مرايا – شنّ فلسطينيون في الداخل الفلسطيني المحتل وخارجه حملة ضد عضو الكنيست الصهيوني رئيس القائمة العربية الموحدة منصور عباس، عقب تصريحاته الأخيرة التي تحدث فيها عن دعمة لفكرة “يهودية إسرائيل”.
واعتبر نشطاء وقيادات أنّ منصور عباس “لا يمثل إلا نفسه”، مؤكّدين أنّه تخطى في تواطئه مع سياسات حكومة الاحتلال الحدود الحمراء، داعين لإسقاط نهجه وعزله.
ودانت حملة الدولة الديمقراطية الواحدة، تصريحات عباس حول ” الاعتراف بيهودية الدولة”، مطالبة بإسقاطه ومحاصرته عبر العمل السياسي الجاد.
وقالت الحملة: “لقد بلغ السيل الزبى؛ الكيان الصهيوني ولدت كياناً استعمارياً إبادياً ونظام فصل عنصري يا عباس”.
وأضافت “لم يكن أحدٌ منا يتخيل أن تصل عملية الانسحاق أمام المستوطن ونظامه العنصري الدموي، إلى درجة التبرع بمنحه غطاء أيديولوجيا بفتوى إسلامية، يقدمها له طرفٌ فلسطيني كان محسوباً حتى فترة قريبة على القوى الوطنية التقليدية، ويدعو للاستسلام له وكأنّه قدر”.
واعتبرت أنّ ما زاد الأمر “ذهولاً وصدمة عند قطاعات شعبنا الوطني والمتدين، هو كون هذا الطرف يرفع لواء الإسلام؛ ما يشكل تزييفًا خطيراً للوعي الوطني والقيم الدينية النبيلة، الداعية إلى العدل ومكافحة الظلم والاستعمار، واعتداء على قيم التحرر الإنساني، من الاستبداد والعنف والاستغلال”.
وأكّدت أنّ “تصريح ونهج عباس طعنةً جديدة في خاصرة النضال الفلسطيني التحرري المخضب بالدماء والتضحيات غير المحدودة”.
غدر للأحرار والتقاء مع نهج أوسلو
وشددت حملة الدولة الديمقراطية الواحدة على أنّ نهج منصور عباس يشكّل غدرًا لأحرار العالم ونضالهم الأممي، المدني، المتصاعد من أجل تقويض الادعاء الديمقراطي الصهيوني الذي يسوّقه “الكيان الصهيوني” للغرب للتغطية على مشروعها الدموي، الذي يترجم على مدار الساعة باغتصاب الوطن وبالنهب والاستيطان والحصار والاعتقالات والقتل والتنكيل المستمر بالأسيرات والأسرى الفلسطينيين.
كما قالت “إن هذا النهج يلتقي مع نهج التنسيق الأمني البغيض والمدمر الذي تمارسه سلطة أوسلو مع الاحتلال وهو أمر شائن”.
واستنكرت الحملة استمرار هذا النهج في الوقت الذي تصدر فيه تباعًا تقارير دولية هامة وحتى صهيوينة، تُعيد تعريف
وختمت بالقول إنّ “حملة الديمقراطية الواحدة في فلسطين التاريخية/ الانتدابية، لا تدين هذا النهج فحسب، بل تدعو لإسقاط نهج نصور عباس ومحاصرته بالعمل السياسي الجاد ومن خلال رؤيا تحررية وإنسانية واضحة، ومن خلال تنظيم الفئات الشعبية والعمال والموظفين والنشطاء والمثقفين، في أطر قوية ومتماسكة، متنوعة تحت سقف وطني وديمقراطي واحد”.
وأكّدت إدراكها لخصوصية الواقع المركّب داخل الأراضي المحتلّة عام 1948، وتعتز بنضال الشعب الطويل فيه، وبتجربته وخبرته في مقارعة النظام العنصري، وبثباته ومثابرته على التجذر في أرضه، والذي تجلّى في الرفض المطلق لقانون “القومية”، عبر التظاهر والعرائض والمؤتمرات.
إسقاطه وعزله
في غضون ذلك، اعتبر إعلاميون ونشطاء أنّ منصور عباس لا يمثّل إلا نفسه.
وقال الإعلامي محمد دراغمة “نصيحتي لعضو الكنيست منصور عباس أن يرشح نفسه في الدورة القادمة للكنيست الصهيوني مع قائمة الصهيونية الدينية بالشراكة مع بتسلائيل سيموترش وإيتمار بن كفير”.
كما قال الناشط والإعلامي غسان النجاجرة “هذا مسقط من صغره وأعد لهذا الوقت من قبل الموساد واكتشفته الحركة الإسلامية وفصلته من سنوات طويلة وهو رجل موساد أعتقد”.
بينما كتب الناشط جمال عليان “هكذا ولدت وهكذا ستبقى.. من أقوال الحاخام منصور عباس”، في إشارة لتصريحاته عن “يهودية إسرائيل”.
وكتب الطبيب حابس البطة “الغريب أنّه حتى الآن ما اعتنق الديانة اليهودية!!!”، فيما نعته مواطنون في أراضي الـ48 بـ”اليهودي” داعين لإسقاطه وعزله.
يُذكر أن منصور عباس أثار جدلًا واسعًا في تصريحات عديدة سابقة له منذ توليه منصب عضو بالكنيست الصهيوني، وسبق فوزه في الانتخابات التي أجريت في شهر مارس المنصرم إعلان انشقاق قائمته “العربية الموحدة” عن القائمة العربية المشتركة التي تضم جميع الأحزاب العربية في الداخل المحتل.