مرايا – نظمت جمعية أبناء عمان الثقافية ندوة حوارية يوم الأربعاء الماضي في قاعة منتدى الرواد الكبار في أم السماق حول الواقع المائي والتحديات التي يواجهها الأردن تحدث فيها الدكتور دريد محاسنه الخبير في قطاع المياه والزراعة ، حيث قدم عرضاً مفصلاً عن أزمة المياه في ظل التزايد غير الطبيعي لعدد السكان نتيجة الهجرات القسرية منذ العام 1948 وحتى آخر لجوء شهده بلدنا والمتمثل بقدوم أكثر من مليون ونصف المليون لاجئ سوري بسبب الحرب الدائرة في سوريا.

في بداية الندوة التي أدارتها قمر الصفدي رئيسة اللجنة الثقافية والاجتماعية في الجمعية، ألقى محمد خير القطان رئيس جمعية أبناء عمان الثقافية كلمة تحدث فيها عن نشأة الجمعية وأهدافها منوهاً الى أهمية موضوع المياه مما دعا الجمعية الى استضافة الدكتور دريد محاسنه كأحد الخبراء المشهود لهم في قطاع المياه ليلقي الضوء على أبعاد هذه القضية .

بعد ان تطرق الدكتور محاسنه الى مسألة الهجرات التي شهدها الأردن عدّد المشاريع القصيرة والمتوسطة المدى التي حاول الأردن تنفيذها بحثاً عن المياه التي كان لبعضها أثر في تخفيف معاناة المواطنين ، لكنها فشلت في إنهاء الأزمة وتحقيق الأمن المائي المستدام .

وقال الدكتور محاسنه إنه من أصل أربعة عشر حوضاً مائياً كانت تزوّد الأردن بحاجته من المياه لم يبق الآن سوى حوضين بعد جفاف إثنى عشر حوضاً ، وأضاف بأن الأردن لم يحصل على حصته من مياه نهر اليرموك بسبب قيام الجانب السوري بإنشاء ستة وأربعين سداً وحفر مئات الآبار في حوض النهر مما خفّض كمية المياه الواصلة الى الأردن من النهر ، وبالنسبة للإتفاقيات المائية التي أبرمت مع اسرائيل بعد معاهدة وادي عربة فهي ليست مضمونة لأن اسرائيل تتملص دائماً من أي التزام تجاه الأردن .

وحول إتفاق النوايا الذي وقع مؤخراً بين الأردن واسرائيل قال انه غير ملزم حتى الآن معرباً عن أمله في أن لا يتم .

وبالنسبة للحلول التي من شأنها إنهاء أزمة المياه في الأردن أكد الدكتور محاسنه ان أفضل هذه الحلول هو قناة البحرين الأحمر الميت حيث يعطي هذا المشروع كمية كبيرة من المياه للأردن وكمية من الطاقة الكهربائية المولدة نتيجة الفارق في المنسوب بين البحر الأحمر والبحر الميت فضلاً عن انه ينقذ البحر الميت من الإنحسار والجفاف بإسالة المياه المالحة إليه نتيجة التحلية .

وعقب المحاضرة أجاب الدكتور محاسنه على أسئلة الحضور الذين ركزوا على أبعاد التحدي المائي وضرورة ايجاد حلول ناجعة للخروج من هذه الأزمة .

وفي نهاية المحاضرة شكر محمد القطان رئيس الجمعية الدكتور دريد محاسنه على تلبية دعوة جمعية أبناء عمان الثقافية والمعلومات القيمة التي تضمنتها محاضرته ، كما شكر منتدى الرواد الكبار ورئيسته هيفاء البشير، وقمر الصفدي رئيسة اللجنة الثقافية والاجتماعية وليلى عميش عضو اللجنة على جهودهما في تنظيم وإنجاح الندوة .