مرايا – أكد مدير المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام الدكتور رفعت بدر، أن المقدسيين يأخذون من اللقاء السنوي الذي يجمعهم مع جلالة الملك عبد الله الثاني دفعاً جديداً للصمود والبقاء والافتخار بأن لهم نصير وظهر قوي يستندون إليه.

وقال خلال مداخلته على إذاعة “جيش إف إم” ، إن جلالة الملك عندما يتحدث عن القدس، فإنه يتحدث عنها بشكل مغاير عن أي قائد عربي، فهو الوصي على المقدسات الإسلامية والمسيحية الذي يوصي المقدسيين على الحفاظ على كل شبر في القدس الشريف.

وأضاف أن جلالة الملك يعلم أن المقدسين يتألمون ويعانون تحت الاحتلال، لكن بفضل التبرعات السخية والوقوف القوي والصوت العالي من قبل جلالته في المحافل الدولية من أجل القدس، فإنهم يدركون مدى صلابة الظهر الذي لديهم والمتمثلة بجلالة الملك عبد الله الثاني.

وبين أن هناك عدد من المشاريع التي قام بها جلالته هذا العام والعام السابق، كشف عنها الحضور يوم أمس، والمتمثلة في ترميم كنيسة القيامة والإشراف على ميزانية المسجد الأقصى المبارك وتجديد السجاد في المسجد، الأمر الذي يشير إلى أن الوصاية الهاشمية هي فعل على أرض الواقع.

وأوضح أن هذا اللقاء السنوي الجامع الذي دأب عليه جلالة الملك في كل عام، أصبح تقليداً يجمع فيه مسيحيي القدس ورؤساء الكنائس في القدس وممثلي الأوقاف في القدس، بالإضافة إلى رؤساء الكنائس الأردنية ووزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية وقاضي القضاة ومفتي عام المملكة وسمو الأمير غازي كبير مستشاري جلالة الملك للشؤون الدينية والثقافية.

وتابع: هذه الصورة التي تُرتسم في كل عام تدل على مدى الرُقي الأردني على مدى 100 عام، وأن الاسرة الأردنية واحدة، حيث ندخل بفخر نحو المئوية الثانية خلف الهاشمين، بالإضافة إلى أنها تعطي دفعة جديدة للعام المقبل والمئوية الثانية.

وبين أن الوسام الذي أنعم به جلالة الملك يوم أمس لبطريركية المدينة المقدسة، يمثل الاحترام الكبير من الهاشميين ومن جلالة الملك على وجه التحديد الكنائس في القدس الشريف، لأنه يعلم أنها في صلب الميدان والمقاومة وتُشجع المقدسيين على البقاء، أما الوسام الثاني فكان لمجلسي الكنائس في الأردن وهو الممثل الشرعي للمسيحيين في المملكة، وهذا يدل على تكريم جهود مسيحي قاموا به خلال مؤسساتهم ومستشفيات وكنائسهم التي ساهمت بالتعاون مع المؤسسات الحكومية في نهضة الأردن على مدار 100 عام .

من جانبه، أكد الأمين العام لمجلس رؤساء الكنائس في الأردن إبراهيم دبور، أن الاجتماع مع جلالة الملك، أظهر مدى اهتمام جلالته الفعلي بالأماكن المقدسة والشعوب التي تعيش في هذه الأماكن، حيث كان هاجسه إرضاء الأطراف جميعها.

وقال: نحن نتغنى بتاريخ الهاشميين العريق وحاضرهم المجيد، فهم يترجموا مبادئهم بالأفعال، فلقاء يوم أمس حضره رؤساء الكنائس في القدس كافة والأردن ومن مسيحيين ومسلمين يعكس مدى الوحدة الوطنية التي تعيش فيها المملكة، ويشير إلى مدى أهمية الوحدة الوطنية والسلام الحقيقي وانعكاس للسلام الداخلي الذي ينعم به الأردنيون في ظل الهاشميين.

وأضاف أن اللقاء هو بمثابة رسالة للمسيحيين والمسلمين الذي يعيشون في القدس والأماكن المقدسة أنهم ليسوا وحدهم، وهناك من يؤازرهم ويدعمهم.

وبين أن من أجمل الكلمات التي سمعها على لسان جلالة الملك يوم أمس أن “أي شيء محتاجينه، نحن ضمن الإمكانيات مستعدين له” وهذا يدل على جوهر العلاقة بين الأب وأبنائه ويرفع الرأس أمام العالم أجمع، بالإضافة إلى أن جلالة الملك يظهر ان هذا الوطن يحيا في ظل الديموقراطية الدينية واحترام الآخر.