على اللغة الأم حيث أشارت في قرارها رقم (A/RES/61/266) والصادر في (16) آيار من عام (2007) الى أن تعدد اللغات الحقيقي يعزز الوحدة في إطار التنوع كما يعزز التفاهم الدولي، وتقر بأهمية القدرة على التواصل مع شعوب العالم بلغاتها ، بما في ذلك التواصل بأشكال متيسرة للأشخاص ذوي الإعاقة”. وأعلنت الجمعية العامة في نفس القرار ، سنة (2008) بإعتبارها “سنة دولية للغات” لتعزيز الوحدة في إطار التنوع ولتعزيز التفاهم الدولي من تعدد اللغات والتعدد الثقافي.
وفي الوقت الذي تسعى فيه شعوب ودول العالم للمحافظة على اللغة الأم مع وجود لغات عديدة حول العالم لا يتحدث بها أكثر من بضع مئات من الأشخاص، نجد لغات أخرى يتجاوز عدد المتحدثين بها أكثر من (100) مليون كلغة أم ، فحسب إحصائيات تقديرية تحتل اللغة الصينية المرتبة الأولى حيث يتحدث بها (873) مليون كلغة أم و (178) مليون كلغة ثانية ، وتأتي اللغة الإسبانية بالمرتبة الثانية حيث يتحدث بها (380) مليون كلغة أم و (100) مليون كلغة ثانية ، واللغة الإنجليزية بالمرتبة الثالثة فيتحدث بها (380) مليون كلغة أم و (600) مليون كلغة ثانية ، ولم تميز التقديرات ما بين اللغة الأم واللغة الثانية بالنسبة للغة الهندية التي يتحدث بها ما بين (500) مليون ومليار شخص وإحتلت المركز الرابع ، فيما جاءت اللغة العربية بالمركز الخامس ويتحدث بها (206) مليون كلغة أم و (40) مليون كلغة ثانية ، ووفق إنكارتا لعام (2006) وهي موسوعة إلكترونية تطبعها وتحدثها دورياً شركة مايكروسوفت فإن العدد الإجمالي للمتحدثين باللغة العربية يصل الى (422) مليون. وجاءت بعد اللغة العربية كل من البنغالية والبرتغالية والروسية واليابانية على التوالي. علماً بأن هنالك حوالي (7000) لغة ولهجة حول العالم وفقاً لإحصائيات منظمة الأمم المتحدة.
يذكر بأن المجلس التنفيذي لليونسكو إعتمد في دورته رقم (199) التي عقدت في شهر تشرين أول من عام (2012) يوم (18) كانون أول يوماً عالمياً للغة العربية ، في حين تحتفل الأمم المتحدة بيوم اللغة العربية بنفس التاريخ وهو تاريخ صدور القرار رقم (3190 د-28) من الجمعية العامة للأمم المتحدة والقاضي بإدخال اللغة العربية ضمن اللغات الرسمية ولغات العمل في الأمم المتحدة ولجانها الرئيسية.